وهكذا يستحال الجبل كقذيفةٍ مؤجلة ...

دون عناوين ... ودون استفهامات تُذكر ...

الذاكرة تستحال لخزائن مليئة بالتوبة وروائح الذين سبقونا لقمة ذاك الجبل...

لا جبل دون ذاكرة ...!!

لا جبل دون ابتهالات صوفية ... !!

حين يصعدون الجبل، يتركون خلفهم إرثهم الممرغ باليانسون والبابونج المقلي بخصية الآدمين ...

دون ذاكرة يعبرون المأتم ...

ذاك المأتم الأنيق المعلّق في الفسحة بين الجبل والله ...

لا يفصل المكان إلا الهسيس المفجع ... !!

وللكلمات فوق أرواح الذين تاهوا في الصعود ابتساماتٌ غائرةٌ في القِدم ...

والفجيعة أمست شريعة الصاعدين ...

لكن ...

حين قرر الجبل وسدنته الهبوط ...

أفرغوا أكوام الذاكرة المتخمة بالخسارات ...

هكذا تفعل الجبال حين تخرج من الباب الآخر، خلف أعين القادمين حديثاً ...

قذيقةٌ تسقط كنواسٍ مفعم بالاهتزاز الأبدي لرعشة الكائن ...

تلك الرعشة الأزلية، حين كانت الآلهة على مقربة من الأرض ...

تشدُّ الآدميين إليها ...

الآلهة ... حبكةٌ آدمية

الآلهة انتقاصٌ من كمال الجبل ...

دون آلهة يُمسي الجبل إطلالة مخصيّة، بلا رهبةٍ مفعمةٍ بالجسارات المرويّة في إرث الآخرين ...

الانتظار وحده يمهل الجبل حياةً أخرى ...

والمدافعُ على السفح، تتيح للجبل أن يمارس أدوار الرهبة ...

لأننا حين نمر به، ولا نكون في مرمى جسارته، يكون مجرد نتوءٍ آخر، أو هو بالفعل نتوءٌ أحدثه الفزع الشاهق ...

خاص ألف