خذها حافية وإزرع الأرض تحت قدميها بالنجوم
خذها كما الوقت شفافة خالية من الذكريات وكالماء

كالمطر إذا ما انهمر سقى الجميع

أيها الرجل الجميل

إذا ما فكرت بأخذها

أياك ان تقترب منها وهي عمياء

خذها مبصرة كجثة اخترقتها آلاف الطلقات

ثم سبح

سبح بجمالها وتأمل النور يتسلل من ثقوبها كالمصابيح

خذها عارية كالحزن

خفيفة كالموت

صافية كزجاج النوافذ المهجورة

وارسم على جسدها الينابيع والبساتين

خذها يائسة كالريح

مأخوذة بأنينها الضائع في ملكوت الرب

بألمها المتهالك على أسطح البيوت الترابية

بفرحها الذي يهز زهرة عباد شمس تنظر للمغيب

ببقع من السماء تنام واقفة في عيون عشاقها العاجزين

بحب يتمناه

يتمناه ويخاف منه الجميع

خذها كالشوارع فارغة

من خلف النوافذ العالية

النوافذ المفتوحة على جسد نساء يبعن رغباتهن لرجال يشترون شهوتهم مقابل قبلة حقيقية وبضعة دولارات

خذها ممتلئة بالأجراس والفرح والحنين

مرتبكة بكونها

عالقة بين الضوء والطين

ثم عانقها

عانقها طويلا كالنسيم

خذها مخيفة كخيالاتك

هشة كحبك

قوية كحقيقة لم تستطع يوما لمسها لأنك صلب من الخارج

من الداخل ضعيف

خذها من أسنان الشتاء

في لهفة الربيع

خلف ضجر الصيف

من عيون أطفال يبيعون جرائد تخبئ بين سطورها تواريخ انكساراتك

واتركها

اتركها في الخريف تسقط على الأرض تنادي جسدها

حتى إذا ما جاء المساء

لمعت عيون العصافير نسيت قلبها

نسيته والجرح على الأرض وطارت لتدور

لتدور في الهواء من جديد

آآآه أيها الأحمق خذها

خذها حافية كالأساطير

إزرع الأرض تحت قدميها بالنجوم

كالوقت شفافة

خالية من الذكريات

وكالمطر إذا ما انهمر فاضت

فاضت لتسقي الجميع..

(أيلول/ سبتمبر 2020)



*شاعرة كردية تقيم في هيوستن/الولايات المتحدة.