نقد / نحو رؤية جديدة لمفهوم الكتابة..الحّرة (النثر)
2006-04-09
/اعتماداً على نظرية ابن عربي/
تنويعاً على ممكنات قبول الذائقة، وصيرورتها، ضمن خط أدبي مشغول بهواجس الكتابة والتعبير، في انطباعات متفرقة، لأزمنة مختلفة، تحمل نكهة الحياة الخصبة، كمنتج فائق الجودة، وكترادف للذائقة، وإنشائية المادة، تحفل بمقدمات الأشياء وعمقها ودلالاتها، ونحن محملين بذائقة تبحث في أفقها الخاص، عن معنى للكتابة، ومبرر لممارسة الفعل النابض، وهو ملاحقة الحرف، تجزئة لمشهد القراءة و التلقي دون تأكيد.
إن انتماء الذائقة لنوع الخطاب السردي الأدبي، في خصوصيته المتاحة، وللخطاب الثقافي في بعده، واختطاط شروطه، برؤى متميزة خصبة، لبيئة المفاهيم المحورية، التي تمنح استرخاء للغة، يكشف لنا منظوراً مختلفاً يساهم بإعادة صياغة للعتبات النصية التي هي نوع من بوابة أحلامنا. فالفكرة تنطلق من مشهد ما أو موقف، و تتلاقح خلال مسارب الروح والثقافة، تتخمر ثم تنبثق كالولادة وهذا يشابه، أو هو توكيد لوجهة نظر الشيخ ابن عربي ( المعاني في إنتاج العلوم إنما هي مقدمتان تنكح أحداهما الأخرى بالمفرد الواحد الذي يتكرر فيما الرابط /العلاقة/ والنتيجة التي تصدر بينهما هي المطلوبة)./كتاب الفتوحات المكية/ من هنا وعلى ضوء النتيجة غير المحققة. تحيلنا العلاقة المحرمة التي يؤسسها ذلك التمازج بموجب مقدمتين إلى التساؤل الآتي:
هل يأخذنا ابن عربي إلى المنطق الصوري؟ ويحدد المقدمة من منطلق الاستدلال الذي هو استنساخ قضية، أو عدة قضايا بالضرورة، لوجود علاقة منطقية فيما بينها، وهذا الاستدلال لا يخرج عن كونه مقدمة لمقدمات أوسع ؟ أم أن ابن عربي يحيلنا إلى تقويض المعطى الدلالي بموجب فعل التماهي والتمازج،, والذي يستوجب بالضرورة/ مقدمتين / نمطين مختلفين جداً؟. مثال رضا بلال رجب
مثال: سقى ثراكِ الغمامُ الرائحُ الغادي فأنتِ قبلتي الأولى , وتوبادي
تميل النفس إلى تبني الرأي الثاني , لأن النتيجة ولادة . وهنا النتيجة ليست رهينة الاختلاف بل هي فاعلية الاختلاف داخل طقس المتعة /القراءة/ وضمن شرط التصادم والتجاذب بوصفه المشروع المعّبر عنه ضمنياً في الآخر .والذي هو نتيجة للمعنى الذي يشتكي دائماً حضوره المغّيب إلا في المفرد، على حد تعبير الإمام عبد القاهر الجرجاني في مقولته الشهيرة (ليس أدل على المعنى من مفرده. )
مثال:محمود درويش (ماحاجتي لأسميَّ بدونك ؟نادوني ,فأنا خلقتك عندما سميتني) الجدارية.
بناء على ما تقدم نستنتج أن النتيجة تفرض دائماً حضورها , وبالتالي هي دعوة إلى قراءة المغيّب الذي يفتقد الواحد , أي الاتحاد والتزاوج بين المعنى والمفرد بشكله الحالي – المؤقت.
مثال: يرتعش الهواء للحد الفاصل بيني وبين جرن الضوء / محراب محفور بأحرف ماء /وحدود الكون بعض سرك / وهذا يوجه إلى إرساء خطاب جديد, تتحد د مشروعيته من خلال الولوج إلى تحليل بنية القصيدة الحديثة /النص/ والتي لا تفتقر إلى المعطى الذي تبنته.
مثال : محمود درويش(وخذي القصيدة إن أردت .........فليس لي فيها سواك)
وهو بشكل خاص مختلف . لا ينقصه منهج أو أداة أو رؤيا, بل هو مركب نوعي يبني مشروعيته ضمن أبجديات القراءة. وله أدواته التي يحددها شكل النص المكتوب قبل فعل الخلق وبعده, وهي مجموعة من العلاقات التي تؤسس كيانها خارج النص وداخله، نتيجة الوجد المؤكد لمقدمتين لا يحدد مشروعيتهما إلاّ إطار المعطى التزاوجي /التبادلي./
والذي يسهم في بلورة رؤيا جديدة , سواء على مستوى اللغة , أو المنهج .أو الأسلوب البلاغي , أي المناخ الذي يصنع تراكيب طقوسها في ظل المحّرم أو الغائب، من خلال النظرية كما يرى ابن عربي: : مثال جابر خير بك سيلعقون دماء الكفر نازفة يوم الحساب ويسري السِّم في الدسم يحدد ابن عربي مقدمتين : المفرد الواحد والنتيجة , أي المطلوب ومدى توافقه مع الطقس الاتحادي حيث قراءة النص تتم ضمن متراكبات صورته , وهي حالة من إفساد العمل والكتابة من خلال التشويش على القارىء وإقلاقه في ظل زعزعة ثبات /صنمية الرؤيا المألوفة والمتوقعة/ في جنوح الشعر نحو النثر ...سوف تشب أعضائي على جميزة ويصب قلبي ماءه الأرضي في أحد الكواكب لنحاول إذا تحديد المطلوب كحاضر ووجود نوعي مغّيب من خلال انفصاله عن المفرد , والذي يأخذنا إلى تركيب لفظي يحدد مشروعيته بانفصاله عن النص. أي وحسب أبن عربي المفرد الواحد الذي يتكرر فيما الرابط هو التمازج أو التزاوج. مثال وهذا لا يعني الشيء الكثير من حيث أن أي وسيلة أخرى (قاموس مثلا) يستطيع أن يفرغ كيان المعنى لتصبح اللفظة كيانا لا ينفتح على ذاته إلا بقدر ما يحتل حيزاً داخل الصوت والحرف والنبر (الإلقاء من على منبر(
إذا النتيجة الأولى هو حضور مقنن , والقراءة هي الوسيلة الوحيدة التي تبطل حضور الغائب /المعنى دون الرابط وهو عند إبن عربي النكاح اللغوي/ ) وعلى دوحك الوريف رفعنا وملأنا الدنان شهداً وخمرا مثال :سليمان معروف إذاً كل الدلالات –وحسب ابن عربي – التي نكتسبها من الفعل الخارجي تفضي – بوجود القارئ الغير حيادي – إلى معنى محدد (قاموسي , اصطلاحي , ثقافي ) داخل جسد النص . وأحياناً تفرغه من دلالاته وتحيله إلى مجرد صوت يفتقر إلى لغته الخاصة به. والتي تساعد على الاستيعاب والتقبل , أي حصول الرضى وهو الغاية الخاصة من عناء القراءة مثال: :محمود درويش (خضراء أكتبها على نثر السنابل في كتاب الحقل , قوسها امتلاء شاحب فيها وفيّ) الجدارية تلك هي المسافة التي تتناسل فيها اللفظة لتعطي أفقاً آخر للغة , تستبيح المحرم وهي وليدته. فالكتابة هي المكاشفة التي تظهر ذاتها من/التداعي/
مثال : محمود درويش( أنا من يحدث نفسه :من أصغر الأشياء تولد أكبر الأفكار والإيقاع لا يأتي من الكلمات بل من وحدة الجسدين في ليل طويل..(وهذا يعني وجود سابق للفعل , أي القوة المغّيبة (حضور مقدمتين تؤسسان لظهور المعنى ) نتيجة فعله المغّيب فيهما , والمفرد الواحد , والرابط الذي يضفي على المقدمتين تشابهاً مطلقاً , واختلافاً مطلقاً . فنحن لا نستطيع تحديد أي من المقدمتين هي المفرد , وأي هي المعنى . هو الفاعل و المفعول به لأنهما جسّدا الرابط الذي يعطي لمشهدية التكرار حوار المتعة.
مثال :سيولد من لدن ساعديك شرود لكأنك انخطاف يعتريني حيث علينا ولوج النص كفعل حاضر لرؤية متغيرة في ذاتها ومن ذاتها والتي تربط لنا حدود الأجسام في انصهارها التام والمتواشج (جسد النص) , وهو واحد منقسم يعيش حدوداً تحملنا من خارج النص إلى داخله, حيث يلبي دخولنا انشطاراً إلى مستويين : مستوى يحقق الرؤية , ومستوى يحقق الغياب .
وهذه هي النتيجة الوليدة التي لا نعيها في النص _أعني هنا النص النثري _
بل ندركها بالحس في المكان المختلف والمشروط بمجازاته , حيث تغفل اللغة علاقاتها وتذعن لسلطة اللفظ, تشكّل وتتشكل من بنى تتصدع لاحتواء العبارة داخل حيز البوح.
مثال : محمود درويش (لم أولد لأعرف أنني سأموت , بل لأحب محتويات ظل الله )(سأصير يوماً ما أريد سأصير يوماً كرمة /فلعتصرني الصيف منذ الآن )العبارة أو الصورة هنا ،هي المكان الذي يوهمنا بالحركة والفعل داخل حيز سكوني وليد لجسدين هما: المعنى الواحد, والرابط المفرد الذي يقطع مسافة محددة سلفاً لحركة جاءت كمؤشر لحال الذات والمكان , الذي لا نعيه ولا نتحسسه , فقط يحملنا لشرفة الحلم ,وفي هذا إفساد للنَسبَ.
لهذا قلت سابقاً:إن التراكيب وهي التي تكون المادة النثرية بشكل من الأشكال إفساد لعمل الكتابة , أو توكيد لوجود غير مرئي (الغائب) وهو عجز عن تحديد الكل في الجزء في ظل الحالة ليتحدد بموجب طبيعة اللفظة التي تحيله إلى شكل مطلق , أوترده لمطلق تصور.
وهو وجود هلامي ينتظر التجسيد بموجد الألفاظ اللاحقة , حسب طبيعة التركيب الذي وظيفته حصر الحركة, وإنصاف الفكرة من خلال التطابق أو التوافق, أو الاختلاف الذي يحمل الكل على كينونة تلبي الانفتاح على المدى الذي ينهل منه الكاتب , ليرينا رؤاه بأبعادها المختلفة , رغم أن الجسد هو أساس الاختلاف في كيان الوظيفة الأدبية اللفظية في طور إنجاز عمل /حدث قائم/ خارج الإطار المحدد , والذي بدوره يحدد بناء بقية العلاقات التي تؤكد المعايشة الحية لغعل زمني أو مكاني أو معنوي , مؤسس لقيمة مستمدة من الملاحقة والتشخيص لحاله إبداع ما بواسطة المشهد داخل معطى الولادة (ولادة النص) وهذا يفيد فعل التماهي الذي يحتوي مستوى المقدمة الثانية /الرابط والعلاقة/ والتي هي كيانات لا تفتقر إلى دلالات : بل هي مجمل علاقات تربط المغّيب في إطار جسدي , وهو فعل فوق العلاقة . يكتنز وجوده ولايتحدد إلا في فعل تبادلي , يتحدد على ضوئه الوجود الذي يستحيل في المكان والحالة والجسد والزمان أيضاً إلى حيز يلغي كل المقاييس ويجّسدها داخل منطقه الكوني الخاص : أي النص كشرط إبداعي مثال : محمود درويش(من خطاي إلى مخيلتي ...أنا من كنت أو سأكون) هذه الإشكالية ليست وظيفة محددة سلفا لهدم صروح اللغة كمجموع ألفاظ وتعابير لها وظيفتها الخاصة بها , بل هي تشكيل وإعادة بناء اللفظ وفقاً لحاجة المبدع (الاشتقاق مثلاً).حيث يعجز المنطق الثابت للكلمة عن تلبية احتياجات الإبداع , ويؤسس لاستلاب غيابه بالمعنى . وفي هذه الحالة لا يلغي المبدع المكان .الزمان المفرد المحدد فقط , بل يسعى أحياناً إلى إعادة تشكيله كحالة تفيد الدهشة من حيث المعنى , واللفظ ,. والتركيب , والقدرة التي تمد هذه المفردات بتصور يفتقد دائماً إلى معنى لا يتحدد داخل أبجدية الممكن .
هي إذاً وتلك نتيجة ثانية . هي حركة مفترضة ترفض ثبات الحضور لمعنى مؤ طر . وتستدرجنا لخلق صياغات تتجلى بموجب المفرد والمعنى الذي يؤسس لفكرة جديدة بقياسات الرؤيا والمعنى (أي القراءة) , وعبر النظر والحواس والتي هي جزء من كل الفنون . لا بقياسات الترجمة السكونية , لتقوم تلك الحركة المفترضة بتأسيس بعد جديد في القراءة والتذوق.أي النثر
ليس الهدف مما سبق إرباك القارىء بتقنيات اللغة والصورة الشعرية أو بنيوية التراكيب بل هو سعي إلى ربط الفكرة بالمعنى بعيداً عن سرد الاختلاف أو المسافة . واقتراباً من محصلات الشعور ضمن تلك العلاقة المحّرمة (المفرد/المعنى) الغير تصالحي أو تفاوضي – هنا أسعى إلى إيجاد صيغة تعّبر عن مجمل الوقائع التي لا تتعجل برنامجها اللفظي أو الزماني كي لا تفسد مهمتها الملحة والمنسجمة مع واقع المادة الأدبية (النثر) , والتي يجب إنجازها بروية حتى لا يتحول الشكل إلى خطاب لفظي حماسي , بلاغي يحمل صفات الخطاب السياسي, بل هو الإلحاح والحاج لدخول عوالم المسكوت عنه من أحلامنا بالكلمات ... على اعتبار أن الحلم جنين الواقع واللفظة وليدته داخل جسد النص (أي الصورة) كونها قابلة للتأويل حين لا واقع حقيقي في الواقع
أنا شخصياً أؤمن أن الشعر ينبع من مساحات روحية شاسعة , وليس من قاع اللغة داخل صراع تخوضه مع اللفظ والفكرة مثال :محمود درويش(يأخذني الجمال إلى الجميل /وأحب حبك ,هكذا متحرراً من ذاته وصفاته وأنا بديلي) مجموعة انتيابات شعورية تخلق مفردة للاحتجاج والرضا للحزن أو للفرح فيلهث الحرف وراء الكلمة المعبرة والتي تمتلك نبض الدهشة المصابة بالخضرة دائماً هي جغرافيا حياة ماطرة في تشابك واتحاد جميل بين اللغة والشعور في لحظة معينة أحياناً ليس لها غاية للوصول ولا للمغادرة حالة تخفق في عاطفة تتأجج إن للذات كينونة /حياة,وللغة مثيلتها : بلا تعارض وتلك قيم متحولة وغير نهائية في تحصيل اليقين , والذي لا يصلح لئن يستخدم مقدمة قياس لمقدمتين /ابن عربي /. فالمقدمة كلية لا جزئية عليها أن تخدم أهدافاً واسعة بما فيها من تضاد مزعوم ينشأ عنه فن الكتابة أي كتابة , والنثر مثالنا هنا على ذلك . إنَّ النثَر مادة فنيه , أداتها اللغة وخصائصها اللفظ والمعاني ,أي هو فن تطابق اللفظ المناسب للصورة المحتملة والجملة دون أن تبدو متهافتة أو متكلفة , وهذا يعني شكل خاص له ضوابط ومقاييس تنبع من داخله للتعبير عنه , وسيلته اللغة وخصائصه اللفظ دون تعارض بينهما .لأن الكتابة جسر تواصل مع الحياة ونحن والآخر وليس من حقنا أن نصادر أحداً أوأن نصدر له فكرتنا على إنها منجزة وكاملة..فلا نضع حكماً عاماً للكل .
08-أيار-2021
03-أيلول-2006 | |
17-تموز-2006 | |
28-أيار-2006 | |
10-نيسان-2006 | |
10-نيسان-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |