جيم فاء راء
خاص ألف
2014-10-08
وبعد,,
........
يسألونني عن الطفل (ي), كيف هو بعدك إذ يتبناه حزن فريد..!
نعم.. (ي) منذ فقدكَ أو افتقادكَ احتسى جرعة هائلة من حبر واهم.
قضى على إثرها بكفي وقتا طويــلا يصارع النجاة من وقع الركود, من بَرََد الأركان.. ومن ساعتها وحياته منزلقة...نعم, طبيعيّ أن يكون انزلاقا نحو الأسفل, نحو بؤرة السحيق..
"
(ي) لم يعد يثق بأبٍ جديد من بعدك.. بعد أن رُخّصت السعادة للسعداء فقط.. للزائفين قيد الضحك, للمرتدين ريش الحرية على الأرض.
من بعدك..... فكَّ مقبضَ القلب؛ لئلا يدق عليك من جديد,, وأغلق فمه جيدا بإحكام .. فلا يحملك تثاؤبه نطف حلم غارق برأسه . كفكرة شرعية لورق متعطش. ولا يحاول أن يشرع روحه ثانية هاذيا باسمك كمتوسل حب..
"الدمعة تسكن قلب البلور .. وهما ينسابان معًا.... تنسكبُ هي, ويتشظى البلور..
تنزل بيضاء تشفّ عن قلب وراءها, به بثرة تخبر عن نفسية الرجل الطيب,
وعثرة تعيد مشهد الولد العنيد حينما أراد أن يزجّ بالجبل من أعلى سطح الأرض.
الدمعة ليست مسؤولة عن عرق الشهيد, ولا عن أمه الشهيدة أيضًا جرّاءَ الحزن..
الدمعة مسؤولة عن الفيضان بإغراق الذات."
هذا ما وجدته صباحا بعد أن أفقتُ على صوت تنبيه لرسالة تذكارية بهاتفي خافتٍ جدا يحدوه صوت درّاجة نارية بالخارج صَخِب بحق.. فلما قرأتُ ما ترك لي (يـ) أدركتُ أن رنينا شجيّا إنما يسابق النار. أن صخبا يسيطر لا محالة.
(ع), أكتبُ لك.. بعد أن فكّر (ي) بجدية باستبدال خوائه بازدحام يشبه صورة منقولة عن عربات المترو وقت الذروة, قرر أن يواجه الاكتئاب باشتباكه, قرر أن يبدأ الدمع بصلاة.....!!
وهي المرة الأولى التي أعجزُ فيها عن استكمالي خدعتي له بلعبة الجدران, تلك الجدران التي كنا نتسلقها يوميًا حتى إذا ما ارتقينا.. أوهمتُه التطلعَ للفجر.!
وهي المرة الأولى التي لم أستطع فيها حصر زخات النار على قلبه, بعد أن تعلّم العدّ على كثبان القبور القريبة.
"
لم يحدث بعدك الكثير إلا أن (ي) قد استطالت هوامشه قرابة الثلاث سنتيمترات وأصبح وجعًا صادقا يعتد به, يُثق بنزفه... هل تعرف أني صرت أخشى أن يطول فيبلغ محاذاتي فلا يرضى يومًا إلا أن يحمل حزنك عني؛ فأبتعد عنك يا ( عين ) وأنا التي تجاهد في الحفاظ على آخر انكسار منك .. وضلعٍ ... ومقلمة !!
أما عني .. فلا تكترث لضياعي, لا أريد أن أضيّع ما يضيع بيننا مرتين .. لا أريد أن أشغل الفراغ بالفقد المكروه.
أمارس حياتي المفروضة ببؤس من الألم التام, وأعمد لمهامي المنزلية أزاولها بوصاية مكررة...
حتى إذا ما بدأتُ بتلميع القطع التحفية, تحرّشتُ ببروازك ورفعته إلى صدري وجعلتُ أضيّع في
حركاتي به؛ كي أمهل عيني المختلسة من صورتك عناقا إضافيا .... استسقاءَ الحواس.
أحبك يا (عييييين) وكأني أجلس على طرف الكرسي في منتهى الذاكرة ... أراقب أحلامي تتهشم
أحاول النهوض من بروتوكول الاستضافة ... أترك أحدهم يتكلم وحيدًا .. وأغادر ...
لأني لستُ المعنية بالحياة.
أحاول الهروب لألتقطك فتاتا أشتم به صبرا ... أحاول انتشالك من جوفي .. لأبقيك مكانك بالبرواز , متاحًا لعناق الروتين .
إنما يبدو أن هوامشَ (ي) استطالت .. فحدّتني.
الغرباءُ يعبرون أقدارنا يا (ع) كمتسّولي القطارات , ينامون في الوقت المارق.. ونحن .... نتوقف من أجلهم, وننتصر لتلك اللقاءات المدبّرة .. حتمًا يعرفون متى سيغادرون في الدخان,,
وعلى أيّ رصيف سيتألمون لذنب الفراق أمامنا.. مدّعين ربيعًا يثمر الثلج.. وعلى أي رصيف آخر سيبتدئون حكاية عفوية أخرى في صورة هدية مغلّفة بدهاء المواقف .. يعرفون ونحن نعرف أنهم يحتالون بالقلب والبراءة .. يصنعون الدوائر وهم خارجها .. ثم يمضون في حلقات...,,
أعرف أننا افترقنا . وأننا خرجنا إلى عامٍ يشبه الشهر في خطوة واسعة, وأننا اجترأنا على قلوبنا بما يحرث خصبها المدفون.
ولكني أجزم أننا ما زلنا نقف بيباسٍ على عدم التصديق يا (.....) , نشبع الفراغات بأحلامٍ جدد .. لا تشبهنا..
نقف في مراكز دوائر الانهزام المصفوفة.
"
كيف حالك؟ لعلّه سؤال ختامي لحلقة مفقودة..
إن كنتَ بحال جيّدة ... فأخبرني يا (ع) لأرصّ قلبي حجرًا في نافذتك؛ فأطّلعَ عليكَ بصمود .... وأهديكَ عشّ العصافير المبني فوقي .. فينبئكَ خبر الصباح بتغريد. أخبرني لأبقيَ النافذة مفتوحة على الطريق, وصوت بائعة اللبن .. تستدرج الرزق.. أخبرني لأرزقكَ الحب من شجرة الليمون.. من بكاء الطفل يسجّل خطواته في أيامه الأولى .. أخبرني لأهديكَ أيامنا الأولى !!
إن كنتَ بحال جيّدة ... فسأخرج هديتك الأخيرة لي من درجي.. وأستبيح ملامحها, أتفحصها جيدًا بحبك القديم.. وبحبي طوال الوقت.. ثمّ أعيدها لشيب الزمن يغتصب نضرتها بجرأته المعهودة مع الأشياء والقلوب .
وإن كنتَ ... "لا" ..
فلتكتب لي الشعر يا (عين) .. اكتب لي قصيدة أخيرة, كتلكَ التي ألقيتها يومًا في النيل طالبًا إليه الزواج مني... ففااااض !!!
كتلك التي كتبتها ممسكًا بيدي وأمليتها عليّ بوجع شديد .. يقرأ المسافة ...
وبعد انتهائكَ/ انتهائـ/ـكـ/ـي/ صفقتَ لي بفرح.. وقبّلتَ يدي بلطف رجوليّ ساحر ..
اكتب لي نوتة معقّدة على مقام رخيم .. كبكائي مع الطريق المهاجر إليك لا يفتر رهقه.
تلك الحاء والباء التي كتبتها بيدكَ يا (عين ) .... وناصرتَ بها ورقي ونصرتَ بها قلبي..
أحيا بها ما زلتُ.. أكسيجينًا وذاكرةً ودمًا.
وإن كان الجوابُ : لا ..
فاكتب لي : (فاءً , وجيمًا وراءً) ...إنما في صفحة فارغة .. بدّل كل الذي كان وابتكر فصلًا خبيثا توراى عن العالمين.. ربما به أستطيع استكمال لعبة الجدران مع (ي) وبالتالي خدعتي الموفقة له !!
وريد رسائلي ما زال مفتوحًا على النافذة .. أرسل الرسالة افتراضيا لصبري الشحيح ...
أرسلهاااا أرسلهاااا يا عييين .. ولا تنسَ أن ترفق بها تنبيها تذكاريا لصغير يتجرع المفكّرات يوميًا
أرسلها (لي) ولـ (يـ)ــاسين فلقد أوشكنا على النفاد.
(ج)
مـ(ج)ـهدة
في عنق الانتظار.
08-أيار-2021
09-تشرين الثاني-2014 | |
01-تشرين الثاني-2014 | |
26-تشرين الأول-2014 | |
19-تشرين الأول-2014 | |
08-تشرين الأول-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |