الموضوع لا يتعدى كونه ريموت كنترول.. يحركون به العالم
خاص ألف
2013-08-17
هو ريموت كنترول بيد أحدهم يحرك به العالم، لا أحد يعرف وجهه، أو جنسه، أو حتى دينه، هو فقط يد تحمل الريموت كنترول، ويتنقل في العالم مشعلا الحرائق.. تأخرنا حتى انتبهنا له، لم نفكر به وماذا يفعل بالناس حتى وصل البل إلى ذقوننا، حتى قرر في لحظة ما، لحظة كان لابد أن تأتي، فلا يمكن أن نظل خارج السيطرة، فنحن نطالب بحريتنا، والحرية تخيفه، تجعله مهوسا بالقتل، بسفك الدماء، سيمفونيته المفضلة أصوات قصف المدافع، وأصوات هدير الطائرات المقاتلة التي تشيع الدمار أينما حلت. يبدو مجنونا فرحا، حين تصيب الطائرة هدفها وتتطاير أشلاء الضحايا هنا وهنك. يكره صوت صفارات سيارت الإسعاف لأن هذا يعني بالنسبة له أن هناك ناجين من المجزرة وهو لا يريد شهودا.. صحيح أنهم لا يعرفونه، ولا أحد يعرفه، ولكنه يكره أن يكون هناك ناجين.. هو عزرائيل بلغة الإسلام، ولكنه رجل قابع في مكان مظلم يحرك الريموت كنترول فتشتعل فتنة هنا، وحرب هناك، قتال طائفي هنا، وحرب بين دولتين جارتين.
وحين يريد أن يتسلى، أن يضحك، أن يبتهج يحول الريموت إلى القناصة، أجمل اللحظات بالنسبة له رؤية القناص وهو يسدد على رجل خرج ليشتري خبزا لأولاده أو يهرول هربا من قصف قادم، أو خرج يبحث عن سيارة إسعاف تنقل أولاده المصابين، أو فاجأت طلقة كتف حبيبته فيما كانا يستعدان لممارسة الجنس فأصيبت في كتفها فأسرع ليحضر لها سيارة الإسعاف، فيصيبه القناص في مقتل، وبهجته تأتي من رؤية الفتاة تنزف حتى الموت.
هو الحكام بأمره، وهذا يعني أن لا راد لقضائه، وهو ليس الله، فالله لايقتل بهذه الطريقة، عند الله كل مخلوق يموت حين يحين أجله.. أجله المسجل في اللوح المحفوظ، فهل هو يد الله التي تنفذ أوامر اللوح المحفوظ.. ؟؟؟؟
لا يمكن أن تكون يد الله فالله عادل، والله حنان، والله شفيع، وهو السلام، أي لا يحب الحروب وحامل الريموت عمله إشعال الفتن والحروب، هو الجبار، الذي يمنع مثل حامل الريموت من تنفيذ أعماله.. وهو الغفور والأخر لايعرف الغفران. أيكون الوجه الآخر لله أيكون المهيمن، الجبار، المتكبر، القهار، القابض، الخافض المميت، المتعالي، المنتقم، الضار.. ليس كذلك بالتأكيد فالله لايمنح صفاته لأحد حتى لو كانت شريرة .. لأنه بالنسبة لله الحياة تقوم على الخير والشر.
من يكون إذن؟؟
لا شك أنه الشر الأكبر.. الشر الذي يفوق الله لأنه يعيش بيننا، يشبهنا والله لايشبه أحدا، الله في أعاليه، في سماواته المتخيلة، في ملكوته الواسع، وحامل الريموت يعيش بيننا، ربما يكون، لا بل هو بالتأكيد الأقوى.. فبيده حياتنا ومماتنا، في مثل هذه الحالة ماذا يفعل الله في ملكوته.. أهو يتسلى مع الملائكة، يلعب معهم كرة القدم في النهار ويأوي إلى نسائه اللواتي يعشقهن ليلا.. تاركا أمورنا لهذا القوي.. الجبار.. المنتقم .. اللميت.. هي صفات إلهية حين نصف بها الله، ولكنها تصبح بشرية حين نصف يها بشري..
من يكون إذن؟؟؟
مأساتنا كبشر أننا لا نبدأ بالتفكير إلا حين يصلل القتل إلينا، والدمار إلى منازلنا، طالما هو بعيد عنا فنحن نستمع إلى نشرات الأخبار دون أي ردود فعل ماساوية، قد نتعاطف معهم هؤلاء البعيدين لثوان ثم ننسى.. هكذا هم البشر.. ولكن حين بدأ الدمار يتجول في سوريتنا بدأنا نفكر.. ونتساءل عن هذا الذي يحمل الريموت ويوجه القتل إلينا والموت إلى أطفالنا، والتشريد لمن لا يموت منهم.. بكبسة زر من ريموته اتخذ القرار الحاسم بدمار المنطقة بلاد الشام ومصر.. ويبدو أنه اتخذ قرار أن لاداعي لوجود هؤلاء الجهلة غير المبدعين الذين يتكلون على غيرهم رغم أن أرضهم تعطيهم الكثير.. قرر أن هناك بشرا أحق منهم بهذه الأرض.. فلندمرها فوق رؤسهم.. ونعيد بناءها من جديد،
أعيد السؤال مرة أخرى
من يكون؟؟؟
هل لدى أحدكم جوابا لسؤالي.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |