1- لم يدر كيف عرجت به قدماه إلى السوق، لكنه استحسن الأمر وتاه وسط المتسوقين. تهيجت شهوته لكل ما يعرض من سلع. وهو يلامس بأصبعه لحمة فخذه، ذرفت عينه دمعة وانقلب يجر الخطى إلى أن وقع على وعاء قمامة ضخم، فأغمض عينه حيث ألهمه الجوع أن يبتلع دون مضغ. 2- لا حياة إلا مع الأمل، فبه ستطول. هكذا كانت قناعته. ولكن الأشعة السينية كان لها رأيا آخرا: فمادام الورم يكبر بموازاة مع العوز فلا أملا في الحياة، فصارت قناعته ألا تطول قبل أن يشتد الألم. 3- لم يكن بنيته الزواج. ولم يفكر أبدا في الموضوع رغم توالي ضغوط العائلة و الأصحاب. إلا أن المفاجآت أحيانا تكون صادمة: سيدة ذات حسن و جاه تعرض عليه نفسها. لم يقاوم الإغراء فقبل العرض ولم يبال فيما بعد بضغوط العائلة و الأصحاب لأجل تطليقها. 4- لا مفر من القدر، يقين ترسخ بقلبها. غير أنها، لما حوصرت، مرة، في زقاق شبه مظلم من طرف مجرمين مدججين بالأسلحة البيضاء، حاولت أن تفر بكل ما أوتيت من قوة. بعد ذلك صممت أن تواصل الفرار قبل أن يسألها الناس عن حملها. 5- لم يمرن نفسه على القناعة و توخي الحذر من النفس و شهواتها إلا لأنه يؤمن بألا يعادل نومة هنيئة أي شيء آخر. فما زال يشكو من السهاد حتى أهلكه. 6- لا تزور أقاربها باستمرار إلا للحاجة و في الظاهر لصلة الرحم. ولكن لما تبذلت أحوالها و اغتنت، صار زائرها ليس إلا ضيفا ثقيلا تمده على مضض بشيء قد يسد حاجته لكن من وراء حجاب. 7- ما مرة خطر بباله السفر إلى الخارج، بل لم يكن يفضل على الإطلاق أي مكان آخر عن حارته. ولكن أجبرته الظروف على الهجرة. هناك بالمهجر تبين له كم كان غبيا، فلم يعد يكره شيئا أكثر من حارته و مما يذكره بها. 8- لا يخلو من ضجيج أي مكان حل به. فكلما تكهن بيوم هادئ إلا و الضجيج فجأة يعلو. لم يفكر بعرض نفسه على طبيب لأن الضجيج سببه ضمير ظل مستترا لأمد طويل فاتصل أخيرا بأذنه. 9- لم يسأله صديقه الملحد عن (أين الله؟) إلا ليحرجه. فابتسم وهو يرد عليه: بل قل أنت أين الروح فيك؟ 10- ما كان يفيده جمع الدبلومات و تعميق التحصيل العلمي، لأن ما كان ينقصه يد تكفيه عن طرق أبواب الإدارات. ولما ظهرت اليد التي تدفعه، صار، ليرد دينها، يطرق لها أبواب العاهرات. فاس 15/02/2014
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...