خطوات تنبت في شريط الذكرى
خاص ألف
2013-10-02
تخيّلْ!! ضع يدك على السماعة, مرّر أصابعك فوق الأزرار, قاطِعْ أنفاسك مع الأرقام,
أجرِ مكالمةً صامتة قبل أن تتصل. لا تتصل.
تلك الفكرة الصغيرة التي تزحف في جدار رأسك نصف الدائري, تشرب الإندروفين بنهم,
وتقطع أشواطًا من أرصفة الذاكرة المهجورة, ستحبّذ استجابتك لها. خذها من يدها الصغيرة وتمَشّى معها في نفسها. حاول أن تتقبلها. حاول أكثر أن ترفضها. لكن لا تدعها تتآكل ككرة ثلج متدحرجة في طريق النهاية. يدك والشارع والعالم سيكونون حتمًا أكثر نجاحا من غرفة مغلقة.
اسرد لها قصة مشاوير الضوء المجهد الآتي من السماء. تعلّل!!
نعم, تعلل, لأنك ستتركها في منعطف ذبذبة أولى. لأنك من البداية أيها الإنسان لا تؤمن بك.
ماذا تريد يا حاملًا الآن لباقة قلب ذابلة؟ لمن تمشي قدمك بأكثر من خطوة مبعثرة في طريق مستقيمة؟ لأنك لم تخلع نعلك فوق طيف الأثر, أو تترك صورتك في مساحة سراب؛
هبطَ الحب بالمطر. ففقدتَ إشارتك حتمًا. ولم تنتعش باقتك لأنك قررتَ أن تهملها من تفكيرك.
من يلومك وأنت تصنع من رأسك كرةً ناتئة كالمقبرة, والأموات فكرة لا تُتخيَّل!. تتذكر فقط. هكذا تُمضى شوارع الوقت النحيلة كأشرطة النيجاتف السوداء.
أجبْ؛ لأسئلك, إن كان الأسود يرى؟ شخصيًّا أستوعب أن أفكارك ومخاوفك مخزون لنهر جاف. وأن عقلك المحدود كمنطاد صغير يمشي على الأرض. تطير دون فضاء.
فغالبًا حينما أكتب لك, لا أعرف لأي عنوان سأرسل. وحينما أحادثك تسقط الأرقام من خانة الوحدة والرفقة. ككل العالم الشاحب تظلّ أبهت من تعبير.
"عامٌ إلا حلوى", لنقل ذلك ونحن نتحول إلى عظام يابسة تفيد المتاحف والأخبار, أو ونحن نحاول فكّ معادلة رياضية معقّدة. كرادار عظميّ تلتفّ رؤوسنا نبحث عن شيء دائمٍ خارجنا, هو نفسنا.
ارفع يدك حينما يحييكَ غصن شجرة يشير دائمًا لشيء لا تفهمه. هو دائما يشير إليك في كل اتجاهاتك. حتى وأنت تحرّك مفاصل اللون الأخضر لتحيل الشوارع الواسعة إلى زوايا صفراء.
حينما لا تصادق أحدًا. اخفض عينك كأنك تبحث عن الحلّ. وزمّ شفتيك في حالتك الصعبة. كلّ تلك الأشجار خطوات تائهة في طريق. وجدتْ أرواحها بعد أن توقفت تماما عن السفر.
لماذا تصرّ إذًا على الارتحال وأنت تعلم البداية, وأنت لم توفر مخزونا من الخطوات المناسبة ولا من شارع كسطر طويل. لماذا دوما تكتب ولا تكتب. تتوقف عند فكرة في رأسك متجهمة. ثم تتركها تصغر مع الوقت ككرة الثلج, وتعبر إلى اللا شيء؟
لستَ بحاجتك؟ لست بحاجة قصيدة ولا ضلع قديم يشير أيضا لاتجاه القلب المفقود؟؟.
ابحث عنك داخلك. فقط, داخلك, ستجدك أكبر من هيكلك. أعظم من فكرتك المنسية.
وحينما تجدك عدْ كميّت عاد توًّا من عالمه يدّعي نسيان شيء؛ ليطلّ, فقط, على شخصٍ أحبه. ليرى نفسه من خارجه, أو العالم بدونه. لأنها هي الحياة.
08-أيار-2021
09-تشرين الثاني-2014 | |
01-تشرين الثاني-2014 | |
26-تشرين الأول-2014 | |
19-تشرين الأول-2014 | |
08-تشرين الأول-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |