الجدران تتكلم: عن كوافير نسائي, مطلوب آنسة للعمل, سمسم لتصليح عجلات السيارات,

اذكر الله, دكتور لعلاج الخصوبة.. ونحن نراهن الصمت على أن هذه القصاصات الجدارية لا تفتر تتحدث. عيوننا تبادلها ردًّا ما. لو أعرف لغة العيون المقهورة؟ بلغني عن القهر مدينة, تسقط ما زالت منذ توليها القلب المكسور, وتُبادلها الرسائل بينها وبين نفسها على قائمة حمامة طاهرة. تخشى الورق. سيتمزق كل شيء حتما, بعد نزول المطر. سيموت أحياء كي يُبعث موتى.

عني, أين هي؟ ذكرتِني تقولين: هي في الطبقات العليا. وأراها دومًا السحابة اللا مرئية, تتكثف كي تبكي. ربما هي بين الذاكرة وحدث مضى.

آخِر صورة فوتوغرافية لي بدوت فيها أحلم وبنظرة مميزة. ولا شكل يتحقق. لا أعرف أيتها العهود المنسوجة من ثقة. أعرف تلك التي تتحدثين عنها ولا ترينها. في القريب تُقطّع أحبال الغسيل ليظلّ الحبّ من طرف واحد وأبديّ. تحب الهواء الذي تجرّمه بتعليق القصص. لتتحرك مصائرها العرضة للسقوط في السقوط. تتعرّض للأسفل حيث الحلم النهاية. والنقاط الموزعة على طول الشرخ. نقاط نقاط في النهايات, تصلح خطّا أخيرًا لفمٍ يبدو صامتًا.

لم أنو الكتابة لكِ إلا لأن تأخذ حيزًا مهمًّا بعد اختفائي. كتابات الموتى المفعمة بالروح الآخرة. والملامح الكبيرة التي تتّحدد مع الغياب. يُفضي جميع الورق يا عهود كـ مبكى لصراعات فضولية ترحّب بثرثرة الآخرين عنهم. الفضول للعيون التي تضمها وتدمع. أخبرتكِ: سيتمزق كل شيء حتما, بعد نزول المطر.

المزعج حبيبتي في الحلم أننا ننتظر من عبر, من أقرّ بالرفض فراقا منمّقا. ووازانا ليتعرّف إلى منحنيات الطرق الأخرى. زارنا فقط يومًا ليعرف طريق الرحيل.

نحن بحاجة لمرآة فضاء تعكس طبقاتنا اللا مرئية, تصنع عيونًا لامعة لصورنا المطفأة فوق التراب. تسرّب المطر فقط لأشخاص الحكاية المفقودين. نحن المعلقون من طرف واحد.. نتجمّد مع انزلاقنا من بين الطبقات الوهمية. في شرخ المرآة والوجه..
ملمح واحد سيبدو. حينما نبرق كندفة ثلج بصحراء لا تذوب, سنتعرّف إلى نجاحنا بشكل أقرب. أننا بعثنا على الأسطح المفضّضة للبقاء. وأن أحياء المدينة بداخلنا ما زالوا يتبادلون الرسائل على قائمة حمامة لن يدنّسها الحبر .

كُتب لصديقتي عهود صالح, في:
15/6/2013