للأرض تناصٌ كالفاجعة
خاص ألف
2013-11-05
في الأناضول، تمضي المسافات باتصالات جغرافية من صنّعة المريدين، وترتكب الأرض فصلاً من فصول الإرهاق كلّما مرّت في الفُسحة المتاحة للغات الشعوب القاطنة في هذه البقعة الأنيقة؛ هكذا وبهذه اللغة الرصينة يتحدث أهل المكان عن إرث الطبيعة المكدّس.
البدايات تسّطر أوائل الجُمل، لكن أشياء المكان تبتعد عن الخاتمة تحت درجات عديدة، تتنافس ها هنا الأرض والشوارع، يتصارع الإسفلت، تتصارع الطيور، تقارع سناجب الحقول، وجرذان الأودية، تتصادم سكك القطارات الأرضية والسمائية. أبراجٌ مليئة بالذكريات القديمة، بلدياتٌ تتقن فن الهندسة، خطوط هاتف لا تعرف الكلل، كهرباءٌ ممزوجة بعنفاتٍ من ذائقة التطور.
بيننا في دمشق، تبقى الأرض على حالها، والحب على حاله، سوى أن الحياة تجهش بالبكاء، وتأنُّ تحت وطأة قذارات الآدميين، في تلك البقعة الحريقة من الأرض، ينسى الآدمي هذيانه، ويُنسج قليلاً من ألاعيبه العتيقة على باب التيه، علّه ينصاع لعزف الألم، عزف الجسارات الآثمة.
صبغة الموت كالحنّاء
آن يفض الإنسان غبار العُته عنه !
ها هنا قصةٌ من حنين وشوق، قصة حضارة يُؤسف عليها.
كذلك في الأناضول، ترى الناس يلهثون بحثاً عن أسرارهم التي تركوها في حضرة الآخرين. يتقاطرون في عرباتٍ من نسج أولئك الذين يقطنون على مقربةٍ من عام أو أكثر، ثم يترجلون حين يسدوّن على الحياة الطريق.
يتوالون على فنادق من طائفة النجوم الذهبية، نجمتان أو ثلاث نجمات لا تكفي الآدمي القادم من أنين الغرق، هم يتمرّغون كالذباب بأصناف الحلويات المطبوخة بألم المشردين والنازحين.
أحجارٌ بركانية
ثقوب سوداء تخترق ذاكرة الزقاق هناك على مقربةٌ من دوائر الطرقات
أشجارٌ كثيفة كلحية خادم المقهى الدمشقي في ساروجة
حججٌ مترامية في أحضان الخلود، هِممٌ متكاسلةٌ من هول الفجيعة، تؤذن للبللور القاتم الانعتاق من أناقة المشهد المفضي إلى لوحةٍ فنيّة يبتدعها فنانون مرهفون، يدّعون الفن، لكنهم أشبه بكائنات خلوية، تتشكّل كالمساحات الشاسعة التي تفصل ذاك الطفل عن لملمة القمامة في شوارع غازي عنتاب واسطنبول ومرسين.. بينما تطول قائمة المدن التي تسلب منه ما تبقى من عمره المحدود.
دمشقيون بطعم الشطائر الملونة هنا، وسكك الترام، وألوان العربات التي تتخبط في شوارع عريضة كعورةٍ وحيدة، عورةٍ قاصرة عن الإنجاب!.
يقول التركي ذو القبعة المائلة: هؤلاء أيتامُ الزمن الذي اختاره أبناء جلدتنا من البشر.
بينما تتعالى أصوات الموتى
امتلأت السماء بقصصهم
ما عدّت قادرةً على التحليق دون أن أرتطم بأرواحهم المتلاطمة ....!
آن للأرض أن تنزلق حيداً، فهذه الأرض تليق بنا.
08-أيار-2021
28-تشرين الثاني-2015 | |
21-كانون الأول-2013 | |
13-تشرين الثاني-2013 | |
05-تشرين الثاني-2013 | |
28-تشرين الأول-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |