نازحون بلون البحر
خاص ألف
2013-08-19
كقوافل زاحفةٍ ...
يجرُّ شركاء الحزن الأبدي ... هزائمهم وخساراتهم ...
بالقوة ... بالعنف ... بالحسرة ...
يشدّونها من أذن الحياة ... ويَخطون بها لغدٍ قاسٍ بليد ...
قوافلٌ بِلغة اللحم الوطني ... بلغة الشعار الجامع الماحق لكلّ ترتيبٍ يسبقه ...
أٌقلّيات ... أكثريات ... طوائف ... أديان ... مناطق ... أرياف ... مدن
سماءاتٌ داكنة، أراضٍ ملساء كذقون الملائكة الحليقة ...
مساحاتٌ شرقية ...
مساحاتٌ غربية ...
شمالٌ، جنوبٌ، أرضٌ، جسد ...
كلّ الدروب تفضي إلى وطنٍ يتيم ... وطنٌ جُردّ من الهوية ...
هوياتكم مزيّفة ...
وطننا مزيّف ... كلنّا مزيّف ... أنّا وأنتم والله مزيّف
خاتم العُرس مزيّف، زواجنا مزيّف ...
ذاك الجسر الذي يفصل البحر عن السماء المرسومة في عيوننا مزيّف...
ذاك الجسر يضاجع الماء خلسةَ، أمام متفرجين كُثر! ... متفرجين من كلّ النِحَل! ...
جسرٌ حضاري ...
جسرٌ علماني ...
جسرٌ إسلامي ...
جسرٌ مُدرجٌ في قوائم الحداثة الآدمية ...
يربط الإنسان بالإسفلت المُفضي لذاكرة ليست بعيدة ...
في تموز تكدس الأشقاء بيننا ...
في حزيران كانوا شركاءً لنا ...
في الأنفال تزاوجنا ... وتشاركنا وتحادثنا ...
وحين كان اللقاء ...
لم يكن إلا ذاك الجسر بانتظار هزائمنا المُعلنة والمخفيّة
الجسرُ انتظار
يُدهش المنظر الذي تسلق فيه اللاجئون السوريون جسر المعبر المسمى بـ (سيمالكا – فيشخابور) الصامد بسلاسل من حبلٍ ما؛ البشر وسائر المخلوقات الأرضية، فأيّ جسرٍ باستطاعته حَمَل ذاك العدد المهول من القاطرات البشرية المتدافعة والمهرولة بحثاً عن الحياة.
إنّها الحياة، ترمي برائحتها التي تعبق في خياشيم البشر العاشقة لها، إنّها الفُسحةُ المهداة من القدر لقومٍ يتقاسمون أدوار الهزائم والنكبات ...!
خاص ألف
08-أيار-2021
28-تشرين الثاني-2015 | |
21-كانون الأول-2013 | |
13-تشرين الثاني-2013 | |
05-تشرين الثاني-2013 | |
28-تشرين الأول-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |