ختان القلوب
خاص ألف
2013-11-20
يركضون وراء بعضهم ممسكين بأطراف ملابسهم وكأنهم في حلبة سيرك واسعة، واسعة اسمها وطن !
كلهم مهرجون بمساحيقَ حمراء فقط !
على وجوههم .. صدورهم .. ظهورهم ! يمسحون دموعَ بعضهم البعضَ بمناديلَ حزينة !
ويهرولون أمام جماهير الكون قاطبةً؛
على شاشات التلفزة الصغيرة
الكبيرة المسطّحة ... أجسادهم ثلاثية الأبعادِ وكذلك ظلالهم ! بين الحطبِ المبتور، المرمي بين الجثثِ ودهشة الطرقات وجذوات الأنفاس !
وحدهم ...
وحدهم من ينتمون إلى السواد الآن، رغم أنهم ملوك اللون الأحمر ودهاقنتهُ في هذا القرن .
وحدهم من تحيض السماء عليهم مطراً أحمر
ثلجاً أحمر
موتاً أحمر !
ليسوا أحفادَ الأنبياء ولا مريدي الأقطاب والبهاليل وأصحاب الحكمةِ والتصوّف !
هم أنبياء هذا العصر ...
لكلٍّ سوريٍ معجزتهُ !
لكل طفلٍ معجزة
لكل أم ٍ معجزة ... لكل بيتٍ معجزات وحِكمٌ .. ووحي !
لكلٍ فردٍ شعبهُ يتبعه إلى المعجزة .. إلى الساحات يرونه يشقُ صدرَ القذيفة بإصبعه ِ الصغيرة !
ويطحن شظاياها بصبر عينيهِ ونبضه ِ !
وآخرٌ يمشي كالكهل بين القذائف.. يداه وراء ظهرهِ، بخفين من صبّـار ٍ وثقة !
وغيره يقفُ على حافة الوطنِ فوق تلال الجثثِ ... أبناؤهُ .. أطفالهُ .. أمّه .. إخوانه وأولاد أعمامه .. أصدقاؤه كلهم يرقون بهِ بكفوفهم كي يلمسَ آخرَ خطٍ في السماء السابعة ... كي يلمسَ السؤال !.
ينحدرون من سلالة الصبرِ والإقدام ..
من حدّ السكين وألم القرابين وضحايا الحقب والأديان والحروب وخطاياها المقصودة !
أسماؤهم مدونة ٌ بين السطور ...
في دفاتر الغيب توزعها الملائكة فيما بينهم كي يحفظوا محنتهم في القلوب !
ويحتفظوا بالصمتِ كلون الممحاةِ .
***
لكلِ سوري قلبان ...
قلبٌ للدفء .. للحبِ .. للحياة .. للعطاء .. للحنان .. للتذكر .. للتفكّـر .. للابتهال والمناجاة .. للهواء والشمس ...
وقلبٌ مختونٌ مذ بدء الخليقة ... بلا شرايين .. على الجهةِ اليمنى أسفلَ صدره !
للصبر .. للبكاء .. للدهشة ِ .. للصراخ ... للرحيل .. للعويل .. للموت .. للّهاث .. للتكلم عن الخراب .. لليباب .. للسواد والدمِ .. ولدفن ذكريات الأحبة والأبناء ... للقبور الجماعية والمجازر .. للرصاص والقنابل .. للتشرد والبرد والجوع .. للنحيب والبكم والصمم والانكسار ...
واليدُ الخالقة تختنهُ ... ويتباهى الخالق بالمخلوق أمام ملائكتهِ ....
أنا من صنعَ المصنوع
وصنعَ دربه المبهمة بين يديّ أتباعي .... الطغاة .. هم ولاةُ الأمور عليكم
كما أنا سيدكم !.
/ ولم تنتهِ الأحجيةُ ... قلوبٌ مختونة ... بشرايين مكويّــة
ممهورة بمديةِ الإلهِ وأتباعهِ على الأرض ! .
سؤال :
ــ لمَ لم تعبّــر عن قدرتكَ وحدكَ دون ضجيج ٍ ويباب ؟!
***
جوابٌ ليس أحمقَ من أحمق يُفكّــر :
الأنبياء .... هم بلاءُ هذا الكون ! .
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |