بعد ذلك.
خاص ألف
2013-11-26
ليست النهاية. يمر المغرب الذي كان يمرّ بالأمس كوقت مهاتفتك, لتقدّم لي منجزاتك اليومية شفهيا. ثم أُسلمك أيامي غدا ترتب أجنداتها بخطواتك وأنفاسك. على طبيعتك يأتي الشارع أراقب آخرَه. ينزل المطر دوما في نفس الاتجاه. ذات البلل الذي كان يغرقني في حال فراق رمزيّ. أبكي. لم يتغير شيء غير أنّ الوقت شاب, وقد تأخرت. ذات الجسد يحمل ذات القلب, وذات القلب يحملك. غير أنك مثقل بالغياب. الحمى هي الأنسب للشتاء. صقيع في الورق لستَ تعرفه. وحرارة الحبر. الأبواب التي لم تدخل منها, خرجْتَ. والكلمات التي ادخرتَها للوح المحفوظ. كل حبّ عندك بمقدار فاسد. ترتيبي للبيت دون مواعيد. الثالثة عصرًا, الثالثة فجرًا, الثالثة عصرًا في اليوم التالي. لم يتوقف شيء عند تقلّصك. لم يتضاءل. تضخّم الوجع بعروق المماشي. بعدَك, أصبح من الشحيح إتياني الشعر. صار يزورني بحضن من همس دافئ. بمقتطفات من كل المشاهد, يخلط ألوانها ويرسم صورتك حزينا. فأتحاشى النظر في عينيه كي لا أصفك. وأسكب الأغطية فوق كل مرايا المنزل, كلما تذكرتُ خوفك كتابتي. استطال قليلا فقط. لم ينو عزلة الضوء عن الظلام هذا العمر. خلط ليلي بالنهار فقط. موجات من الأيام تمتزج, ليكون الزمن دون فصل. لم تكن النهاية, هتافاتهم ما زالت في الساحات. ووطن لم يُغلق على قلوبهم حضنه. أحداث كثيرة تسافر. ولا تعود بك. وما زلتُ أصنع قراطيسَ من طبق الكريمة بإصبعي. متأكدة من أنك تمد يدك الآن نائما في وسائل المواصلات. تشقّ عينا صغيرة في وجهك لتلمح جزمتي. أشياء لم تكن متاحة. وما زالت كذلك. صوتي الذي أعيره آخرين. بسماتي التي تركض من وجهي للشجن. فراشاتي اللاتي لم ألبث التعرف عليهن. رحلتي القلقة التي أبقي لك فيها رفوفا لكلامك وعطرا لمجيئك, آثرتُ فيها أن أبتاع "الحب في زمن الكوليرا", على شراء "كردان" نحاسي بذات الثمن الرديء. لم أعد مثقفة بالشكل الذي يثير تشتتك. وحنان أصابعك القصيرة الممتلئة, كحارسة أمن ليدي. تقبض على قلبي فيها. لم أدر أن الروح كانت تخرج من عروات الجلابيب. وأنك إليّ في الليلة الأخيرة كنت تشبه الأعوام. وأنا أعيش. كنتُ سيئة نعم, تطوّق أشجاري طرقك. وساذجة بهذا الأمان الذي تهبه ريح لعشّ. توقفتُ. لأنك كنتَ تشتريني بما جمعّتك في حصالة حلمي. توقفتُ. لأن القمر الوحيد في الصورة خلفنا فتن على الليل الكثير. ولأنك أهملت إبدال إطار نظارتك شبه الصدئ بعيني. وفي تناحلٍ دائم.... اختفيتَ, أو عَلِقت في الغيم بينما وهطلت ماء على الأرض, بينما كنا نطير في الحب. لم أعد أراك. بل أعد.. وأنا أتأمل كل شيء وأصر أنها ليست النهاية. كل شيء هنا, إلا أنت. وأنا بك. إلا الجميع بدونك. إلا الطريق في قلبي الطينيّ بأثر غائر. لا تسوّيه الريح. ينفخ فيه الوجع..... إلا الحرائق من أوّل التأويل إلى نفاد الصبر.. لأني لم أعد حنونة. وأصنعك من ثلج وأبكيك. لأني مكسورة لن أبكي على مائك المسكوب. فهذا قدر. والنهاية لا تكون جُملة. أقشّر اعتيادي لأظهر بسرّ جديد. وأظل أضحك وأضحك......... أليست العبرة بمن يضحك في النهاية؟؟ وأول إطفائي المصباح, سيصفق لصوصك فرحي ويقولون: كم أنت ممثلة بارعة! 18/11/2013
08-أيار-2021
09-تشرين الثاني-2014 | |
01-تشرين الثاني-2014 | |
26-تشرين الأول-2014 | |
19-تشرين الأول-2014 | |
08-تشرين الأول-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |