"التقاطات من الغياب"
خاص ألف
2013-08-08
التقاط أول:
"وها قد تقدّمت المظلّيات في السّن، وترَفّعنَ إلى لَبؤات!"، كان هذا أول في ما خطر في بال والدتي وهي تشاهد على إحدى الشاشات تقريراً عن نساء تَطوَّعن للدفاع عن نظام بشار الأسد تحت اسم "لبؤات الدفاع الوطني".
التقاط ثان:
على قناة أخرى تظهر مجموعة من "الشَيخات" أتباع منيرة القبيسي يَتحلَّقنَ حول السَفّاح. الجميع يبتسم للصورة، واللحمة الوطنية في أعلى مستوياتها!
التقاط ثالت – لمحة أولى:
عنوان على "يوتيوب": مظاهرة أمام مقر النصرة في الرقة. أفتحُ الرابط وأعود إلى الوراء قليلاً من باب التحضير لمشاهدة مجزرة جديدة. يبدأ العرض، فتاة سافرة تقود مظاهرة عند باب المقر وتهتف بإسقاط النظام والإفراج عن المعتقلين، عُذراً: النصرة.
التقاط ثالث- لمحة ثانية:
"عندما تزور الرقة اسألهم عن الذبّاحة"، يحدّثُني صديقي مُتهكّماً. "وما الذبّاحة يا صاح؟". قال: "تلك سجانة النساء، تعشق الترهيب، وتتقن التعذيب. تتكفّلُ سجن النصرة، وصِيتُها وَصل البَصرة! .. نَسيتُ إخبارَك بأنها جَلدَت السّافرة أعلاه".
التقاط ثالث – لمحة ثالثة:
فرمان يا أهالي حلب. سواءً أعلَمَ حاضرُكم الغائبَ أم لم يفعل. فرمان يا أهالي حلب. بأمر من مولانا قاضي الهيئة الشرعية، "يُحرّم خروج المرأة المسلمة متبّرجة (بالألبسة الضيقة التى تظهر منها معالم الأبدان أو مزينة بالأصباغ على وجهها)، فعلى جميع الأخوات الالتزام بطاعة الله والتمسك بآداب الإسلام". صَدَقَ ... وأُبرِمَ عَلناً!
التقاط رابع:
عن المجلس القومي للمرأة في مصر: 12 ألف حالة زواج تمت خلال عام واحد بين لاجئات سوريات ومصريين. تسعيرة المُطلّقة بـ500 جنيه مصري، والبِكر بـ2000. أقرأ الخبر وتَحضُرني فوراً صورة قدري جميل حَامي حِمى المُستهِلك وهو يقول : " الأيام القادمة ستحمل مفاجآت سعيدة للسوريين"!
التقاط خامس:
قَلّمَا يَمرُّ يومٌ لا تصلني فيه من إحدى الصديقات الاسطوانة التالية: "ألم يكن من المفروض أن الائتلاف يمثل الثورة؟ أين المرأة في الائتلاف؟ ألم نشارك في الثورة أيضاً؟ ألسنا نصف المجتمع؟ هل نستحق بعد كل هذا أن تُمثّلنا السيدة ملعقة؟ هل رأيت.. مرّة ثانية .. مرّة ثانية!". وما زالت الصديقة تنسخ وتلصق، وتنسخ وتلصق، وتنسخ وتلصق حتّى ظَننتُ أنّ رَئيس الائتلافِ من "التيليتابيز"، أو أن السيّدة ملعقة قد ورثَتْ كرسيَّ النائب.
التقاط سادس:
يُرسل إلي أحدهم: "مِن فَضلِك، أنتَ كاتِب ولديكَ عَلاقات واسعة. سَاعدني في حضورِ أيّ ورشَةِ عَمل تَتعلّق بنَشاطات المُجتمع المَدني. لم أتلقَّ دعوة مشاركة منذ مدّة طويلة، وأخشى أن أقع في الرذيلة". فكّرتُ ملياً في الردّ قبل أن أرسل له: "صابروا واصبروا ورابطوا... على كل الأحوال لا تستغرِب أن يَصلَك حُكمٌ بعدَم الاقترابِ من سوريا مسافةً أقلُّها كوكَب".
شُروق:
بَينما كنتُ في حي القابون أعدُّ تقريراً مصوراً عن معاناة سكان الحي في رمضان المنصرم، قابلتُ سيدةً استُشهِد زوجها ووالدها تحت القصف. لا زلت أذكر بالحرف كيف أنجبت تلك المرأة طفلتها. تقول: "خرجنا ليلاً هاربين من شدة القصف إلى حي مجاور. وأنجبت هذه الطفلة في الطريق أثناء نزوحي مع من تبقّى من أفراد عائلتي. أشكر الله أنها لن تذكر شيئاً من هذا عندما تكبر. أريدها أن تتعلم الحياة كما تحب، وبدون أن يملي عليها أحد ما ستفعله. لست حزينة، وسأضحي بكل ما أملك لمستقبل ابنتي".
08-أيار-2021
08-آب-2013 | |
07-آب-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |