أمد يدي إلى الفراغ

من خلف تلك الطاولة

أرتب دفاتري الضائعة

أجلب الممحاة الرّطبة

وأتذكر طفولتي التي ماتت منذ زمن .

أستعير قميص جارتي

أحلم بعرسي الذي لم يأتِِ بعد

وأضحك كمهرجٍ في ساحات دِمَشق .

أظهرُ للأطفال

كم أني سعيدُ بوجودهم

وأبكي على ما بقيَّ مني ومنهم .

أتأسف بين نفسي وبينهم

لم يبق شيئاً مني ومنهم

غير بياض قلوبهم

والحزن الذي يملأ عيونهم .

لم يبق مني ومنهم

سوى البراءة والأمل

وذاك الثلج الذي يقتلهم .

أنا الخُبث الذي أسكنهم

لم يبق مني سوى أصابعي

" أداة الجريمة "

أنا الشيطان الرجيم

وهم الآية الفُلانية .

أنا الحطب

ولم يبق مني

سوى الرماد .

أنا المدفأة الثقيلة

التي قُرب الجدار

تركت لهم البرد .

أنا النهر الذي يجري

وهم الغرقى الذين لا يجيدون السباحة

تركتُ لهم الغوص في الندم .

أنا حُزني

أكبر مني

أنا ذو العشرينِ خريفاُ

أقل أو أكثر ...

أملكُ أوراقاً لم تنج من السقوط

ووطنُ كالماء تبخر .

أنا الذي ولدتُ في يومٍ نستهُ أمي

وندمَ عليهِ أبي بعد عشرينِ عاماً .

أنا الذي ,

أنا الذي ...

ابتسم للمارة الخائبين

وأبحث عن اسمي

بين قوائم الموتى .

فعُذراً أيها القارئ

أنا آخرُ كُرديُ

تعلمَ العربية .

جوان سوز

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنطاكيّة 21 . 12 . 2013