أوباما الإخشيدي.. وخلود القصيدة
خاص ألف
2013-08-24
لم أكن يوما عنصريا، ولم يعنني يوما لون بشرة الشخص الذي أتعامل معه أو أصادقه أو أعلمه أو أتعلم منه. لم أفكر ولا يمكن أن أفكر بشكل عنصري. ولكن هناك أمور تدفعك دفعا لأن تتذكر قصيدة المتنبي الشهيرة وأنت ترى أوباما على شاشات التلفزيون يجد التبريرات لكي لا ينهي الحرب المدمرة الدائرة في سورية. وأقتطف منها ما يفيد مقصدي منها الأبيات التالية
صــار الخَـصِـي إِمــام الآبِـقـيـن بِـهــا *** فـالـحُـر مستـعـبَـد والـعَـبـدُ مَـعـبُـودُ
الـعَـبـد لـيــسَ لِـحُــرٍّ صــالــحٍ بــــأخٍ *** لَــو أنــهُ فــي ثـيــابِ الـحــرِّ مـولــود
لا تشـتَـرِ الـعَـبـد إلا والـعَـصَـا مـعــه *** إِن الـعَـبِـيــدَ لأنـــجـــاسٌ مَـنـاكــيــد
مـا كُنـتُ أَحسَبُنـي أَحيـا إلـى زَمَـن *** ٍيُسـيء بـي فيـهِ عَبـد وَهْـوَ مَحمـودُ
وَلا تَوهـمـتُ أَن الـنـاس قَــدْ فُـقِـدُوا *** وأًن مِـثْــلَ أَبـــي البـيـضـاءِ مَــوجــودُ
وأَنَّ ذَا الأَسْــوَدَ المَثْـقـوبَ مـشْـفَـرُهُ *** تـطِـيـعُـهُ ذي الـعَـضـارِيـطُ الـرعـادِيــد
هناك سر لا أحد يعرفه، ولا يعرف مسبباته، فلا يكفي أن يخدم رجل ما أو حاكم ما دولة إسرائيل ليكون له هذا القدر من الأهمية، وهذا القدر من تمسك العالم الحر بوجوده متعامين عن العدد الهائل من الفتلى والجرحى وحجم الدمار الذي حل بسوريا.. ومبررين بأسخف التبريرات رغبتهم بوجوده، ويدافعون عن الطريقة التي يتعاملون بها مع السوريين بحيث يظل التوازن قائما بين الطرفين، وحتى يستمر دمار سوريا.. وأغلب الظن أن تلك الحرب القذرة لن تقف إلا بعد أن تصبح سوريا خرابا كاملا لا بنيان فيها ولا حجر على حجر. وسيظل سرا إلى أمد بعيد السبب الحقيقي من هذا الدمار.
أوباما المدافع الأكبر والصنديد العنيد في دفاعه الملتوي عن الأسد ولو بشكل يخجل أي عاقل أن يستعمله يحاول ممارسة مسرحية كوميدية لا يصدقها حتى هو ويريد تمريرها للآخرين. أوباما هو نفسه الذي وقفنا معه في ترشيحه الأول وتحمسنا لكونه أول رئيس أسود البشرة يرتقي ليكون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.. وكان بالنسبة نهاية لحقبة التمييز العنصري في أمريكا.ثم بدأنا نكتشف عيوبه عيبا وراء عيب.. حتى راودت ذاكرتنا الجمعية تلك القصيدة الخالدة للمتنبي الذي يهجو بها كافور العبد الذي حكم مصر في أيم الدولة الإخشيدية. والتي يقول فيها أيضا
صار الخصي إمام الأبقين بها .. .. .. فالحر مستعبد.. .. والعبد معبود
المشكلة أنهم يستغبون الآخرين، يلعبون لعبة مكشوفة لطفل متوسط الذكاء ويتوقعون أن تمر علينا، هم لا يعرفون مدى ذكاء الشارع السوري. ففي لحظة حرجة جدا، وفي وقت يتحضر المراقبون الأمميون في مجال الأسلحة الكيميائية للعمل، تنطلق ومن قاسيون عدة قذائف تحمل غازات سامة تقتل في ساعة واحدة ما يزيد عن 1500.. ثم يستنكرون هذا العمل الشنيع الذي قامت به عصابات مسلحة. وحقيقة الأمر أن من أطلق تلك الصواريخ هم العصابات المسلحة، لا علاقة للجيش السوري بذلك ولا لشبيحة الأسد أيضا، من أطلق الغازات القاتلة هم من ألوية الجيش الحر. وهذه حقيقة مؤكدة لا ريب فيها.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا ماهو الجيش الحر وبأمر من يأتمر، وهل هو كيان واحد يأتمر بأمر قائد واحد، أم هو أراد أن يكون كذلك وجزء منه كذلك فعلا، ولكن اللعبة الإجرامية الغبية التي لعبها النظام، كانت في إفساحه المجال أمام الطرف السيء من هذا الجيش الحر ليتصرف على هواه، ليسيء للجيش الحر الحقيقي، ولينفذ أومر النظام حين يحتاج النظام إلى خدماته.
لا أدري كيف يرتبون الأمور فيما بينهم، ولا أدري كيف حيكت المسرحية التي سيرونها للعالم يبرئون فيها النظام ويوجهون التهمة للجيش الحر. ليقدر العالم على الاستمرار في مهزلته من خوفه من تسرب السلاح الذي يمكن أن يزود به الديش الحر حتى لا يتسرب إلى ايدي إرهابيين ساهم العالم الحر في دخولهم إلى سوريا لتكتمل المسرحية. وليجدوا المبرر لعدم تسليح الجيش الحر الحقيقي الذي لو سلح بالسلاح المطلوب لانتهى الأسد في سنة الثورة الأولى
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |