ذات صيف ووطن، ملتحفا أصابعك كما سماقة فتية على شفى اليناعة، كنت إلها يبايع
الينابيع جهرا، والضوء حتى العناء. وأنت الذي تحتويك آلف خافية من وجعك توضأت بالقمح المعطر، والمناديل. ثم صليت لتجيئك العصافير، محملة بشمس حصاد معتدل وحنون، وعشاق يتقاطرون قبلات من براءة الغابات، ويحتفلون بالأنهار حتى الحلم الأخير على حافة الجرح.
الطيور قالتك، وأنت المدهش حتى الثمالة، حكتك أشعارا تشبة الجداول، وحكت كيف
تشهر قلبك ليطلع منه مليون أفق. إذا فلتهدأ قليلا، لتهدأ كالبنفسج لبضعة فصول، أو أكثر، من غد يرقص بإيقاع الرقص المباح لكل الطقوس. من احتلام الآلهه حتى عربشة الحزن المحنط فوق هامات الروح. بك أنهض لعناق الحروف صلاة استسقاء بيد راجفة، وكل حكاياتي مجبولة بك. بالقهوة الفلكية، و الاسترسال على أشده، يذكرني بأننا محتاجون لخريف استثنائي يودي بالأفكار الصفر، من أول هبوب خطابي. مع رجاء حار بالتكرار منا نحن المعنيين والمتلفعين بعباءة الفقدان، كعلامة تعجب تختلج بأسئلة مالحة، حيث لا يمين ولا يسار، في هذه الدائرة المغلقة على سماء انتبهت مؤخرا كم كان عليها أن لا تغيب، حتى تستحق بكاء يليق بأم. لو كنت تقصدني كما قصدتك دفعة واحدة، لولد من شدوك نهاري يافعا، ولطاف حول بركة غبطتي مفتونا وممتلئا بحبق الود والريحان، الذي صحب الشمس إلى شباكه لترى كيف العالم يضيع وقته في تفسير ما تنزل من وحي.
يا أنت الجالس على قارعة الألوان تعجن الهواء بالحب، زوادة للمخلوقات القادمة. دعني أتأبط صورتك كتابا مقدسا، علهم يخجلون. أولئك الذين لا يجمعهم سوى ترجمة الكذب إلى اللغات الحية، متخفين تحت القهقهات، يهربون الأمراض السارية من بين الحروف،
والوقت يتمرحل من سيء إلى أسوأ. منذهلا من الاندمال السريع، في تشوهات الضمائر. لهذا كله، ولأسباب إضافية، أعلق صوتك في حنجرتي، عله يضفي العفوية فأعتذر لهمسة جيء بها من بعيد. لموعد حب زائف على وجه السرعة، كمطبوعات عصرية تعيش بالتوقيت القديم، نكهتها المنحسرة تحت وطأة المعاصرة الآخذة بالترهل على مقاعد المقاهي التي تضج بطلاب الحرية. المتقعدون، وهم يتسولون مانعات الضجر، من مارة يائسين. أقترب منك منهمرة حين تقول يا من تشبهين أمي أدخلي مخاضك، ولديني صافيا، كنبع زنابق. لديني نقيا بعد كل خيباتي. بعيدا عن أي إغراق سوى الحب. أشعلي شمعة صمتك، كي أسرد تفاصيل بطولات تكرس ذاتها في جداريات الملل. وأقول تمهل، لك ضفرت أغصان الغار، فحاذر جمرك المنسي. أنفخة ألف ليلة ويوم. أية نجمة صيرتك لانتظاري، والفرح وترنيمة الجدات وخمرا يبل قامة الروح، كالطيون المطيب بالشوق، يغفو فوق القلب، على تخوم الهم، غاصا بالكلمات الممنوعة، يرسم في الصحراء لونا أزرق. و كم من المروج سوف أهيئ لأصابعك التي ينسكب منها شلال الصبح بغير انحناء. و أنا ما ترجل عندي سوى صمتك الشتوي يزرف الأخبار، ويقول؛ كم أحبتك السواقي من عهد الوديان، حتى جاءت التلال رابية.. رابية. وقال أن الصيف بكى لأجلك دمعتين و صنوبرة تتدفق إلى حانة المساء البحري، مورقة ماء نبيلا. كيف تحيك إناء الضوء، وتقتفيك الغزالة كزهر اللوز، أيا هذا وأنت من نسل الشمس المحال، هات طفلتك الرقيقة، لتوحد حروفنا الناقصة بالزقزقات. الوقت لك انهمار، ولك جواد الموج قادم، فتمهل. للبحر سره المذاع. تمهل، إليك أجيء عبر دمي، أكوم البنفسج على أقدامك، ومحيطات الفل البلدي.
متعب أنت، وأنا منذ قبلة، بلا كتاب وأغاني، بلا زمن، أحتسي الوقت كأغنيات تطيرها فيروز عنا، فتضحك في عيني بحيرات خفاقة بالموج. وأسجد لوجهك حتى الرعشة زيزفونا تأتيه الوعول مرحة تهديه باقات مطر. وتهمس له غدا موعدنا ذات سيل.