لاعبو الشطرنج .. والرقعة السورية !!
خاص ألف
2013-09-09
كلما نظرنا إلى الأحداث المتسارعة في وتيرتها بين القتل والمجازر، وبين المؤتمرات والتنديدات، والأخيرة منها في استخدام النظام المجرم السلاح الكيماوي عدّة مرات وأكبر عملية كانت في الغوطة الشرقية والغربية، نجد أنّ هذا التواطؤ والتراخي مع النظام لا يُفسر كما يعرف الجميع، إلا بإرادة أمريكا والغرب في استنزاف كلا الطرفين وإضعاف سورية مع تفتيت النسيج الاجتماعي وضرب البنى التحتية كافةً لإنهاء هذا البلد العظيم مع شعبه الذي خرجَ كي يتحرر من قهر وإجرام أربعين عاماً على يدِ مافيا العائلة الواحدة مع أزلامها وارتباطاتها الخارجية والإقليمية مع بلدان أرادت لهذا النظام أن يستمر في حكم سورية وخنق شعبها الحر كي لا يُفكر أن يعود إلى أيام الخمسينيات حيث كانت سورية في صعود ديمقراطي متسارع واقتصادي، وأيضاً على صعيد الفكر والأدب والتحرر من كل قيد يقود إلى استعمار خارجي ومحلي كما هو الآن على يد النظام وقياداته الخارجية قبل الداخلية!!.
ينظر الــجميع إلى التحركات الأخيرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغرب مع بعض الدول العربية، على أنها جاءت في وقت متأخر بعد أن وعد ــ أوباما العالم بمحاسبة النظام السوري إذا ما استخدم السلاح الكيماوي وسماها بالخطوط الحمر، وهنا يصب هذا السؤال الاستنكاري إلى جواب واضح كما ذكرنا، هو استنزاف البلد وإهلاكه على يد الآلة العسكرية الأسدية التي يقابلها الجيش الحر بمعدات خفيفة إلا أنّه في الآونة الأخير تمكّن الجيش الحر من تطوير أسلحته ضمن خبرات محلية، كما استطاع أن يحصل على السلاح النوعي من خلال ما يغنمه من مستودعات النظام بعد أن يقتحمها ويحررها من مرتزقة النظام وأعوانه، وبعض المساعدات الخجولة من بعض الدول الخليجية والإقليمية التي تقف مع الشعب السوري وثورته الأسطورية؛ فجاءت هنا التحركات بعد حرب باردة بين الدب الروسي وأمريكا، وبعد حسابات طويلة تشمل المصالح الغربية والإقليمية، منها إسرائيل الكيان الذي يحظى بكامل الدلال والدعم من قبل كل العالم، ومن دول عربية إن صح القول تحت الطاولة!!
وكما كان يحمي النظام الحدود الإسرائيلية ويؤمن لها الأمان والاستقرار، خلال عقود، فقد وجد الغرب والكيان الصهيوني إن لا مناص من هذه الثورة ومن التغيير الذي أصرّ عليه الشعب السوري، لذلك بدأ التخلي رويداً رويداً عن نظام الأسد، طبعاً بعد تقويضه وتدمير سورية على يده وعلى يد مرتزقة إيران ومليشيات المسمى ( حزب الله ) والمالكي الذراع المجوسية في العراق!!.
وهكذا يبدأ الفصل الثاني من مسلسل جديد في الشرق الأوسط، بعد تونس ومصر واليمن وليبيا، وهو المسلسل السوري الأكثر تعقيداً بنظر الجميع، لأن الشعب السوري خرجَ ينافح عن الأمة العربية قاطبةً ويحارب عنها بالنيابة ضد مشاريع وسخة منها المشروع الإيراني الصفوي ــ الهلال الشيعي ــ الذي يجزم الأغلب من الناس أنّه تكسّر على يد الشعب السوري العظيم ...!
فهل ستكون الضربة العسكرية لسورية، ضربة قاسمة الظهر للنظام ..؟
أم أنّها ستؤول إلى تفتيت الوطن مع مساعدة النظام الذي شرد الملايين وقتل مئات الآلاف ؟!
وهل من مصلحة أمريكا والغرب ألا تستقر سورية وهي الأقرب إلى الكيان الصهيوني بعد لبنان الذي يغلي الآن بسبب عنجهية الأسد ومرتزقة إيران حزب الله ؟!
سوف تأتي الضربة ... لكن هل سيستغلها النظام في قتل المزيد من الشعب السوري ليتذرع بالعصابات المسلحة على أنها التي فعلت ذلك ..؟!
أو أنه سوف يعاود الكرة ليستخدم الكيماوي ... ضمن مقولة ( عليّ وعلى أعدائي ) ..
إنهم لاعبو الشطرنج الماهرون ... الأنجاس ...
دمروا بلداً عظيماً وحضارة تاريخية عريقة وشعب عظيم ...!
يلعبون الشطرنج بأصابع ملوثة بالدماء وعيون تزدحم بمشاهد المجازر والجثث المرامية على رقعة الشطرنج السورية ...
إنها رقعة الشطرنج الصعبة ... سورية العصية على الجميع ..
سوف تعود سورية ما قبل هذا الحكم الفاسد الفاشستي رغم العالم وبقوة الشعب الحر في سورية.
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |