هوجة عرب.. هذه هي الثورة السورية..
خاص ألف
2013-11-23
في مراجعة سريعة لأركان النظام الحاكم اليوم، ومنذ انطلاق الثورة، يشي بأن اختايارته تضيق، وأنه يضطر للاعتماد على أشخاص غير مؤهلين للحديث باسمه والتعبير عن مواقفه فمن وليد المعلم، وصولا إلى بثينة شعبان يؤكد لنا ذلك. وهذا يعني أن النظام عمليا منهار، وأن إسرائيل الغرب وأمريكا يصنعون له أرجلا من قصب ليستطيع الاستمرار في الوقوف والحركة، رغبة منهم في فرض شروطهم التفاوضية على الطرفين حتى لا تصل سورية إلى دولة ديمقراطية حقيقية تستطيع أن تكون في طليعة الدول الديمقراطية في العالم. وقد كادت أن تكون بعد الاستقلال لولا الجواسيس الدين تركتهم فرنسا داخل الجيش السوري ليقوموا بتخريب أية حالة ديمقراطية صحية ومعافاة في سوريا. ووقد نجحوا في ذلك فيما كانت تلك الدول تحضر ضابطا صغيرا اسمه حافظ أسد ليكون حاكما طويل الأمد لسورية وحتى لا يكون ثمة أمل بقيام الديمقراطية في سورية التي تخيف ديمقراطيتها إسرائيل أكثر من أية دولة أخرى.
الثورة كان يمكن أن تنهي حكم بشار الأسد في الأشهر الثلاث الأولى، وما جعله قادرا على الاستمرار هو ألاعيب الدول الكبرى المفضوحة في توزيع أدوار الانتصارات ففيما يحقق المسلحون سيطرة هنا حتى يقصرون عليها في السلاح ليصبح النظام هو الأقوى في منطقة أخرى. ثم لمزيد من خلط الأوراق ابتكروا داعش والنصرة كمصدر داعم للنظام. ولو تيسر للمقاومة المسلحة مصدر سلاح دائم ومستمر وداعم حقيقي مؤمن بسورية الجديدة لانتهى النظام منذ أمد بعيد.
لا ديمقراطية في سوريا.. قرار إسرائيلي مدعوم غربيا وأمريكيا، فسورية خطر حقيقي على ديمقراطية إسرائيل، التي تدعي أنها الديمقراطية المثالية التي تقتل الفلسطينين حيثما وجدوا وفي الوقت الذي تريد، مدعية أنها صاحبة حق ديمقراطي في ذلك. وجود دولة ديمقراطية علمانية في سورية يشكل خطرا كبيرا عليها ولهذا كان إجهاضه واجبا على الغرب وأمريكا حماتها ورعاتها.
ليس الخطر، خطر ديمقراطية سورية، محدق بإسرائيل وأمنها فقط، بل هو مضر ومفسد على حكام كل الدول العربية المشرقية المحيطة بها، فلا العراق تؤيده ولا المملكة السعودية ودول الخليج ترحب به، ولا الأردن .. وجميع هذه الدول حليفة ومقربة من أمريكا وحلفائها وعلى هذا الأساس لا أمل لنجاح الثورة بحيث تحقق هدفها الرئيس وهو قيام دولة ديمقراطية علمانية تعتمد التعددية واحترام حقوق الانسان والأقليات ومشاركتهم في الحكم على أساس انتخابات نزيهة تعتمد على دستور مكتوب بدقة عالية ويحمي حقوق الجميع.
هوجة عرب.. هذه هي الثورة السورية.. فلو رافق هذه الهوجة فكر منظم وراق وواع لما يحيط به لاختلف الأمر، ولكن خمسين سنة من حكم أخطر جاسوس لإسرائيل في المنطقة وأعني به حافظ الأسد واستمراره بخلفه بشار كان كفيلا بالقضاء على وجود أي مفكر يمكن أن يكون قائدا فكريا للثورة وموجها لها واحميا لها من ذلات أودت بها إلى ما نحن عليه الآن. لهذا ولدت الثورة ميتة، ولدت دون أن يكون لها رعاة عارفين ببواطن الأمور ومن نصب نفسه قائدا سيايا لم يكن على مستوى المسؤولية، وإذا كان ثمة من شارك وبفعالية كبيرة في إجهاض هذه الثورة هو المجلس الوطني ومن بعده الإئتلاف.
قصص كثيرة يتناقلها الرواة العارفون ببواطن الأمور بما يجري خلف كواليس هذين التشكيلين ومن يدور في فلكهما، فضائح مالية سيكشف عنها يوما أو قد تطمر تحت التراب بفعل فاعل. حسب ما يمكن أن تتوجه مسيرة الثورة, فنحن بحاجة إلى تصحيح مثار الثورة، وهذا من المستحيلات، فقد تجذر العفن، وقويت ينابيع الفساد وصار من غير الممكن تصحيح المسار.
ماالحل إذا؟؟؟؟
برأيي الحل هو بالذهاب إلى جينيف والقبول بالحد الأدنى من الحلول التي ترتضيها الدول الكبرى لهذا الشعب، وإعادة الأمن ووالاستقرار بأي شكل من الأشكال وإعادة بناء سورية حديثة مختلفة.. سورية تؤسس ببطء لمدنية مختلفة ولثقافة مختلفة ولفلسفة مختلفة ولقيادات واعية والبدء من جديد. لا بد من وجود مفكر أو مجموعة مفكرين يجدون حلولا لسورية المستقبل، ولا بد من وجود أطراف من جميع الطوائف ترتضي بالمصالحة الأبدية بينهم، على أساس أن هذا الوطن للجميع، ويتعامل أطرافه ومواطنيهم كما يتعامل أبناء العاصمة، لهم ذات الحقوق وذات الامكانيات المالية وذات الحقوق في التنمية. ليس ضروريا أن تكون في العاصمة لتصبح إنسانا، فأنت أنسان في آخر بقعة في الصحراء السورية، وفي وادي الفرات، وفي أقصى مكان متاخم للحدود التي تحد سورية.. يجب أن يشعر المقيم هناك بأنه مقيم في دمشق لديه الخدمات نفسها والإمكانات نفسها, في مثل هذه البيئة يمكن أن ينشأ مفكرون ليجدوا حلولا جذرية لكل شيء.
إذا المفاوضات لايجب أن تتركز على بقاء أحد في الحكم أو على ذهاب أحد، من يبقى في الحكم يجب أن يلتزم بمجموعة من الشروط تلزمه بها قوانين ترعاها دول محايدة وتراقبها عن كثب وفي حال الإخلال بها توضع عقوبات ما..
لن استمر لأنني أعتقد أنني أحلم بمدينة فاضلة لن تكون.. ولكني مصر إلى أن هذا هو الحل الأمثل والذي سيصيب مقتلا لكل من يتآمرون على سورة.
ولكن أين تجد مثل هؤلاء الأبطال الذين سيجلسون على طاولة مفاوضات ليملوا شروطا لا أحد يستطيع رفضها.. وتكون شروطا ملزمة لجميع الأطراف. سؤال محير في الحقيقة.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |