(على الهامش : ـ ما يشبه المذكرات ـ إلى أنثى الشعر)
* جوان سوز
(1)
أنا عشيقكِ التائه جداً والذي لن يتزوجكِ أبداً
وصديقكِ الذي لا يستطيع أن يصل إليكِ
ـ أيتها الصبيّة التي تجاوزتْ الأربعين ـ
أنا طفلكِ الضائع
ـ دونكِ طبعاً ـ
وإلهكِ في الحبُّ
سرقتُ من أجلكِ
كل أسماء الله الحُسنى
ودونت القرآن مجدداً
كما تريدين أنتِ
ـ كما يليق بكِ ـ
وكما يحلو لي .
(2)
أنا عشيقكِ التائه جداً
والذي قد يتزوج سواكِ
وهو يسير وحيداً
في ذاك النفق المظلم
في ليلة عرسهِ .
(3)
أنا حبيبكِ التائه جداً
نسيتُ رسائل أمي من أجلكِ
وكتبت على ظروف رسائلي إليكِ
الاسم الأخير من أسمائي
كي لا يعرفكِ أحدٌ من الناس .
(4)
أنا حبيبكِ التائه جداً
والذي يتمنى دائماً
لو أنّه قطعةً خشبيّة صغيرة
من باب داركِ الذي كنت ومازلت
ــ جثةً قديمة , أمامه ـ
تشمينَ رائحتها العفنة منذ سنين .
(5)
أنا حبيبكِ التائه جداً
والذي لن يقدم لكِ شيئاً في هذا المكان
سوى أن يترك إعجابه على صورتكِ الشخصيّة قبل الجميع
أيتها الصبيّة التي تجاوزتْ الأربعين .
(6)
أنا دميّة صغيرة جداً , تحبُّ دائماً أن تبقى
بين يديكِ على السرير .
(7)
أنا حبيبكِ التائه جداً
الذي يستمتع بالموت في انتظاركِ
والذي يكره غياب الشمس كرحيلكِ
أيتها الصبيّة التي تجاوزتْ الأربعين
آهٍ لو أستطيع أن أنتظر من أجلكِ
سبع دقائق أخرى من عمري ,
آه لو أستطيع , أن أقلب خيوط الذاكرة كبيوت العنكبوت
وأصنع من الليل نهاراً من وجهكِ .
(8)
آهٍ لو أستطيع أن أفعل كلَّ هذا
ـ فقط من أجلكِ ـ
كي أتغلب على فارق التوقيت
بيني وبينكِ
أيتها الصبيّة التي تجاوزتْ الأربعينْ
أنتِ الحُبّ وأنا شهيدكِ الحيّ
منحتُكِ قلة نومي .
(9)
أنا حبيبكِ التائه جداً
وسكة قطارٍ تدوسها المسافة
كلما تأخرتِ عني عند الصباح
حين تطير عصفورتان من صدركِ
إلى سماء بعيدة ـ لن تصل إليها يدي ـ
حين أطلُ عليكِ , وحين اسقط كقذيفة
في شارع بيتكِ
دون أن تصيبكِ .
(10)
أيتها الصبيّة التي تجاوزتْ الأربعين
تلك التي تركتْ قبلة واحدة لي وللرصيف
والشارع وكذلك الطريق والشمس أيضاً .
(11)
أيتها الصبيّة التي تجاوزتْ الأربعين
تلك التي اعتادت أن تقبّلَ الغياب
من أجل كلِّ هذه الأشياء
التي لم تعد في بالي .
(12)
تلك التي وعدتني مرة واحدة أن تأتِ
وغابَتْ مراتٍ ومرات
ثم مرة أخرى
كانت واحدة أيضاً
أحبتني !
فخانَتْ لأولِ مرة
وعادتْ بكلِّ هذهِ الأشياء , ذات مرةٍ أيضاً
تلك الصبيّة التي تجاوزتْ الأربعين
ـ ولم أكُن موجوداً ـ .
(13)
أنا حبيبكِ التائه جداً
والذي يسألكِ اليوم :
ـ ترى بعد الآن ـ مَنْ سيراكِ سواي !؟
ومن سيصدقُ أنّكِ مازلتِ صبيّة
وقد تجاوزتِ الأربعينْ !؟
أيتها الصبيّة التي انتحرت في يدها
كل الساعات السويسرية .
(14)
أنا حبيبكِ التائه جداً
والذي أغلقت كل الأبواب في وجههِ
أيتها الصبية التي تجاوزت الأربعين
الآن أبكي مرة أخرى
وأقول : إنَّ الصوفيَّ
قد غشّني عمراً كاملاً
قبل أن أسمع صوتكِ .
(15)
ـ أيتها الصبيّة التي تجاوزتْ الأربعينْ ـ
كان هاتفي سعيدٌ جداً لأول مرة منذ سنتين
وكذلك أذني التي كانت تصغي إلى جمالكِ
ويدي التي حملت الكثير من الكلمات إليكِ
وأصابعي أيضاً , قبل آذان الفجر .
(16)
أنا الجنيُّ الذي تكلّمَ معكِ قبيل لحظات
ـ أيتها الصبيّة التي تجاوزتْ الأربعين ـ
الآن أبكي مرة أخرى, من جديد
وأطلب من أصابعي الطويلة جداً
أن تقصَّ أظافر الوقت قليلاً
من الثالثة بعد منتصف الليل
حتى التاسعة في الغد القريب .
(17)
أيتها الصبيّة التي تجاوزتْ الأربعين
ـ أنا أتعسُ رجل لا ينام في انتظاركِ
ويتوسل من النعاس أن يبتعد عن طريقه من أجلكِ
آلاف الكيلومترات , كالأوهام التي بيننا تماماً .
(18)
ـ أيتها الصبيّة التي تجاوزتْ الأربعينْ ـ
أنا لم أتجاوز بعد , خصلةً واحدة من شعركِ .
(19)
أيتها الصبيّة التي تجاوزت الأربعين
ليس من حقي أن أسمع صوتكِ
في انتظار العدم واللاشيء
في انتظاركِ أيضاً
أشعرُ الآن بالندم
لأنّي صدقتُكِ أكثر مما ينبغي أن أصدق .
(20)
ـ أيتها الصبيّة التي تجاوزتْ الأربعين ـ
لقد اتصلت بالفندق مراتٍ عديدة اليوم وسألتهم عنكِ كثيراً ,
أخبرتهم أنّك شريكتي ـ في الحزن وحده ـ لا في شيءٍ آخر ـ
وقلتُ لهم اسمكِ الجميل , (أنثى الشعر)
الذي مرَّ في كل مذكراتي (المؤلمة في كلِّ الأحوال)
لأنّي لم أعرفكِ سوى في دقائق الألم , حين كنت ذاك القتيل الذي يعيش
بين بيوت النحل في تابوت خشبي لن يحمله أحد , لا أنتِ ولا سواكِ .
(21)
أيتها الصبيّة التي تجاوزتْ الأربعين
ـ لقد عجز كل الموظفين من أجلي ـ
وهم يبحثون لي عن رقم غرفتكِ .
(22)
ـ أيتها الصبيّة التي تجاوزتْ الأربعينْ ـ
إنّها قصيدتي الأولى لكِ , وهديتي الأخيرة :
كثيرٌ من الموت ـ قليلٌ من الحياة ـ
(أيتها الصبيّة التي تجاوزتْ الأربعينْ) .