7/9 خافت جدًّا.. جدًّا
خاص ألف
2013-08-07
حاولتُ مرارًا بمساعدة الوقت الانحياز لإخفاقي, والخروج من هذه الصورة بخبرة تمنح الإجابات: أنك لستَ هنا/ أنك لستَ لي.
وفي كل المرات تشعلُ سيجارتك وتزدري إيلام القدر الطاعن. وتشفق. تشعل ولاعتك دون إدنائي من طريق يخرجني منك بغير أطراف مكسّرة.
من يخرجك مني؟!
ماذا أفعل؟! ولم أتمهّل في غيابك خيانةً للوقت. وأنا أعيد حياكة الهواء بشهقات من الكلام المتوتر. أعزم على تحاشيك في نبرة الكمنجة الحزينة فأسمعك. وعلى انصرافي العامد من جلسة مهمة لانتظارك فألقاك. وعلى تكويرك بمقبرة الذاكرة فأدونك على حواف الموت وأصلّي.
وعلى تمزيق تلك الحوارات القصيرة بيننا فأضجّ. وعلى محوك مني فأنتظرك في الغياب.
وحتى على الطاولة البلاستيكية, يلفّها بعض الأصدقاء, أصدقاؤنا أنا وأنت.. أفرغ لك كرسيا بجانبي, محاولة الحفاظ على ألا يحتله قادم جديد. تُسمعني نصوصك, لي وحدي. وأٌسمعهم جميعًا, ولا أثق إلا برأيك: حلو يا ....
(دومًا, حيثما أجلس, يكون كرسيا فارغا لك.
تدور حلقة الكلام.
يرمش تمثال نحاسيّ
أبتسم بانحراف له
ويظلّ يرمش لي).
وفي هذه الغرف المغلقة بحصون مصبوبة من الوحدة, لا أحد يؤمن بأنه آن للجدران أن تستريح. جميعنا الفارغ المعذّب, في ذات المأزق, نحكي حكاياتنا دون ملل, ونخرج بقصة هي بالأصل منتهية. نتوحّد مع بعضنا. تتكابل الجدران. ونفهم أننا نشد من أزرنا, لكننا نلفّنا بالانفراد المضاعف. حتى تغلبنا الحياة ولا نعتذر.
//صدر متّسع وأول الحبر ليل//.
محمد, بالله أخبرني ما دين المحبرة؟؟ إن كنتُ أكتب دون صوتٍ للكتابة، وليس باتجاه السطر. رواية كالألبوم. صاعدة كالحالة. وهابطة دون حدّ. من يظنَ أن للكتاب سورين ورقيين؟؟ إنها اللعبة المستأنفة في كل مرة.
ما حجم هذه المتاعب المخطوطة. فكّرتُ حين أخبرتك عن رغبتي في الكتابة لك أن أرسم بدلا منها الدوائر. وأسكب لونًا من الأصفر الشاحب فوق الورق.. كنتَ لتفهم. أعلم. وكانت لتدلّك على احتراقي رائحة الفراغ.
الغريب أنها هي المرة الأولى التي أخلع فيها عقربين من الساعة وأضع بدلا منهما جدائلي.
تحفّظتُ على مشاعر الساعة خارج الوقت. ولم أهتم إلا بملمحك يسالم ملمحي. تحت أفق موحّد. ومن مدخل روايةٍ واحدة. لكنك قبالة النافذة كنتَ تزرع شَعرك الكثيف وتصوّر الحياة بعين واحدة.
تراها لوحدك. تمضي لها موزّعًا أعضاءك في طرقات التفرقة. تدندن الأغنية القديمة ذاتها ذاتها.
لستَ مذنبًا على الإطلاق إن عثرتَ على العقربين في طريقك. إن شردتَ بفم مفتوح بينما كانت تَعْبر غيري ذاكرتك. إن حاولتَ ترميم النافذة من الخارج بسدّة حجرية. إن قطّعت جدائلَ الكمنجة وأعدت لي جدائلي؛ ليمضي الوقت في الدائرة.
تحسن مصادقتي لكنها بقلم رصاص. ستنمحي مع الشتاء القادم.
ضع دائما هُدنك هنا لتمنحني فرصة. كما أنت تفعل. لكنك لن تعرف أبدا أني أموت.
من أصالح؟؟ الموت؟؟ الفراغ......؟؟!
أصفف ورقات الوردة البالية, أقبّل بصماتك الزائلة, وخطك الالكتروني. أستدير في حركة عين وقطعة حلوى لا تأخذها في ميعادها. كل شيء مؤجل, كل شيء مؤقت, كل شيء زائل.
من البداية.
تسكب حين تكون نصف صوتك ونصف حضورك ونصف انتشائك ونصف خوفك ونصف عطفك.. تريد أن تطمئنني بغيابك,, فأخاف عليك من الغياب. وأخاف عليّ منك, فأرضى بتلك الفراغات المنقّطة, والاحتفال باسمك في حياتي. باسمك.... بحياتي اسمًا فقط.
(لأنك حبيبي الأوحد, حبيبي الأوسط, حبيبي الثنائي, حبيبي النائي, حبيبي النغميّ,
حبيبي العدو المتنكر, حبيبي الضعيف المرتشي, حبيبي الملغّم, والناسف الناسك..
أكفر بك للحظات ثمّ أستأنف ممارستي لتمرينات الطيران اليومية.
ريشات حول معصمي
تسقط, وأرشّحك, وأكرهك بلا مبرر وأحبك بالضدّ, وأفتّش عن ملك آخر..
ثمّ لا أجدك, تضيع بي, أضيع لك, كي أجدك هنا, لا أجدني, نرحل... يبقى العالم مكان العالم.
حينها أتأكد من إجادتي لإخفاقي الطويل.
وألمح بخصري حزامًا أحمر –كقلب مفكوك- يشير لاجتيازي المرحلة الأولى للطيران منك).
08-أيار-2021
09-تشرين الثاني-2014 | |
01-تشرين الثاني-2014 | |
26-تشرين الأول-2014 | |
19-تشرين الأول-2014 | |
08-تشرين الأول-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |