حينَ صرتِ في سوريا (إلى هديل المقت , حتى الطرق تغيّر اتجاهاتها وأنتِ تسيرين بها)
في الصين
صنعوا قلباً يشبه قلبكِ
وفي اليابان
التقطوا صورةً كبيرة لوجهكِ
بأضخم الكاميرات الفوتوغرافية
وفي كوريا الجنوبيّة
سجّلوا صوتكِ
وفي الشمالية
كانوا يسمعونكِ
وفي بلاد السند والهند
أخذوا خصلةً طويلة من شعركِ
حتى صارت سجادة صلاةٍ
/ في بلادهم /
انحنوا أمامكِ
وفي سويسرا
عضَّ الناس أياديهم
كي يصنعوا ساعةً كالتي في يدكِ
وفي باريس أخذوا يشمّون عطركِ
ويستمعون إلى نبضكِ
/ في أقاصي الأرض /
كان الجميع يرقص على سوناتا حذائكِ
/ من كوكب المريخ /
حين صرتِ في سوريا .
**
كم مرة سقطنا !؟ (إلى لبنى حجازي , المرأة التي تسعى إلى الكمال)
***
وقلنا للحبّ
توقفْ عن البكاء
ولسلة المهملات
خذي كلّ أرشيف الصور
وللغرفة الصغيرة
احفظي أسرارنا
ولأهلنا البائسين,
خذوا كلّ هذا الندم
واتركوا لنا الذكريات .
***
قلنا للحبّ
كم أنّكَ جميل
وللشجرة التي تعلو فوق رؤوسنا
كم أنّكِ يابسة
قلنا للخريف :
" وداعاً أيها الوحيد "
فابتسمت الغابة كلّها .
***
في الحبّ
نحن يتامى أنفسنا
قلنا لأخوتنا
أنكم أهلنا ,
وحين كبروا جميعاً
مزّقوا دفتر العائلة .
***
آه أيتها المرأة
كم من القصائد كتبنا
كم مرة متنا !؟
أيتها الحزينة
كم قلنا للفرح :
" تعالَ إلينا "
وكم مرة سقطنا
ولم يلبِّ الفرح دعوتنا !؟
**
لو عرفوا ...
(إلى لبنى حجازي , المرأة التي تسعى إلى الكَمال)
***
لو عرفوا كم طيراً في السماء
أولئك الذين يحسدونني من أجلكِ
ـ ويموتون من الغيرة أمامي ـ
لو عرفوا أيتها المرأة / القلقة لأجلي /
كم قصيدةً أخرى سوف أكتبها عنكِ
أولئك الذين يكرهون قصائدي
ويحبّونَ صورَكِ .
***
لو عرفوا
كم امرأة أخرى
جميلة مثلكِ / وحيدة في هذا العالم /
أولئك الذين يهمسون في أذنكِ سراً
ويستمتعون بشتائمهم لي .
***
لو عرفوا
كم إلهاً قتلت في سبيلكِ
أولئك الحاقدين .
***
حينها فقط ,
سوف أحاول
أن أخرج من حياتكِ المريرة ـ من أجلهم ـ
ليدركوا / كم أنّا وحيدٌ دونكِ /
أيتها المرأة التقليدية جداً .