تعرضت لحالة سطو وهي عائدة إلى بيتها في آخر المساء، بعد يوم مفعم بالشقاء. يا للحسرة! سرقت أجرتها و ضاع جهد أسبوعين كاملين. قصدت في اليوم الثاني قسم الشرطة للشكاية. استقبلت على غير العادة أحسن استقبال من طرف مفوض الشرطة الحديث التعيين بهذه الدائرة. أنصت إليها وهي تروي وقائع الاعتداء. تعاطف معها متأثرا، إلى حد أنه كلف نفسه جهد القيام من مكتبه وعلى بابه أشار إلى مكتب مفتش الشرطة المكلف بتحرير المحضر لأخذ أقوالها. لما رأت المفتش جالسا أمام آلته الكاتبة، شهقت شهقة عميقة وكادت تصرخ من الصدمة، لكن كتمت صوتها وهمهمت لنفسها: - « إنه هو ... إني متأكدة ... إنه هو ....» عادت على الفور مرتعشة إلى المفوض لتسر له عن صدمتها، لكنه حسبها امرأة خرقاء، أو مفترية أو لا زالت متأثرة بالواقعة فتهيجت أعصابها واختلطت عليها الأمور. - « و الله لست مفترية ... و الله لست كاذبة ... و الله هذا الشخص من اعتدى علي البارحة مساء ودليلي معي.» ردت المسكينة منتحبة مصرة على الدفاع عن نفسها. - « ما دليلك؟ » قال المفوض بلهجة صارمة. - « احبسوني إن لم يكن هو.... قطعوني إربا إربا.... أعدموني إن شئتم... فقط ليكشف عن مقدمة صدره.» - « لماذا؟« - « لأني خدشته خدوشا عميقة، ولحمه ما زال بأظافري هاته.» في اليوم الموالي أخذت أقوالها. أما اليوم الخامس فكان أول أيامها من عقوبتها الحبسية بتهمة التعرض لموظف أثناء مزاولته لعمله. فاس 27/07/2013 قاص وشاعر و مترجم من المغرب
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...