كيمياء الجسد والروح
خاص ألف
2013-08-28
صباحاتٌ مختلفة، وروائحٌ مختلفة ...
أجسادٌ بحجم الحياة، وشفاهٌ مزّرقة كفرشاة الرسام ...
هكذا فاجأتنا الحياة في ليلة الأربعاء الكيميائية، من الثالثة فجراً وحتى الثالثة من الحياة، قصفٌ، ورجمٌ، رفعنا لمرتبة الأولياء الصالحين، الكلّ يدعو ويلتحف بالفناء المتبقي له من الحياة، التي باتت محشورة في زوايا غرفٍ غير محصنّة.
إنّه الهواء أيّها الله ...
إنّها الرياح ...
إنّه التجول طليقاً دون أجنحة ...
كيف لنا أن نقبض على الهباء دون أدعيّة دهاقِنة السهول والتلال ...
لربما كانت صور الأطفال المزرّقة شفاههم النعوة الأخيرة في جسد الموت، ذاك الموت الذي ظلّ يشاطرنا تفاصيل حيواتنا، وسرق منّا قرابة العامين كل جميل.
أنّه الموت إذاً...!!
لكن شبق الموت هذا مختلف ... !!
فيه القليل من الملح والقليل من الحلاوة والقليل من الارتجال ...
لا ارتجال في موتٍ يسرق الهواء وعبث الطفولة ...
هي الجماعة أيّها الموت الغادر ...
صفوفٌ وأرتال آدمية، تناظر الآخرين في حنين إلى الحياة المنفلتة منهم دون قصدٍ، أيّ قصدٍ قد يرتكبه الإنسان حين يأمل في الرحيل، ويترك بقايا روحه وحيداً.
أجسادٌ متراكمة، أكفانٌ ملطخة بالفجيعة، مساءاتٌ بعيدة، أحزانٌ مدثرة بالخناجر، ونِواحُ الآهات رتق السماوات.
أيناك أيّها الربُّ ...
أيناك أيّها الآدمي ...
ستبقى الريح ذاكرةً أبداً، وستنهش في بقايانا، أمّا أنتم فلكم البكاءُ كي تغسلوا عن أرواحكم ما حمله ذاك الأربعاءُ الخبيث، ودعوا الفجيعة تشاركنا مأتمنا، فلا عزاء لأطفالٍ مصفوفين كحبّات اللوز والرمّان.
لا دمار بعد اليوم، فالهواء شريكٌ في الجريمة ...
لا سلاح بعد اليوم، فالحياة هشّةٌ لا تعبء بالموتى ...
انثروا ويلاتكم ...
انثروا رمادنا ...
فلا قبرٌ يجيّز للآدمي أن يودّع الحياة لأنّه استنشقها ...
اتركوا اليوم لي، وارحلوا عن السماء، فقد باتت مكتظة بالأرواح، واحذروا أن ترتطموا بها، فالقداسة ملكٌ للطفولة.
08-أيار-2021
28-تشرين الثاني-2015 | |
21-كانون الأول-2013 | |
13-تشرين الثاني-2013 | |
05-تشرين الثاني-2013 | |
28-تشرين الأول-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |