" أقلُّ من ذلك ... أكثرُ من كل شيء "
أحمد بغدادي
خاص ألف
2013-07-18
" مشهد رقم 105"من مذكرات جثة مبتسمة "
***
تأكّد في الشتاء القادم
أن ترتدي امرأةَ جافة
من الحبِّ ومن الرجال المتملقين
والشجارات الأنثوية المستهلكة
قبل أن ترتدي معطفكَ المطري!
تأكّد ...
أن ترتّبَ سريركَ جيّداً
وترشّه بالكالونيا والشبق
قبل أن تذهب لمواعدتها
واصطحابها إلى منزلك
تأكّد ... من نظافةِ فرشاة الأسنان
ومن وقاحة المرآة
وجفاف جسدكَ من رائحة
أنثى البارحة واللمسات السريعة....
......
تأكّد من عدد الشموع
وموعد انقطاع الكهرباء !
/
مِـن نومِ الجارةِ الفضولية !
تأكّد ....
من الزرّ الأخير في قميصكَ
وطولِ أظافركَ
ولمّعةِ حذائكَ وشعركْ !
تأكّد ... من أمركْ !
/
وأنتَ تهبط الدرجَ
تأكّد من تعطيل المصابيح
فقدومكما معاً كاللصين
يكفي لإثارة غبار الكلامِ ...... ويكفي أيضاً
أن تكون غيرَ وحيدٍ كعادتكَ
أمام عوانس الحيِّ والمراهقات !
/
تأكّد من عنقِ المرأة المُطلّـقة
وعيونها على الشرفةِ !
ومن طعم النبيذ المُعتّق
و" ماركة " ربطة العنق التي لن ترتديها !
تأكّد ... جيّداً
من كل شيءٍ .....
من أنها سوف تأتي إلى الموعد ....
وقبل كل هذا
تحسّس أطرافكَ
وجهكَ
قلبكّ
/
وتأكّد أنّكَ مازلتَ على قيد الحياة
وأنكَ
الآن معها .
***
2
" أقلُّ من ذلك ... أكثرُ من كل شيء "
***
كنتُ أريد أن أجمعَ أجزاء المرايا المتكسرة
كي أجمعَ ملامحَ وجهكِ ...!
مثل أيِّ شيءٍ
تكسّرَ بيننا
طيلة هذه المدّة الناقصة !
..... لن أغامرَ بجرحٍ آخرَ ؛
فضوعُ الدمِ
استجابت لهُ العناكبُ
الحالمة بين زوايا القلبِ
ورطوبتهِ...!
والسكاكينُ الصديقة أيضاً،
والحكاياتُ الموشومة على زنود الأصدقاء الموسميين !
/
أقلُّ من ذلك .. أكثر من كل شيء
لن أقول ....
/
لمن هذا الصباح ؟!
وهذه الصنوبرة الباسقة أمام الشرفة،
ولمن فنجان القهوة البارد
والأصابعُ المرتجفة
والذكريات ...؟
ولمن ... لمن هذا الاضطراب ؟!!
لا
تنتظري أمام الله
سيدتي ....
الآن
أسندُ روحي على حائط الوقت
وأميلُ
مثل ظلّي كي أرى الغسق
...............
/
أقلُّ من ذلك .. أكثر من كل شيء
لن أقول ....
شيءٌ ما يحترق ... بيننا!
دخان ..
حطب ...
مطر ...
شيءٌ ما يحترق
وليس هذا
سوى :
قلبي يا دمشق
يحاول الاعتذار لكِ....
أو يموت
جانبَ برتقالة !
/
أقلُّ من ذلك .. أكثر من كل شيء
لن أقول
إلا:
دمشق.
***
3
*ظهيرة
إلى : حازم العظمة
***
بقد قليلين ....
آتٍ إليكَ وقدماي ملوثتان بالطرقات
والخطوات الحافية ...
نصفُ جسدي جحيمٌ
وما تبقّــى منه
نهرٌ على شطِّ تموز
لا يشبه الفرات ..........
وراء ظهري
ظلالُ جثثٍ أعرف أنها بعيدة عني !
وجيوشٌ تنتظرُ الأوامرَ
كي تحطّم مدناً محطمة !
آتٍ إليكَ ....
وبين َ يديّ صديقٌ يقتلهُ المللُ
ولم تقتلهُ الرصاصة ...!
آتٍ ....
إنني أقرعُ الجرسَ ....
انتظر ...قبل أن تصلَ للدرجة الأخيرة
و قبل أن تفتحَ الباب
وقبل أن نتصافح .......... لديّ قلبٌ مزدحمٌ بالخيبات والخسارات الجميلة،
سأضعه خارجاً
عند العتبة .................. !
وندخل كي نرحب ببعضنا البعض
ونتكلم عن أي شيء
لا يشبه
هذه الظهيرة الحارقة .
***
4
قناص
نعم ... قبل أن تصوّب بندقيتكَ
وتلّعق شفتيكَ
بلسانٍ مالح!
انتظر قليلاً ...
لربما هو ذاته الذي اشتريتَ منه الذرة المشوية
أنتَ والفتاة المبللة في كانون الماضي !
انتظر قليلاً ...
لربما ... يعرفُ أخاكَ
أو درسَ معك في الصِغر
وكنتما على ذات المقعد تشاغبان!!.
قبل أن تصوّب ...
فكّر مليّاً ... انظر إلى تلك الوردة التي في يدهِ
وقل... إلى أين يذهب يا تُـرى !
قبل أن تسحب المُذخّر إلى الوراء
عُد إلى الوراء قليلاً ...
قد يكون ذات الشخص الذي أخطأ رقم َ هاتفكَ واتصل فيكَ،
واعتذرتما من بعض مع الابتسامات والوداع الرتيب !!
/
أو ذاته العابر الذي ساعدَ والدتكَ الكبيرة في حمّل الأكياس الثقيلة
وأوصلها إلى باب المنزل ...!
فكّــر قليلاً قبل أن تضغط على الزناد ...
وبادله الأدوار ...
قبل أن تضغط
أغمض عينكَ
وانسَ ما قاله لكَ الطاغية :
ـ اقتله جيداً .... إنه لا يُجيد الحياة " ... !
/
لا تضغط ....
/
فعلاً
إنّــه يجيد الحياة
مثلكَ .