للرياح لغةٌ تشتهيها
خاص ألف
2013-08-05
كشاهدة قبرٍ ... انتفض الجسد وحيداً
بعثر الرخام من حوله ...
وخرج حليقاً ... كهيكلٍ لدبابةٍ صدأة ... عطست في وجه السماء
فكانت الرياح ...
وكانت اللُقيى ...
تتطايرت أحلامهم ... وأحلامنا ...
حمل صغيرهم مأذنةً بجحم الدمار ذاك ... واقحمها في الأرض ...
ثم كتب بقلم الرصاص المبريّ !!
هذه شاهدةُ قبري ...
اتركوا الرمال حولي ... لتنهش في بقاياي ... فليس للموت إلا برهةٌ من اللذة ...
وحنينٌ يتجسّد بهيئة رصاصة ...
جمع أبناء الحيّ ما يستطيعون حمله، وأوقدوا شعلةً من أملٍ، ولملموا بقايا الرصاصات المرتوية بدماء أبناء الحي ذاته، ثم وقف الصغار صفّاً، والنساء صفاً، والشيوخ صفّاً ... ليبحث الجميع عن رجالٍ يتكئون عليهم ... فقال صوتٌ قريب ... ليس ثمّة رجال هاهنا ... ومضى تحت صمت الرصاص ...
لكل قريةٍ عنوان مسطّرٌ بقذيفةٍ أو على أقلّ تقدير برصاصة، فالرصاص بات علّة الكون، والسماء تظل متفرجةً دون دماء، وحدها الطيور تظل محلقةً، بلا عناوين، فقد كانت بالأمس القريب تعرف المكان من رائحته، ولا تحتاج إلى الكثير لتدرك أنها وصلت لأصل المكان، بينما الآن تحلق وتظل تحلق دون أن تدرك أنّها في المكان عينه وهي في حضرة الغياب، فالقذيفة أعادت صياغته، وألبسته لبوس الشؤوم، وتعلم الطيور حين يكون الشؤوم شريكاً في المشهد.
للمأذنة شكل هندسي أسطواني، والصليب متقطاعان مستمران أبداً ...
أمّا في المشهد الجديد، فقد استدارت المأذنة حول بضع صخور متناثرة تخترقها قضباناً شبيهة بمقعد الشيخ الذي كان يفترش المقهى، وهو يشير للزبائن من فوق عرشه المؤقت، اجلبوا الشاي والقهوة، فالقذيفة ابتلت بدموع الضحايا هناك على تخوم القرية، ربما المدينة، ربما الحديقة، لا يهم طالما بقيت القهوة وظلّ الزبائن متشبثين بالمقاعد الخشبية العتيقة.
صدفتان قد يمر بهما المشهد الآن
رصاصة تئن من وجع الإطلاق ...
أو قذيفةٌ تستمر في الأفق حتى تخرج من محيط الأرض وحيدة ... بلا رفقة، بلا صوت، وبلا دويّ ...
والقرية إجهاضٌ للمدينة ...
لا حدود فاصلة بين الاثنتين ... إلا حدود الفكاهة الناعمة، النائمة، الحزينة ...
خاص ألف
نشتمان خلف
08-أيار-2021
28-تشرين الثاني-2015 | |
21-كانون الأول-2013 | |
13-تشرين الثاني-2013 | |
05-تشرين الثاني-2013 | |
28-تشرين الأول-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |