الإسلاميون في عنق الزجاجة ...
خاص ألف
2013-07-10
لم تكن صحوة بعض الجماعات الإسلامية والأحزاب المُمَـثَـلة بشريحة كبيرة في الوطن العربي صحوةً اعتباطية فقط، بل كانت مُصطنعة من قبل دول لها مصالح في تأليب الناس على بعضهم البعض، ووضع الحركات الإسلامية الراديكالية ضمن مساحة صغيرة للتخلص منها رويداً رويداً. تلك الصحوات التي تزامنت مع الثورات العربية كتونس وليبيا ومصر، ونستطيع القول في سورية أيضاً، لكنها تختلف اختلافاً كلياً عن باقي الدول بسبب النسيج السوري وعقلية أغلبية المجتمع في التعاطي مع الإسلام ــ المعتدل ــ ،كانت موجودة على شكل أحزاب وجماعات مُهمشة في بعض الدول العربية، إنما إذا تكلمنا عن كيفيّـة إخراجها من القمقم واستخدامها في تشويه سمعة الإسلام من خلال التصرفات كما نرى الآن في مصر من أعمال تخريب وإحراق اختصّ بها الإخوان المسلمون ــ الجماهير المتشددة ــ، وما رأيناهُ في ليبيا وتونس أيضاً يعكس ذات التصرفات لكن في أعمال أخرى منها إنشادهم ومطالبتهم في قيام إمارات إسلامية وتطبيق الشريعة على كل المواطنين وكأننا في زمن أحد الخلفاء الراشدين!!، هنا نستطيع القول أن بعض هذه الأفعال تأتي أحياناً عند نسبة قليلة من المُطالبين جرّاء العاطفة ( الإسلامية ) ولا تمت بأي صلة إلى مشروع خارجي كما أكثر الجماعات التي ترتبط بدول إسلامية وغيرها تتلاقى معها في ذات المصالح؛ فالسعودية في حرب دائمة مع المشروع التوسعي ( الصفوي الإيراني )، مما يجعلها تدعم هذه الجماعات والأحزاب في دول الربيع العربي مُستغلةً الفوضى والانفلات الأمني؛ وكذلك نرى دعماً من نوع آخر، فيه من المكر على الإسلام من قبل إيران لزرع الفتنة وتفكيك المجتمع الإسلامي لإقامة الحُلم الفارسي في المنطقة بمباركة أمريكية غربية من تحت الطاولة.
فالصراع الذي امتدّ من أفغانستان إلى مصر الآن على الجماعات الإسلامية المتشددة من قبل أمريكا وحلفائها، هو عبارة عن مخطط مدروس وله خطوات كثيرة بدأت أولها في أفغانستان بمساعدة إيران الجارة لها، ليتم القضاء كُلياً على هذه الحركات بدايةً، ومن ثم تبقى لديهم الشرائح المُعتدلة التي لن تذهب في التفكير والتكفير كما تلك الجماعات الأصولية.. وهنا تكون القاعدة الأساسية في نظرهم قد كُسرت ولم يبقَ أمامهم سوى ضرب الإسلام في بعضهِ من خلال الفتنة الطائفية التي نراها الآن في سورية .
ومن باب آخر لهذا المُخطط، نرى أن كل مشاكل العالم العربي تحدث عندما يتم التوصّل إلى حل الأزمة في سورية ووقف القتل والمجازر والاحتراب الذي يمارسه النظام على الشعب السوري. وهذه المشاكل لم تحدث من باب فراغ إن صحّ التعبير، فاللعبة التي تقودها أمريكا وروسيا وبعض الدول الخليجية، هي لعبة " الشد والرخي " لازدياد خراب سورية وتفكيها كي لا يقوم لها قائمة لعشرات السنين من أجل الكيان الصهيوني والمصالح الكبرى؛ وبعيداً عن الدعم الذي تقدمه السعودية وقطر وبعض الدول العربية والغربية، فالكل يعرف أنّ دول الخليج مع العرب تستطيع أن تحلّ الأزمة خلال شهر واحد فقط إن عمدوا...!
لكن تخاذلهم المقصود وبياناتهم واجتماعاتهم الخلبية، لم تكن سوى لعبة سياسية بقيادة أمريكا والدول الكبرى.
ومن الأهداف والمخاوف :
ــ محاولة إطالة الأزمة في سورية للمصالح المذكورة أعلاه
ــ تحرر الشعب السوري من الطاغية والنظام الفاشي، يعني استمرار تدحرج كرة الثلج إلى دول الجوار ودول الخليج خاصةً، بعيداً عن لعبة إيران في البحرين والكويت وتقدمها إلى الإمارات.
ــ تأديب الشعوب العربية الأخرى التي لم يمر بها الربيع العربي، إن فكّرت بالتحرر من حكم القائد الواحد من خلال ما يحصل للشعب السوري، عوضاً عن اختلاف الطغاة في التصرفات.
ــ والهدف الأول قبل كل هذا .. كما أشرنا، التخلّص من الحركات الإسلامية التي إن وصلت إلى حكم بعض الدول العربية، ستزول جميع المخططات الصهيوأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما المخطط والحُلم المزعوم للمجوس.
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |