كلّما رعدتَ
و أبرقت في سمائي
تعاندك رياحي،
تضمر لك الخيبة،
تسوق غيومي بعيداً عنك نحو البحر
لتهطل فوق أمواجه رهاما،
أشرق بعدها بصحوٍ كسولٍ
أتمطى
بانتظار وميضك يتسلل إلي...
يمسح قذى قلبي بلعنة سحره.
**
إن لم تباغتني و أنا على حين سفري
و تسقط حزام عفتك
سأسقط من جيبك شرّ سقطة،
حقائبي محكمة الإغلاق منذ زمن،
وكل مفاتيحي معك،
أرجلي مقيدة بسلاسل الرحيل،
و أنت هناك تغازل إناث الريح بملء راحتك،
تنحت منها نايات لقصبك،
فلا تربك شوقي المسترسل بنهمٍ،
و لا تسرق آخر فردة من أحذيتي،
عربة الشعر على الضفة الأخرى تنتظرني
هلاّ وسّعت لي الطريق
لأرمي قصائدي المتلعثمة بك على قارعتها....
و دونكما أمضي....
**
لا شيء يوشك على الفرح في هذا الزمان الداعر،
و لا على مرمى ألف شهر و ألف حجر،
و أنا دونك أحدٌ غيري،لا شيء فيّ يشبهني،
نجمة باهتة بطريق يباب بلا قدمين.
نُفِخَ في الصور، لم يعد ثمة مخرج لي
إلا أن استجر ثانية ابتسامةٍ منك
حتى لو كانت صفراء ذئبية
مرسومة رغماً عنها و عنك،
لأسند عليها قامتي برفق،
و ليغمر الطوفان بعدها مساحة زمني
بنفسجاً مضرجاً بالحزن إلى آخر مداه....