ما أقسى الصمت في حضرة الحب
أفين أبراهيم
خاص ألف
2013-11-24
ما أقسى الصمت في حضرة الحب عندما تفصلني عنك قارة من الأجنجة الواسعة وساعة رملية تحاول أن ترفع صحراء نخيلك الذي يبتلعني على عجل...ايها الرجل المنفى ...أيها البحر المنفى يامن اغرق مراكبي وحول اشرعتي من امراة بريشة واحدة الى نورس ابيض وحيد... أنه مداك ..مداك الذي يرسمني بخاراً على نافذة نفسك المتقطع ...بحق قلبك الأخضر ابعد شفتيك ...دعني ارسمك كما اشاء فما اقسى أن يكون لك ذراعين مختلفتين بطول الحلم ..أصدقاء آخرين وفراش آخر ...صباح أخر يشد اوراقك يغتصب روحك في شهقة ونصف نفس...اللعنة ..كل اللعنة على أظافري القصيرة عندما تمضغها الشراشف السوداء وهي تبتسم حد البكاء ... أهب كغبار ينزف بالنوافذ المفتوحة على عين الوجد والحنين ....أهب بكل قلوب التراب فتنتفض ممالك المطر الفاجر وتغدو الأغاني صوت معصوب على ظهر نرد عنيد...تباً للنرد الذي لا يقلبني على ظهري ....يهز أصابعي ويعود بجثتي الباردة ..يرش أنهارك في جسدي بدل الدم خضارا وياسمين ...أتأرجح ...أتأرجح ..أطير ...أطير....ولا اسقط على كفك الصغير... أهب ....
**
ذات مساء ...
ستقدم نصف قلبك لامرأة غريبة ....
امرأة لا تعرف من روحك سوى الشعر ...
ومن وجهك سوى الشفاه اليابسة ...
ستدعوها للرقص مع ظلك النائم...
ستلف خصرها النحيل جداً ....
و تقتفي رائحة عطري في عنقها ....
ستخدعك العتمة...
و للحظة واحدة لا اكثر ...
سيخيل لك أنها أنا ...
وعند زاوية وقت تسرب من جيوبك المثقوبة ...
تماماً عند تلك الفجوة التي ملأتها لك يوما بأزرار المطر ...
ستفتح عيناك الواسعتان....
ستراني أنا...
شاحبة كشمعة ... منطفئة تماماً كهذا الليل ...
سأكبر عندها عشرين شجرة ....
وستبيض ضفائري الغريبة لأخر مرة...
سأطلق زفرتي اليتيمة ......
واحتفظ بك طفلاً....
يُقلب أوراق شيخوختي المبكرة ...
ستحزن طويلاً كهذا الوطن ...
وقبل أن تنتهي الأغنية ...
ستغمض عيناك ثانية...
ستشد خصرها النحيل وتضحك..
ثم تبكي على صدرها ...