سياسة أم حديثُ "خرافة"؟
خاص ألف
2013-08-06
هل أصبح الحديث في السياسة حديث خرافة؟ وانقلبتْ "الطاولة" على اللغة لهذه الدرجة!! فلا الكلمات تعني معانيها ولا العبارت والمفاهيم التي تخترعها توصلنا فعلاً إلى جذرها اللغوي فنفهم مرادها إن أشكل علينا مبناها. وتمطرنا سماء الراهن من أيامنا بمصطلحات وكليشيهات مسبقة الصنع مجهولة المصدر فننغمر بها, وتطوف من حولنا كلمات تشكل لنا صورتنا عن الماضي والحاضر والمستقبل. فما أن نخرج من "عنق الزجاجة", وهي ليستْ زجاجة نبيذ فاخرة بالطبع, حتى نتصعّد في "سلّم الأولويات", الذي لا يمتّ بصلة إلى سلم االرواتب. ثم نصل إلى "طريق مسدود" أو لا نرى أي "بارقة امل" أو "ضوء في آخر النفق". وعندما نجتاز "الخطوط الحمراء" وهي خطوط سبحان مُحصيها ومُرسيها وسيسيها, نجد أنفسنا في "الساحة" التي هي ليستْ "ساحة التحرير" وميدانه, بل الساحة التي تحوي ساعة "العمل الثوري" التي تدقّ بلا انقطاع منذ أن استولى العسكر على رزقة البيدر حتى يوم "القاعدة" و"السلفية" و"الإخونجية" و"الصدرية" وحزب اللهية" هذا, وهو يوم "بألف ليلة وليلة" مما تعدّون. قد يقول قائل أو "شاهد عيان" إننا على "مفترق طرق" دون أن يعرف أننا في "منعطف خطير" قبل وأثناء وبعد قول القائل وشهادة الشهود. أما "شريط الأخبار" "السيء الصيت" والذي لايجلب لنا من بضاعة السوق غير النكد وأخبار القتل والخطف والحرق والتعذيب والانتقام وانفلات الغرائز العدوانية, فليس سوى مقبّلات تُقدَم للمشاهد قبل الوجبة الرئيسية المليئة بالتبهير الاعلامي على طريقة "البرياني الهندي" وكل مايرفع الضغط وكأنها وجبة "ملح انجليزي", أنها وجبة "تسممّ العلاقات بين كل الأطراف" فمكوناتها "التعصب الديني والطائفي" "والعنجهية العرقية" والخوف من "الفراغ السياسي والأمني". وجبة مدفوعة الثمن كجوائز الشهر الفضيل وهناك من يسعى وراء الجائزة الكبرى حتى بدون أن يكلف نفسه ويشتري "نمرة". منْ منا لم يشاهد برامج صراع الديكة التي تسمى جزافا برامج حوارية. أي حوار ينتهي باللكمات والشتائم يستحق أن يُجرى فيه استبيان لرأي المشاهدين؟ إنها "أم المهازل" أن يظن معدّو ومقدمو ومنتجو تلك البرامج أنهم يعرضون "الرأي والرأي الآخر" بهذه الصورة التي تبيّن بلا شك مدى الخواء والتفاهة التي يحاولون بها حشو أدمغة الناس بردات فعل يحسبون أنها "الرد المناسب في الوقت المناسب", حتى يتشكل جيل كامل شخصيته عبارة عن خلطة من برنامج "مايطلبه الجمهور" "والجمهور عايز كده". فمرة تعلو موجة المدّ السلفي على حساب المدّ الشيعي, أو العكس, ومرة يدخل "العامل الخارجي" باعتباره "المنقذ من الضلال" على حساب "العامل الاقليمي" وفي كلتا الحالتين تُستخدم "العصا والجزرة". أو العصا مع صورة "ثلاثية الأبعاد" للجزرة, فالحمير الذين يركضون وراءها كثر ومن كل الأبعاد. ثم لنقف الآن عند كلمة مؤتمر التي نسمعها مراراً وتكراراً فكل الآمال معلقة بمؤتمرات من "مؤتمر السلام في مدريد" حتى "مؤتمر جنيف" , دعوة لعقد مؤتمر بلا رقم, ثم دعوة أخرى لنفس المؤتمر برقم 1 ويستمرّ العدّ لأنه مثل عدّ العصيّ "ومنْ يتلقى العصي ليس كمن يعدها". الذي يعدّ العصي يستخدم شاشات "ديجيتل" ومن يتلقى العصي غاب عن "الوعي" و "المشهد" و "العدّ" لأنه ساقط من معادلة الربح إلى أحضان المتاجرة فيه وبالعصي التي "أكلها", ومؤتمرات ومؤتمرين ومتآمرين وداعين إلى مؤتمرات للتآمر. وهناك من لا يزال يأتمر بأمر "القوى الخارجية" وكأن العبد الذي يأتمر بأمر "القوى الداخلية" أحسنُ حالاً وأفضلُ مآلاً. "رب هنا رب هناك" "عبد هنا, عبد هناك"!! ثمة اشتباك وتشابك في الرؤى تؤدي إلى دوائر مترابطة من "اشتباكات" يروح ضحيتها منْ لاناقة له ولا جمل في الاشتباك والتشابك. ثم يدخل من يقبض الثمن أولاً وآخراً من زعماء ومنظّري الرؤى المتشابكة ليفضّوا نزاع القوم الذين أدخلوهم في أتون نار الاشتباك ويسلموا إلى من أطاع أولي الأمر وبدأ باطلاق النار راتبه لكي يعيل أسرته التي تعيش من كد معيلها "المطيع لأمر مولاه" والراضي بما قسمتْ له الأقدار. استذكر في الختام أبياتاً للشاعر اللبناني المهجري إيليا أبي ماضي عن السياسة يقول فيها:
شرٌ من الخصمِ اللدودِ على الفتى......الصاحبُ المتذبذبُ الخوّارُ
وحذاري أشراك السياسةِ أنــها..... بنت أبيها الزئبقُ الفــوّارُ
تَردُ المناهلَ وهي ماءٌ سائـــغٌ.....وتعود عنها والمناهلُ نــارُ
فيها من الرقطاء ناقع سمـــها.....وشعارها أن لا يدوم شعــارُ
جاسم شراد
2013-08-27
الصديق حربي ...تحيه وسلام ...المقال ساخلر جدا ....سخريه لاذعه صريحه ومبطنه.....لدي ملاحظه واحده وهي خطأشائع.....ليس هناك ( ردات فعل ) بل ردود افعال (جمع رد فعل)...الرده تختلف عن رد الفعل وانت سيد العارفين بذلك!!! ....مع خالص الموده وتمنياتي بالمزيد من الابداع والعطاء
08-أيار-2021
21-تشرين الثاني-2013 | |
16-تشرين الثاني-2013 | |
05-تشرين الثاني-2013 | |
26-تشرين الأول-2013 | |
15-تشرين الأول-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |