قراءة في واقع ما يجري في سورية
خاص ألف
2013-10-23
تتطور الأمور في سورية وتتكشف المواقف الدولية وتتوضح أهدافها بشكل غير قابل لأي لبس أو سوء فهم ..كما تتوضح خلافات المعارضة فيما بينها من جهة ،وداخل كل طرف من أطرافها من جهة أخرى، وتتعرض الثورة لهجوم متعدد الاشكال من جيش النظام ومن قوى التطرف والتشدد ، ومن الخارج..وفي منطقتنا العربية يزداد الضغط الشعبي الجماهيري على السلطة المجرمة التي تحاول دفع التأزم والاحتقان الطائفي ...لتخفف من الاحتجاج وتحوله ليصبح صراعا مذهبيا قاتلا. وتصعد نشاطها الاجرامي في زيادة قتل الأبرياء والنشطاء وزيادة الدمار ليقبل الشعب بأي حل ينهي حالة القتل. لقد كشفت أزمة السلاح الكيماوي المواقف الحقيقية للدول الكبرى وخصوصا التي كانت تسمي نفسها - أصدقاء سورية – كما كشفت موقف النظام من الصمود والتصدي ...فقد تبين أن هدف حكومة الولايات المتحدة والغرب عموما كان الاستفادة من قصف النظام للغوطتين بالسلاح الكيماوي .لتدمير هذا السلاح المقلق لاسرائيل وليس معاقبة النظام على الجريمة التي ارتكبها ....وفهمت روسيا المطلوب وتجاوبت مع مطالب الحكومة الامريكية وأعلن النظام استعداده لتدمير الأسلحة الكيميائية وتقدم بطلب الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية ..وفي لقاء سريع بين بوتين واوباما تم في اجتماع العشرين استغرق 20 دقيقة تم الاتفاق على شكل الحل الذي يتوضح شيئا فشيئا والذي سينفذ عبر جنيف 2 نحن لانعرف تماما فحوى الإتفاق ولكن الواضح أن هناك اتفاقا بين الروس والامريكان على تشكيل حكومة مشاركة وطنية وليست حكومة انتقالية ذات صلاحية كما ورد في اعلان جنيف - 1 – وهذا يعني تثبيت السلطة وليس رحيلها .. هذا التغير في المواقف انعكس في صراعات داخل مؤسسات المعارضة الرئيسية من جهة وبنشاط واضح للقوى الدولية من جهة أخرى وبزيادة العنف عند النظام من جهة ثالثة. فهناك قوى واسعة وجدية داخل الائتلاف الوطني لم تقبل مطلقا الدخول إلى جنيف على أساس مشاركة السلطة ومصرة على ماجاء في جنيف واحد- نقل السلطة - ويرى هذا التيار أن التضحيات التي قدمها شعبنا والدمار الهائل الذي لحق ببلادنا وتهجير أكثر من ثلث سكان سورية من ديارهم وبلادهم لم يكن بهدف المشاركة في السلطة هذا الهدف وصلنا إليه منذ الأشهر الأولى للثورة ..وأن الائتلاف إذا لم يشارك في المؤتمر لن يكون لهذا المؤتمر أي معنى وسيضطر الآخرون للخضوع لمطلب غالبية الشعب القاضي بنقل السلطة . ويرى آخرون داخل الائتلاف وهم نافذون أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان حكومة تشاركية تعمل على سن قوانين ديمقراطية ووقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين وإعادة المهجرين والبدء يإعمار سورية مكسب كبير للثورة. وكما نعتقد فإن هؤلاء مسيرون من قبل الخارج وهؤلاء أنفسهم يدركون أن الاتلاف إذا لم يذهب إلى جنيف ضمن موازين القوى المتغيرة فلن يبقى هناك ائتلاف ..ويرد عليهم الآخرون أن الائتلاف وسيلة للتعبير عن مطالب الثورة وليس غاية في حد ذاته. وعقدت قيادة الائتلاف أكثر من ندوة لأصدقائها وللقوى السياسية حضرنا إحداها في استانبول على هامش مؤتمر اتحاد الديمقراطين تفجرت جميعها وبهذا الشكل فإن مستقبل وحدة الائتلاف أو بقائه في مهب الريح .. وأيضا فإن الوضع ليس أفضل داخل هيئة التنسيق المرشحة للمشاركة في مؤتمر جنيف- 2- وقيادة الهيئة موافقة على المشاركة بدون شروط وموازين القوى تحدد النتائج ..وبهدف تطوير مثل هذه المعارضة تعمل الدبلوماسية الروسية على جمع هيئة التنسيق بالجبهة الشعبية – قدري جميل – وقد نجحت في عقد اجتماع أولي غير معلن معها وفور تسرب خبر الإجتماع جرى احتجاج واسع داخل الهيئة وقيادتها خصوصا ،ويقال أن عددا من أعضاء القيادة سينسحبون - أحدهم مهم جدا- ..ويضاف إلى ذلك الموقف من نشاط حزب الاتحاد الديمقراطي – الكردي- داخل المناطق الكردية ومقاومته للمعارضة الحقيقية من كردية وعربية وتنفيذه لمشروع الإدارة الذاتية الذي يعتير حكم ذاتي للمناطق الكردية التي يسيطر عليها وينفذ فيها حكم الحزب الواحد الديكتاتوري ..ويقال أن كل ذلك يتم بصمت النظام اذا لم يكن بموافقته وبالتعاون معه . وكانت قيادة الهيئة قد دعت المجلس المركزي للاجتماع لتمرير سياستها من حيث جنيف والادارة الذاتية أي تبرير سياسة حزب صالح مسلم ولكن خلافات كبيرة وضحت داخل المؤتمر من مجمل سياسة قيادة الهيئة من التنسيق مع قدري إلى السكوت عن تجاوزات صالح مسلم إلى التعامل مع جنيف وكما قلنا سابقا فإن هذه الخلافات تهدد الهيئة بالمزيد من التشقق والتمزق. وهناك قوى تتشكل بتشجيع مباشر ومنها غير مباشر من النظام هدف تشكلها هو المشاركة في جنيف – 2 – بما ينسجم والموافقة على مشاركة النظام نحن نتابع عمل هذه التجمعات وسنتمكن لاحقا من إبداء رأينا بأسباب تشكلها واندفاعها نحو المصالحة مع النظام ،وهذه القوى هي التي عناها بشار الاسد في إحدى لقاءاته الصحفية أن هناك معارضة وطنية من الداخل ستشارك في جنيف – 2 – . ويتصل الروس بقوى ومجموعات من المعارضة السورية الموجودة بالخارج ويضمنوا لهم حضور جنيف إذا وافقوا على التشاركية . كما يصعد النظام من إجرامه وخصوصا في المناطق التي يعتبرها مراكز المعارضة مثل حمص وريف دمشق ودير الزور وادلب ...الخ وعلى التوازي تصعد داعش من معاركها ومن ضغطها على سكان المناطق التي تحتلها وتزيد من أعمال الاختطاف والقتل ..الخ كما يلاحظ اعتقال مناضلين سياسيين معروفة مواقفهم أو مواقف أحزابهم الرافضة لتغير جنيف منهم عدد من رفاقنا في عدد من المناطق وقوى أخرى كان آخرهم الرفيق أبو على عضو أمانة حزب الشعب المركزية وقبله الرفيق جهاد أسعد وعشرات المناضلين الديمقراطيين الموجودين في سجون النظام إن هدف نشاط النظام الأساسي هو دفع المواطنين في المناطق الرافضة له إلى القبول بأي شيئ وإبعاد المناضلين الديمقراطيين المؤثرين في الرأي العام من الاقتراب من الجمهور وقتلهم إن أمكن ..أي أن النظام لازال داخل إطاره القمعي ويعتقد أنه حقق مكاسب لذلك سيزيد من قمعه لاحقا. وقبل أن نسنتعرض مواقف الدول المختلف وموقفنا علينا أن نؤكد أن كل ماقلناه لم تتـأثر به الثورة مطلقا في الداخل التي تقاتل على عدة صعد النظام وداعش وحزب صالح مسلم - الاتحاد الديمقراطي- وتحقق انتصارات ذات معنى وتتقدم ..وأيضا يلاحظ تبدل جدي عند مجموعات تتزايد من مؤيدي النظام ومن المجموعات الصامتة .التي كانت مقتنعة بأن النظام هو فعلا يمثل الممانعة والصمود في وجه اسرائيل جاء قراره – النظام – بتسليم السلاح الاستراتجي للحفاظ على سلطته مفاجأة غير متوقعة بدلت قناعتهم .وبدأت مواقفهم تتبدل بتبدل قناعاتهم وهذا التيار يقول علينا أن نسرع بالاتصال مع هؤلاء الذين سيشكلوا تيارا متزايد التأثير لصالح بناء نظام جديد كليا ديمقراطي ووطني لايفرط بالحقوق وقادر على تحقيق العدالة الاجتماعية. من هذا المنطلق ...واقع الثورة في الداخل وعدم لحظ أية تراجع أو إنهاك في صفوفها تنشط القوى الخارجية وخصوصا روسيا وايران بهدف تأمين رأي عام أو تشكيل واقع جديد عند الشعب السوري يقبل بالمشاركة ...فيما تعمل حكومة الولايات المتحدة على دفع ما يمكن دفعه من القيادة الرئيسية في الائتلاف للمشاركة في جنيف لتثبيت الاتفاق مع روسيا .. ويلاحظ صمت الدول الخليجية ولا يوجد غير تركيا اتخذت موقفا واضحا من التشارك مع النظام وأصرت على الإبقاء على مقررات جنيف ..وكرد فعل بادرت بعض المجموعات الاسلامية المعتدلة إلى إنشاء تحالف تركي سوري ..وتظهر تحيات مختلفة الى الحكومة التركية ...وكل ذلك تعبير عن رفض تبديل مقررات جنيف -1 – ورفض بقاء هذه الحكومة أو جزء منها كسلطة استبدادية .. ماهي الآفاق ؟ - نحن نعتقد أنه سيتم تصعيد من قبل السلطة بدعم روسي وتجاهل غربي لهذا التصعيد بهدف الدفع إلى جنيف على الأسس الجديدة . - لقد حققت هذه التطورات والاتفاقات والتخاذلات نموا واسعا في وعي الكثيرين في الموقف من الخارج والتصدي لهذا الموقف وفي موقف النظام من القضية الوطنية التي تبين أنه يتاجر بها بعد أن كانت نسبة كبيرة تعتبره مقاوما للصهيونية واسرائيل كل ذلك سسيسرع بتشكيل قوى جديدة وإ ضمحلال العديد من القوى والتجمعات القائمة ..بما ينسجم والوقائع التي ذكرناها ..أي أن الثورة ستنتج أو تعيد انتاج قواها السياسية الوطنية الغير مرتبطة بالخارج أي تعمل على إعادة الدور الوطني للثورة الذي سينعكس حتما بتخفيف الدور الخارجي الذي استباح سورية وشعبها وهذه القوى ستنتج سياسة أكثر واقعية... - نعتقد أنناسنرى هجوما واسعا على الائتلاف بهدف الضغط عليه لاجباره على الموافقة على المشاركة في السلطة أو تهيئة الظروف المناسبة لتصحيح مساره ونعتقد أننا من هذا المنطلق فهمنا الهدف الرئيسي لانعقاد مؤتمر الاتحاد الديمقراطي في هذا الظرف بالذات .. وهذا له بحث سياسي خاص حتى لانطيل. موقفنا والمهام :- 1- نحن مع مقررات جنيف واحد أي مع الاتفاق على حكومة وطنية تحقق انتقال السلطة دون المشاركة بجنيف واعتبار الاتفاق على مقررات جنيف واحد اساسا للبدء بالانتقال إلى مرحلة جديدة من مراحل الثورة لها طبيعتها وأهدافها الأكثر تطورا . 2- نحن ضد تسليم السلاح الكيماوي لنرفع شعار سلاحنا لنا وليس للنظام 3- علينا المشاركة بأية تحالفات حقيقية تنسجم والتطورات والمهام التي ذكرناها 4- الاتصال السريع بالقوى الخارجة عن تأثير النظام والمجموعات الصامتة التي بدلت مواقفها بعد أن كشفت مواقف النظام الحقيقية . 5- نحن الآن مع الضغط من أجل وقف القتال واطلاق سراح معتقلي الثورة وعودة جميع السوريين إلى بلادهم وضمان حرية حركتهم ونشاطهم .والإعلان عن حق التظاهر والاعتصام في الساحات العامة كمقدمة لبحث جنيف حيث يستطيع الشعب أن يعلن عن موقفه من النظام واستمراره . من الأهمية بمكان بحث الواقع العربي وارتابطه بالمتغيرات وأيضا مؤتمر اتحاد الديمقراطيين السوريين ومهامنا في استمرار العمل على بناء تحالف بين القوى الديمقراطية تبقى منتصبة أمامنا .. وسنفرد لكل واحدة عرضا سياسيا خاصا بها وسنصدرهم بسرعة. مع تحياتنا دمشق في 11/10/2013 القيادة المركزية لهيئة الشيوعيين السوريين
08-أيار-2021
23-تشرين الأول-2013 | |
12-آب-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |