جنس الجنة.. المكافآت والغيب!! 1 / 2
خاص ألف
2013-06-23
إن قواعد الإسلام وشروطه منذ توضيحه وتفنيده في الرسالة الأخيرة التي أُنزلت على سيدنا محمد (ص)، كانت قواعد وركائز ثابتة لا تتغير من ناحية الفروض وأحكامها التي لا تأوّل ولا يتم الاجتهاد فيها لأنها مبتوتة ومقطوعة الحُكم غير قابلة للتعديل.
هذه أمورٌ موضحة في الإسلام حصراً لا لبسَ فيها بإجماع النص القرآني وتواتر الأحاديث في السنة عن السلف من الصحابة ومَن استخلفهم من الخلفاء وثبّتَ نقلهم من العلماء الفحول وتلامذتهم؛ إلا في أمرِ القضاء أحياناً يتم الاجتهاد على حسب القضية وملابساتها، والزمن الذي حدثت فيه القضية أي ( البراغماتية ) العمل فيما يناسب الحقبة والجيل!
نشأنا على الإسلام وعلى التعبّد للواحد الأحد غير مشركين به، وعرفنا القرآن والسنة النبوية من خلال الأسرة والعلم داخل المدارس والجوامع،واطلاعنا وفضولنا لمزيدٍ من العلمِ والإبحار كلٌ منا على حسب ميوله، وعلى حسب قوة إيمانهِ وهداه.
بدأنا نسمع من حولنا بالمكافآت التي يجنيها المسلم من عدمها يوم الحساب؛ وأخذنا ندخل في عالم الخيال والقصص التي تُروى على مسامعنا ونقرأها في أغلب الأحيان.
ـ1 نأتي هنا إلى مثال صغير فيه شقان من الأسئلة:
( آ ) ـ إن تكلمنا عن الغيب المُطْلق، فكلنا يعرف إنه مخصوصٌ لله تعالى فقط ...
لكن هناك غيب آنٍ يستطيع الإنسان اكتشافه لمجرد رؤيته بأمِ عينه !
مثلاً.. إن سُئلَ أحدهم عن تواجد شيء محجوب عن النظر وراء شيء أمام ناظريه، فهو يستطيع الكشف عنه ومعرفته لمجرد الوصول إليه بعد كشف الحجاب عنه أو تواجده أمامه ليراه!
ــ فهذا من باب الاكتشاف والبحث عن الشيء المُغيّب عنه آنيّاً.
( ب ) ــ الغيبِ المنقول في النصوص القرآنية والأحاديث الصحيحة:
هل هو غيبٌ يختص به الله وحده ؟
وقد جاء في النصوص القرآنية أن الملائكة عندما سألوا الله تعالى عن خَلْقِهِ لآدمَ في سؤال استنكاري .. "أتجعل فيها مَن يفسد فيها ويسفك الدماء" ؟!
فأتاهم الجواب : ( إني أعلمُ ما لا تعلمون )! ( البقرة 30 ).
إذاً، كيف عَلمِ الملائكة أن خلقاً قبلَ آدمَ كان في الأرض ؟
هل لقّنوا هذا بالفطرة ؟!! .. أم أنّ الله عز وجلّ أراد هذا لثبات الأمر في النص القرآني الذي نزل بعد حقبٍ طويلة ! كتنويه عام عن الغيب الخاص به للمخلوقات العاقلة ؟!
وبقوله: إني أعلمُ ما لا تعلمون ) نضع هنا سؤالاً عن كيفية معرفتهم بما لا يعلمون ؟!
وهذا سؤالٌ مشروع لمن يريد التبحّر في هذه الأمور.
***
في حديثٍ يروى عن النبي(ص) كما جاء في " صحيح الجامع 1561" :
«إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط، إن مما يغنين: نحن الخيِّرات الحسان، أزواج قوم كرام، ينظرن بقرة أعيان، وإن مما يغنين به: نحن الخالدات فلا يمتنه، نحن الآمنات فلا يخفنه، نحن المقيمات فلا يضعنه».
في الروايات والقصص والنصوص القرآنية والأحاديث كما ذكرنا أن المؤمن الذي تُـكتب له الجنة، يُكافأ بالحواري والجنان واللذيذ من الطعام والشرابِ والمقام الجميل والعيشة الخالدة التي لا موت فيها غير الميتة الأولى في الدنيا !!
وفي سياق حديث صححه الألباني (صحيح الترغيب والترهيب: رقم (3704):
يقول (ص ) "... فينطلق يرمل في الجنة، حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة؛ فيخر ساجدًا، فيقال له: ارفع رأسك، مالك؟! فيقول: رأيت ربي، فيقال له: إنما هو منزل من منازلك! قال: ثم يلقى رجلاً، فيتهيأ للسجود له، فيُقال له: مه! مالك؟! فيقول: رأيت أنك ملك من الملائكة! فيقول: إنما أنا خازن من خزانك، وعبد من عبيدك، تحت يدي ألف قهرمان على مثل ما أنا عليه!! قال: فينطلق أمامه، حتى يفتح له القصر، قال: وهو من درة مجوفة، سقائفها، وأبوابها، وأغلاقها، ومفاتيحها منها، تستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء، فيها سبعون بابًا، كل باب يفضي إلى جوهرة خضراء مبطنة، كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى، في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف، أدناهن حوراء عيناء، عليها سبعون حلة، يرى مخ ساقها من وراء حللها، كبدها مرآته، وكبده مرآتها، إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفًا عما كانت عليه قبل ذلك، وإذا أعرضت عنه إعراضة، ازداد في عينها سبعين ضعفًا عما كان قبل ذلك، فيقول لها: والله لقد ازددت في عيني سبعين ضعفًا، وتقول له: وأنت والله، لقد ازددت في عيني سبعين ضعفًا..»
من الأسئلة ألا وهي: كيف يُـمنح الرجل سبعين حورية، ولا تُـمنح زوجته في الدنيا التي يحبها وعاش معها حتى مماتهِ ودخلت الجنة معه ما مُـنحَ أي ( غلمان أو رجال على شكل الحوريات في الجنة مكافأة لها أيضاً كما زوجها )؟!!
هل يقتصر الأمر على الرجل فقط؟! .. ونسبةِ إيمانه مع الغفران الإلهي، لربما تكون أقل من نسبةِ إيمان زوجهِ !.
هل يرغب المُكافأ بهذا الوصف بأن يرى مخّ ساقها من وراء حللها ( لحم وعظام ساقها )؟!
وقد خلق الله الناس أمزجة ورغبات وقلوب شتى !!
ومن ثمّ الغيرة التي وضعها الله في قلبِ المرأة، والكيد ( إن كيدكن عظيم ـ يوسف 28 ). هل تتغير النفس في الجنة ــ نفس المرأة ــ لما تراه من تقلّب زوجها في النعيم وبين الحورِ والقصورِ والغلمان والخدمِ؟! .
" لهُ قصورهُ والحور والغلمان ...إلخ " فانشغاله بهذا هل يُثني قلبه عن حبيبتهِ ( الدنيوية )!.
كما نعرف أن الأديان السماوية الأخرى غير الإسلام، تؤمن بوجود الجنّة وما طُرحَ بما يشابه الدين الإسلامي من عطايا ومكافآت ونتائج إيجابية للفرد الصالح والمتعبّد لربّه والمتمسك بالفروض الدينية التي تعلّمها من خلال نبيّه أو كتابهِ السماوي.
فالحقبة التي كانت في الجاهلية تعلم بالدين الذي قبلها، فهل الناس الذين ماتوا ميتة الجاهلية كما يُقال ..لهم ذنبٌ إن لم يكن لديهم رسول وقتها ينقل لهم الهدى والفروض والتوجيهات الدينية والدنيوية الصحيحة؟!؛ فمعظمهم وجدَ دون أن يُلقّن دينه جيداً أو حتى يسمع عنه.. فما هي تلك الميتة وما حُكمها وما نتائجها في الآخرة؟!.
وهناك أحاديث وردت عن الموت والجنّة ووصف الحور والعطايا، لكن أغلبها لم يُسند وكان ضعيفاً ومشككاً فيه، أو كما يقال موضوعٌ أو مكذوب. وخاصةً في ( ضعيف الجامع ) و ( ضعيف الجامع الصغير ) ضعفها الإمام الألباني ــ 2803 ــ 2804 ــ 53 ــ 4071 ــ 5143 ــ 4133 ــ 2541 ــ وغيرها من الأحاديث الكثيرة الضعيفة كما أشار لها الألباني وغيره.
***
قال رسول الله (ص): «لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا، إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو دخيل عندك، يوشك أن يفارقك إلينا»
[صحيح الجامع: (7069).
إذاً، هو دخيلٌ عند زوجتهِ في الدنيا ( رهينة المدة )!
وعن امرأة فرعون قالت : ( رب ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة ـ التحريم 11). وقد مات فرعون كافراً،
إذاً، بما تُكافأ امرأة فرعون الصالحة، غير القصور والمأكل اللذيذ والسعادة الأبدية، وهي نفسٌ كباقي النفوس مجبولة بالشهوات والرغبات؟!، وهناك الآلاف مثلها مُتنَ صالحات عفيفات وأزواجهن غير مؤمنين .
***
غادة ذات دلال ومـرح يجد الناعت فيها ما اقترح
زانها الله بوجه جمعت فيه أوصاف غريبات الملح
وبعينٍ كحلها من غنجها وبخدٍ مسكهُ فيه رشـــــــح
ناعمٌ تجري على صفحته نضرة الملك ولألاءُ الفرح
عن رواية للخطيب والشاعر عبد الواحد بن زيد البصري في البصرة لتشويق الناس إلى غزو العدو ونيل الشهادة والظفر بالحسان وحور الجنان !. "
انظر مع الحور ـ جمع يحيى آل شلوان صفحة 27"
/
ــ هل خلقَ الله الحور والغلمان والخدم والقصور والثمار ووضع الأطايب والطيب قبل خلقِ آدم ومن ثمّ حواء ؟! وهل كانت تلك الجنة هي ذاتها التي يدخلها المؤمنون؟!
إن ما نُقل أن جنة آدمَ لم تكن إلا جنة الخلد، فحين قيل له لكَ أن لا تجوع فيها ولا تعرى، ولا يصيبكَ العطش، وغير ذلك ما يصيب الإنسان في الدنيا حتى لو كان في أفخم الأماكن وأجملها في الدنيا، فإن الجوع والظمأ سوف يأخذان منه كحال باقي البشر. وجاء عن بعض المفسرين أمثال ـ ابن نافع وإمام وابن عيينة، وابن قتيبة في كتاب المعارف، كما ذكر أسماءهم ابن قيم الجوزية: أن آدم عليه السلام خلق في الأرض وفيها سكن، وفيها نُصب له الفردوس وإنه كان في عدن.
ـ 1فهل لآدمَ بعد عصيانهِ ومغفرةِ الله له ولحواء مكافآت مثل ذريّتهِ ؟
ـ 2هل الجنس في الجنة جنسُ اتصال مباشر كالـ"دنيوي" ؟
ـ 3أم هو جنس حسّي دون قذفٍ ومني أي طهارة تامة تناسب المكان الطاهر؟!
/
بعض الأسئلة الأخيرة سيتم توضيح فقرات منها في الجزء الثاني من الدراسة وباقي الفقرات والأسئلة متروكة للقارئ للتساؤل والتمحيص في الخيال بسبب تفاوت مقياس الوعي الثقافي الديني أو الفكري بين شخص وآخر.
هوامش:
ــ حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح / ابن قيم الجوزية /
ـ إبراهيم محمود / جغرافية الملذات / الجنس في الجنة/
رياض الريّس الطبعة الأولى 1998
نهاية الجزء الأول
/ خاص ألف /
يتبع ...
dolly
2014-04-05
على هذا المنوال ألا ترى أن البؤساء والجائعين سيفضلون الموت ليحيوا حياة حلموا بها على الأرض ولم تتحقق,الجنة والنار نحن نصنعها إن كنا ملتزمين ضميريا وهذه تعود للتنشئة البيتية على احترام الآخر ومحبة الجميع وعدم الأذية والسرقة والقتل والزنا وإلى ما هنالك ومساعدة المحتاجين فنعيش في طمأننة وسلام داخلي وهذه هي الجنة والجهنم هو ما نفعله من بغائض تجعلنا نعيش جحيما داخليا وكل ما جاءت به الديانات الثلاث من كلام عن الجنة هي زخرفات ومبالغات تستهبل ذكاء الانسان لكنها ضرورية لجعل الانسان يتقبل الموت المرعب لأن الانسان إن عرف أن لاوجود للجنة والجهنم أي لاأحد يحاسبه فسيستبيح كل شيء وتنفلت نزواته الأكثر وحشية وحيوانية وتدميرية ونزعته العدمية من عقالها كما نشهده اليوم في سوريا للأسف
dolly
2014-04-05
أنا لاأكتب حتى أنشر لكن أقول رأيي للكاتب المحترم
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |