اغتصاب السماء !
خاص ألف
2013-10-21
"كما تشاؤون ...
تقولون : إن السماءَ لا تغتصب، فهي لا تطال من قبل المختلين ..
بل إنها تغتصب كل يوم، لكنم لا تصغون إلى صراخها"!.
***
في الحروب أيضاً تغتصب السماء... سماءُ سورية التي عهدنا صفاءها وجمالها حتى في المناخ السيئ والعواصف والغيوم المدلهمة بسعال الغيوم والمطر !. فمنذُ بداية الثورة السورية الأسطورية، تبدّل وجه السماء فيها، وصار المرءُ يخشى أن ينظر إليها مخافةَ أن يرى طائرة تنبح القذائف هنا وهناك على الأطفال الأبرياء في شتى المدن والأرياف السورية!.
وقت أن تأسّس الجيش الحر ليدافع عن الأرض والعِـرض التي استباحهما النظام علانيةً أمام أنظار العالم قاطبةً، بدأت الطائرات السورية الشهمة بالإقلاع اليومي لتدك المدن في كل مكان وتقتل البشر وتدمّر الشجر والحجر وكل شيءٍ تراه القذيفة!.
" كنّـا في الصغر.. نشتهي رؤية طائرة حربية ، حوامة كانت أم غيرها! كما نشتهي رؤية العنقاء !. وكان الطفلُ منّــا ما إن رأى طائرة، حتى يصيح بأترابه مُلوّحاً بقلبهِ قبل كفّــه إلى السماء : " هِيْ .. هِيْ .. طيارة .. طيارة !، مستغرباً هذا المنظر غير المألوف إلّا بالمناسبات الخلبية الوطنية ! والاحتفالات المزعومة بالنصر !!. كنا نظن أنّ تلك الطائرة التي تطير بسرعة الموتِ، ذاهبة إلى الجبهة ! أو إلى ( الجولان )، الذين أكلوا أكبادنا بهِ .. وجعلوا منه بكائيتهم السرمدية أمام العالم، عوضاً عن ــ البقرة الحلوب ــ القنيطرة ! التي " شحدوا " على اسمها ملايين الدولارات، وتسوّلوا وتسكّعوا في أروقة الدول لاستجداء مبلغ من المال بذريعتها!.. وإلى الآن لم تزل البيوت والممتلكات المهدمة جراء الحرب على حالها!، ليتباكوا عليها هي الأخيرة ويقولون للبشر إنه ( آثار العدوان الإسرائيلي الغاشم )!.
ومذ قرر النظام إخراج شهامته وممانعته ومقاومته علينا ..! بدأت الطائرات السورية كخلايا النحل والجراد تهوج وتموج في السماء، تفضّ عذريتها لأكثر من آلاف المرات على مدى الأيام!.
ومن الغربان الطائرة أيضاً في سماء سورية.. ( طهرانيون .. كوريون بعيونٍ واسعة .. روس .. وما خفي أعظم )!!.
إن استباحة سماء سورية بكل أشكال الموت والدمار والهلاك اليومي، ينافسه أيضاً على الأرض ما هو أبشع بكثير أيضاً، مجازر .. دمار بصواريخ تستخدم في الحروب الكبيرة لدكّ المدن والجبهات مُعدّة للدمار الكلي! .. عداك عن حملات الاعتقال والتصفية الجسدية في الأقبية الأمنية وعلى الجواجز!، وزرع الطائفية في المجتمع السوري وتمزيق نسيجه وحياته على كافة الأصعدة !!.
النسر السوري ...! كان يُطلق هذا اللقب على الطيار الذي يهدينا كل يوم موتاً سريعاً مثله!،
مستعيناً كما ذكرنا بغربان مرتزقة تتلاقى مصالحها مع مصالح النسر السوري الهرم، الذي عجزَ يوماً أن يطير فوق سماء العدو أو حتى يفكّر !!.
أربعون عاماً من الأجنحة المكتّفة بالذل والعار...!
أربعون عاماً من المناقير المشدودة والمقفلة بأحذية الخنوع والعبودية لأسيادها !
أربعون عاماً من ( البَعر ) المتكوم تحت النسور الجرباء تنام فوقها وتتدفأ بهِ !!
وبعد كل هذا التاريخ الأسود العَفِــن ..!
يستعيد النسر السوري قواه، وعضلاته .. !
ويبدأ بنهش لحم أبنائهِ، وينقر بيضه ويحطمه!، ويخرّب عشّــه ويبعثرهُ!، لأجل أن يبقى فوق أكوام البعر والنتانة والذل!
ظنّـاً منه أن القمامة التي يجلس عليها والدناءة، ستدوم إلى الأبد تلفح روائحها هواء الوطن الجميل !
ظنّـاً منه ... أن الأحرار .. والحر السوري ... لا يستطيع صيده حتى في عشّــه أو إذا كان في سابع سماء !.
/ خاص ألف /
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |