9/7.... خافت جدًّا
خاص ألف
2013-07-30
هذه الرسالة ستقع في يدك؛ فقط, لأني لم أحصل على عنوان كارلوس ليسكانو في الحياة بعد بحث طويل.
// أكتب لك بجرأة لأنك لست حبيبي//.
في كثير من الجمل الابتدائية من "الكتاب والآخر" أدقّ بشدّة على حاسبي المكتبي, بقوة نفسية تستخرج حجم تجاوبي واندفاعي لمعناها, كيف استطاع ليسكانو أن يقرأني لأقرأه بهذا الانجذاب, لأُقرّ بأن التي تقرفص معه, مشحونةٌ بكثير من الصمت القاتل الذي يتراكم بجرأة ولا ينتهي.
الآن وعبر ليلة ثابتة من السواد دعني أفسّر أصلَ أني أكتب له, أو عني, أو عن العقاب اليوميّ بجَلْدي آناء طقوس الكتابة لكما, إذ ليس من السهل أن أعترف أني أكتب لك, أمام كَمّكَ الهائل من خوفك مني على الدوام. وحتى حين التمنّع عنك وعن الكتابة لك.
أشاهد تلك الغربة المقيمة والنابعة من صوتك تسرِّب الجمل المتوالية بلا فاصل أو تنهُّد, وبقدر كبير من الحكمة والعدل دون قطع.. تتحسس الكلمات الصامتة في جوفك التي لم تعمل كـ كلمات بعد خارجَ فمك. تفعل؛ كي لا تفقد توازنك في فراغ ما بين كلمتين. تلقي الغربة بحنان معنيّ...
ودون وصل يأتيني صوتك الثابت في كل مرة من أمام ستار يحرّكه نبضك المضطرب.
ليس ببالي شيء محدد أكتبه بعد هذا. إلا أني أحاول سدّ مسام هذه الورقة ببقع واسعة من الحبر. يغلبني أنها فوّهة كبيرة واحدة, تستطيع مشافهتك بالخبر بتمرير هالة ضوء قليلة تنعكس في عينك القارئة بسهولة, فتلمع روحي المدجّنة أسفل السواد. يشغلني عنك اهتمامي لأمر نملة تتراقص ضَعفا حاملة شقفة فتات تترهل عن حجمها, وصديقةٍ ماتت ابنة عمتها مساء اليوم, عليها أن تستيقظ في السادسة صباحًا لتؤدي مهامها من الحزن المخلص. مشغولة بأمرك حين أندهش أني أتناسى ماذا أكتب لك, فإنها الأولى التي سأساهم بإضافة شيء لمتحفك المهمل. ليصبح شيئي الحنون أصلا لا معنى له.
طرقتُ الغبار باتفاقي مع ساعي البريد بحيلة أو بثانية, بأن يغبّر سطح الظرف بقليل من التراب. لأمنحه صفة كائن أثري معزول, دون عناء من وقت انتظارك.
9/7.. تخلّ الساعة بالمواعدة, وغالبًا مضطرة للانتظار, دون تيقّن بإضافة عقرب ثالث يشير لمواقيت الموتى والخارجين عنك إن صحّ اللقاء. وافقتُ على كتابةٍ غير مبتكرة لأؤكّد أن المواعيد التي لا نحسب طولها هي الأطول عمرًا. وأنّ تلك التي لا نحضرها هي المخلّدة التي لا تنتهي فترة مقابلتنا فيها. وافقتُ على كوننا خارج الزمن واللقاء وأشياء لم نقلها وأشياء لم تنمْ بحبرنا.
بعد الثانية عشرة وقبل رنين هاتفك تمامًا, الذي يناديني في كل مرة باسم جديد, أتساءل دومًا إن كنتَ موجودًا بالأصل؟ أم أني أتطور بانبهار ماء وهميّ! أنمو بمطرٍ جاف في كل دقيقة معك, سرعان ما يتبخر حين تغلق الخط, وقبل ابتداءٍ يومٍ جديد.
أكون طفلة في مرحنا الواسع, بأبٍ وحديقة وجذع بنيّ ضخم يحمل اتكاءاتنا. لكنه مثواك المؤقت. تغلق السماعة لتخرج مني طفلةٌ بلا ملاجئ.
نعم ليس ببالي شيء. إلا أني أحاول إعادة ترتيب العلاقات بيننا في كل مرة. كل الأشياء المتقابلة والتي من المفترض أن تصنع خيوطًا رفيعة مع بعضها البعض لتشكّل منظورًا أوليًّا للحياة.
البسمة للحنان. الدمعة للنوم. الاستكانة للاستسلام. الألوان للرأس العاري. الأسئلة للمصافحة. الليل للفراغ. الحكي للتشتت. الانفعال للاحتياج. الغياب للغرق. نحن الاثنان لفقدان الهوية. حروف اسمك م._._. لاختصاري في حلم بزاوية واحدة. الحب ليس لشيء على الإطلاق..
في المشهد العاري حيث ابتدأنا, من أول اتصالنا لانفصامنا.. لا شيء يكلّسك في الصورة. تقتحم دومًا البرواز دون وجود. في الوقت الذي أرسمك اسمًا ساهمًا وعنوانا مزخرفا, يليق بك بضعا من الوقت الذي لا يأتي.
:
فلا شيء هنا إلا أنا بألوان متعددة, وثياب متغيّرة, وبسمة تنكّرية, ودمع شفاف يَبين لك ندى, فتضحك. ولفحة برد أراها في ارتعاشة ورق اللوحة المتساقط, وأسمائك الحافية من مسماها.
وأنت منقّط. دومًا منقّط. بلا تفاصيل داخلية,, تلتفت أحيانا حيث أفعل؛ فتدير قلبك. حتى تغلق السماعة.
08-أيار-2021
09-تشرين الثاني-2014 | |
01-تشرين الثاني-2014 | |
26-تشرين الأول-2014 | |
19-تشرين الأول-2014 | |
08-تشرين الأول-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |