زوايا انغلقتْ على الأكثر
خاص ألف
2013-09-10
(سيفشل كل شيء
وتنجح السلحفاة التي حنطها أبي في الطفولة في البقاء معنا وبعدنا كل الوقت
سنفشل أيضًا إن لم يحنطنا الورق تدريجًا مرتفعا لسلوكنا
وبعد أن يصبح هذا الورق نفايات البيت يومًا ما).
..
لكني دوما كنتُ نزولا على رغبتك. أبتلع ورقي وشعري وأكوّر غصصي في جانب الحنجرة كي أتيح عبارات لائقة غير مهمة, تفويضَ الردود.
نعم. مسحت رقمك. لتكن حلقة اعتراف. وقد أخبرتك بانكسار كأني لم أفعل. وكأني مسحته لأحتفظ به في مكان آخر. وتركتُ لك نبرة حادة هشّمتْ كلماتي:
((أصبحتُ أكتب الرسائل في مسوّدات الموبايل دون إرسالها. حيث ضاعت أرقامُ هواتفٍ وقلوب. وأصبح بالقائمة أموات لا بريد لهم, وأحياء لا كود لاستعادة أصواتهم من جديد.
لا يهم, إلا أنّ إلغاء عناصر كانت مهمة من حياتك أمر يصعب قليلا. لم أقدم على فعل هذا من قبل, فقط, كنتُ أحاول ترك اسمي في صفحة أو قائمة هاتفية أو شكلي في صورة قديمة لأبسّط على من يقدرون المحو محوي بسهولة, وبهذا يتخلصون مني, وأتخلص من أملهم نسبيًّا, لأترك بقاياهم الصفراء وعناوينهم الشكلية لذنوبي المتوغلة وحدي.
في اليوم الذي قررتُ فيه وضع نقطة آخر سطر ما, لم أستطع, إلا أني أعدتُ تسجيل اسمه
بــ "مسحتْ رقمك", كأنه حيًّا يقول وهو سائر: أنا ميّت أنا ميّت أنا ميّت. أَمتُّه بعمل وهمي لم أفعله فعلًا؛ كي لا أنسى. –فقط- كي أنسى. لأظل منصتة لنبض الموت فيه طوال الوقت فأطمئن برفقته على موته.
دوما يكون الفراق والموت في سطر واحد. أو هكذا لي. حتى استخدامي لنغمة الموبايل الرئيسية العامة هو أقوى دليل على ضعفي في الاختيار أو إهمالي لذلك. ومشقتي في اتخاذ قرار ما, أيّ قرار, وإن كان تافهًا.
"عائدًا لوحده من الزنزانة. ماذا خلّف هناك؟؟ هلامه الأسود الحائم بالفراغ. وذاكرة فارغة إلا من صورته البائسة في الوحدة. في زنزانة رأسه!..
المرآة تحتاج لشاهد على وجودها. بمفرده, كان مرآة فارغة, ما فائدة مرآة بلا شخص!! لا شيئا مهمًّا يراه في نفسه, لا شيء يعّرفه إلى ملامحه من جديد".
أكتبُ النصوص فقط في رأسي. أروع النصوص تلك التي لا نقبض لها على أخطاء إملائية وتركيبات. تظل بنقائها الشفهي. لا أحد سيسمعها. لا أحد سينقّحها. لا أحد ستـشبهه. تشبه نفسها وحيدة بلا مرآة. تولد وتموت في نفس المكان. تولد لتموت.
اللسان عجزٌ وحاجز, لذا لن تتاح للكلام أو للهبوط بدورة قلبية في زيارة خاطفة. ستطير منها للسماء. ستمرّ بالأعلى فقط. ستحرر من زنزانة الرأس. ووحدها السماء عليها تحمّل مثل ذنوب هذه الكتابة. ستصعد كالأرواح, هناك, حيث لا فناء ولا أمد, والبريد قدريّ دون قوائم.
هكذا قال لي: احنا بنضيّع وقت. ولم أكن أفعل, أصلا لستُ لدى وقتٍ ما. وحتى ضياعي أصوّره بشيء آخر غير متعلّق بالزمن أو الأشخاص.
جملة مفككة أخرى. عليها أن تموت في الرأس. عليه أن يموت في القلب. ماذا يعني الوقت لدى ميّت!!
لا وقت للموت الأكثر. حين يكون الضياع ضياعًا من الوقت.
اللسان عجز وحاجز, لذا, لم أردّ عليه, سأكتب نصًّا صاعدًا, لن يسمعه أحد.
لا صوت للصعود كما للسقوط)).
الآن لا تعبأ بوجودي. نافذة أرادت أن تتخلّص من رؤيتها فعادت شجرة, وشجرة أرادت أن تنتقم من حطابها فعادت بذرة. وأنا.. حيث العدم. لأكن كذلك.
___________
ولتكن بخير.
انتهى 15/7/2013
3:13 فجرًا.
// أكتب لك بجرأة لأنك شيء آخر غير حبيبي//.
جيلان.
بلا مناسبة: شخابيط لسعتني اليوم..
08-أيار-2021
09-تشرين الثاني-2014 | |
01-تشرين الثاني-2014 | |
26-تشرين الأول-2014 | |
19-تشرين الأول-2014 | |
08-تشرين الأول-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |