شوارع / 2
خاص ألف
2013-06-16
(رواية عن جندي منشق من طرطوس اعتقلَ وقُتلَ بعد المجزرة في أقبية الحنان)
***
الشارع الرابع:
لم تكن جثثاً في ساحات الحروب! ولم تكن حرباً أهلية في شوارع بيروت... أو دماراً في برلين أو بغداد..!!
على بعد أمتار، تفصل بين الجثث الطازجة، جثة واحدة فقط تتمطّى! ...
يصيح الشاب من الشرفة: ( إنه على قيد الحياة، أسعفوه )...!
يرمي الضابط سيجارته بشكل عشوائي، يتلمظ، ويطلق الرصاصة الجميلة! ... .... ــ كان حرياً بالشاب ألا يصرخ !! .. أو .. لا يولد كي يموت ميتتين : قُبلة في عنقه .. وسقوط من الطابق الرابع.!
كم أنتَ صيادٌ ماهر يا ابن وطني ...!!
/
في اليوم التالي ... نزحَ بعض سكان المنطقة تحت إشراف القذائف والرصاص الوطني والله !
................. مع نزوح البعض تراجعت سرايا الجيش الفحل إلى حدود المنطقة.
لقد كان كميناً مدروساً، وكأنهم يخططون لاجتياح تل أبيب!!
دخلت قوى من الجيش الحر مع مقاومين من سكان تلك المنطقة....
/
الضابط ( ن ) من الجيش على اللاسلكي:
ــ سلّـموا أسلحتكم وسوف ندعكم ترحلون.. أو نعدّل لكم وضعكم القانوني ونطلق سراحكم بشريطة ألا تعاودوا حمل السلاح ضدنا...
ضابط من الجيش الحر:
ــ لديّ ألفان مقاتل، تريدني أن أُسلّـمَ لكَ نحورهم يا ابن الـــ....... !!
لم يكونوا ألفين... بل كانوا عدداً قليلاً لا يتجاوز الــ 350 مقاتلاً جلّهم من المدنيين الذين حملوا السلاح دفاعاً عن بيوتهم..!
( الحربُ خدعة ) ...
/
لم يُـنهِ الضابط كلامه، حتى بادره ضابط النظام بالشتائم والوعيد بأنه سوف يحرق كل شبر في تلك المنطقة....!
العدد الذي جمعهُ وغيره من أعداد أخرى جاءت للمساندة من ألوية قريبة، تكفي إن لم نبالغ لاجتياح مقر الموساد مع العبث بكل شيء على الأرض قبل وصولها !!!
( الاستطراد في الخيال، أحياناً يجعل من المرء يمتلك كل زمام الأمور )!
ولذا هذه المقارنة بالأعداد التي جمعها الضابط المغوار على أنها لربما تحقق نصراً على عدوٍ
( صديق ) كان كل فترة يفض بكارة الادعاءات الزائفة في المقاومة والممانعة والمناكحة.. ويصفع النظام وجلاوزته بحذاء عسكري عتيق كان ملقى عند الشريط الحدودي البالي لهضبة الجولان !!.
322 جثة من الجيش الحر أغلبهم سكان المنقطة ...
خمسون جثة لأمهاتٍ ليس ذنبهنَ سوى أنهنَ حرائر .. عشرون لأطفال .. العشرات لشباب من المناطق المحاذية جاؤوا لمساعدة سكان الجديدة.. العشرات من كبار السن .. فتيات وفتيان كانوا يحلمون بالعودة لرؤية ما تُسمى قراهم في الجولان! كانوا يحلمون بالضحكات والقبل السريعة بين العشب الربيعي والزهور الجبلية !! كلهم .. كلهم غابوا عن الحُـلم !...
.
.
.
قهقه ابن الزانية ... وأضاف: ( هيك اللي بدو يوقّف قدام الجيش العربي السوري ) !! وكأن جيوش العرب اُختصرت أمام ما يدّعون أنه جيش !!
بيد أننا نعرف أن معظم الجيوش العربية تقضي جلّ وقتها في الاستعراض والأحلام المستهلكة وإطلاق الغازات أثناء الصحو والنوم !.
....................
.................................. على مدة 6 أيام بعد هذا الغزو البربري، والجثث في الشوارع منتفخة، متفسّخة، منها أيضاً الحيوانات التي أرداها الرصاص أو لمحتها الشظايا!
لم يكن لأهالي المناطق المجاورة لـ"جديدة الفضل" أي سبيل للدخول كي يساعدوا مَـن بقي،
أو يدفنوا الجثث التي اجتاحت روائحها مسافات واسعة حتى وصلت إلى حدود " المعضمية وداريا "!!...
فلقد كانت القناصات منتشرة على أسطحة ما تبقّى من بيوت، تردي أي عابر، حتى الظلال لم توفرها!
...........................
......................................... ألو ... ألو ... عمليات: ( ترجموا للحيوان اللي عم يقنص تجاه الشباب الجايين لعندنا .. قولوا أنن معنا .. ما عم يفهم عليّ القرد...
/
يبدو أن هنالك ألسنة فارسية كانت تردد موتنا جيداً !!!.
/ خاص ألف /
يتبع ...
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |