أرواح مقلية بالزيت
خاص ألف
2013-07-01
حفنةٌ من الشجيرات، والكثير من الانكسارات على أبواب مدينة عتيقة...
حزينةٌ كانت عندما زرتها على حافة الزمن
غير آبهةٍ ببقايا التاريخ المكدّس فوق أسقفها المشيّدة من الضباب ...
عليائها ناطح حافة تاج كسرى ...
مرّ عليها الآدميُّ مرصّعاً بالقليل من التعب ... والكثير من الأسى...
هكذا رمت حلب آخر لبوسٍ لها بطعم الزيتون ...
حلب ترحب بكم؛ دخلت من ذات الباب الذي مرّ فيه الاسكندر المقدوني؛ وهولاكو؛ وبيبرس؛ والزنكي؛ والأيوبي ...إلخ؛ لم أتصور لوهلةٍ أن القافلة المؤلفة من هؤلاء ستقف على حدود المتعة البشرية بالسفك والتدمير ... أو أنها ستقودني لغربةٍ شاقة؛ لم أكابدها مُذ حييت...
سكةُ قطار؛ ترسم حدود الفكاهة، من الباب ذاته الذي أفضى لهم إن ادخلوها ...
تلّــةٌ على حافة الحياة ... فاتحةً رسغها ... لتشدّ الناظرين بأبهة اللقاء...
سلاسلٌ مرميةٌ هناك على أطراف المكان والجغرافيا ...
تسدُّ رمق العشق وعَبق الأحزان ...
حين أتذكر تفاصيلها؛ أصاب قليلاً بالجنون المنكبِّ على أخوات اللامعقول حيناً ... كل إشارة فيها تتحدث لي عن قصة طفلين ... شيخيّن ...
تفاصيل وتفاصيل لا تنتهي؛ ربما يعتقد من يُذيقها كل هذا البغض؛ أنه يمضي ليقضي على تفاصيلها المتشعبة هناك ...
برهةُ من الوثوق بها ... قادتني لأتيقّين بأنها باقيةٌ رغم طقوس الزوال الممارسة بحقها ... ورغم الكراهية لتاريخها؛ وتنظيمها؛ وحبكتها الخيالية الميلودرامية ...
لن يكون فصل الربيع خالياً منك؛ طالما وجدتينا بين أزقتك نمارس ما فرضته الحياة عليك وعلينا. لن نخلع لبوسنا الأخير دفاعاً عن تربتك الحمراء ... وزيتونك المخضّر كأرواح من قضوا بين جنباتك متيّمين؛ أو مسحورين؛ أو طامعين...
ثمّة من يأذن للموت أن يحيى هناك ...
وثمّة من يأبى الموت فيك ...
قبل أن أنسى أو يتناسى المشهد ما رأيته فيك ذات وقت!!
عربةٌ تجرها ديكةُ الفقر، تسبقها تلك الفتاة المرصعة بالبياض رغم أنف القمامة، فتقول لوالدها الذي أنهكهُ العمر، أبي هل لك أن ترسل أخي ليساعدني ...! فما كان من الأب إلا أن قال: أسيل يا حلوتي؛ اتركي ما لهم لتنهشهُ أصابع غيرك يا وردتي الجميلة ...
كنت أراقبهم ... أجهش بالبكاء ... تمنيّت حينها أن أضمهم وأضمها لأقول لها: أسيل لتذهب كل هذه القمامة هباءً ... فلو كان للعدل مكان ... لما كنت وإخوتك ها هنا تلملمين ما نقترفه من قمامة ...
لذكرى أسيل وذكرى المشهد أقول واسأل؟ هل من أحد يدّلني على مكانها في هذه الفوضى العارمة ... هل يمكن لأحد أن يخبرني ... فقط يخبرني أي مدرسة كانت أسيل ترتاد حينها ... وأي ملجأ ملطخٍ بالخسارات تقطنُ الآن ...!!!
نشتمان خلف
خاص ألف
صالح الرزوق
2013-07-01
لا أكتب هنا بغاية التعليق. و لكن لرثاء شجرة الزيتون المباركة التي ورد اسمها حتى في القرآن. لقد بدأت تنقرض مع سقوط سياسة البيروسترويكا. بعد ان كانت رمزا للعدوان الإسرائيلي. مئات القصائد تكلمت عن سقوط و موت شجرة الزيتون التي حملت الحمامة غصنا منها بعد انحسار طوفان نوح عليه السلام.و بالمناسبة قرأت في رواية لشاكر الأنباري ان المعادلة في بغداد بدأت تتغير.. اشجار النخيل تتراجع و تنقرض و يحل محلها أشجار الزيتون. و لكنها لا تزال صغيرة. و تحتاج لوقت طويل لتثمر و لتضرب جذورها بالأرض.ارشح قراءة رواية بلاد سعيدة لأنها تتكلم عن السعادة في الموت و الخراب. سعادة الآلة العسكرية الثقيلة التي تختصر عناء مشوارنا في هذه الحياة المؤلمة.
08-أيار-2021
28-تشرين الثاني-2015 | |
21-كانون الأول-2013 | |
13-تشرين الثاني-2013 | |
05-تشرين الثاني-2013 | |
28-تشرين الأول-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |