خذني إلى المقبرة في الوقت الذي تذبل فيه الزهور البرية لضفاف بحيرة خضراء حيث يرمي الأطفال الحجارة تستيقظ الأسماك من رقادها الطويل تفتح شفاهها تغرق في الضوء
خذني للبقعة التي ترمي إليها النساء الحزينات أعمارهن الفانية تخبئ الفتيات أثداءهن الصغيرة بكفوف الملائكة قبل أن تتحول لشياطين عاجزة في الروح
خذني إلى المقبرة سيخاف زوجي من تقبيلي كي لا يصيبه الوباء سيبكي أولادي بعيون ناشفة ثم يضحكون
خذني إلى المقبرة السكين الوحيد الحاد الذي لا يجرح قلبي فضي الفراشة التي تستلقي في الدرج بجانب السكين رمادية لا أدري كيف تستطيع النساء طهي قلوبهن وضعها في صحون ملونة كل مساء جسدي خفيف معنى اسمي وحده الثقيل يجعلني أطير في الأحلام أرمي بجثتي من على قمة جبل عال أستيقظ بدفعة من يد زوجي تهز جناحًا يحتضر تحت الوسادة تهز جمالًا غير مرئي نام وحيدًا الليلة الماضية جمالًا تلألأ طويلًا خلف النافذة لمع كالحب ارتعش ثم اختفى مع الهواء ثانية
آآآه خذني إلى المقبرة العالم يموت وأنا لا أريد الاختناق من قلة الأوكسجين أود الموت بكلمة لم يقلها لي أبي قبل أن يرحل بجرعة جمال غير محتملة برجفة مرعبة تسكت بعدها كل الوحوش التي تسكن جوفي بساعة تأخذني إلى الوراء ثلاثين عامًا في غرفة ترابية دافئة بالقرب من مدفئة أفتح نافذتها الصغيرة أرسم قلبًا كبيرًا على رمادها الأسود يشعلها كائن ما بعدي يتقد قلبه ولا يشعر أنه غريب
خذني ولا تضع الورود على التراب العالم يموت وأنا لا أريد لا أريد أن يخاف مني أحد أن يحزن بسبب وردة ذابلة بحب هذه المرة، بحب أيها الموت الرقيق
خذني إلى المقبرة قبلني بعدها إن رغبت أو اقتلني عوضًا عنهم جميعًا ثم ابكِ إبكِ بحرقة، فزوجي زوجي الطيب لم يقبلني خشية الوباء وأطفالي أطفالي الذين أحببتهم أكثر من روحي بكوا بعيون ناشفة
(11/8/2020)
*شاعرة سورية كردية تقيم في هيوستن/ الولايات المتحدة.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...