في غفلة من العالم الحر
خاص ألف
2013-12-28
في غفلة من العالم الحر، ودون تخطيط مسبق من العالم غير الحر، حدث ما حدث.. فأجأهم الحدث. ارتبكوا فترة من الزمن، ولكن ارتباكهم لم يطل، عقدوا عدة لقاءات، اتخذوا مجموعة قرارات: لن نسمح بحدوث ما يحدث، قال قادة الغرب مجتمعين. قادة العالم الحر اجتمعوا وقرروا يجب أن يعود جميع هؤلاء القرود إلى حظيرتهم التي صنعناها لهم، سيظلون خدما للعالم الحر وبناة أساساته، تعبنا كثيرا ليكون العالم الثالث مصدرا لرزقنا، ومكانا نغرف منه ما نحتاج من أغذية ووسائل راحة وكهرباء وبترول لن نسمح لهم أن يصبحوا أحرارا، هم خدمنا ودونهم لن يكون لنا عيش.
وعلا الصوت الصهيوني، ربيع عربي، هه .. سيكون خريفَهم، وسيتمنون لو أنهم ظلوا على ماهم عليه من رغد العيش، سيمر عليهم زمن لا يجدون فيه لقمة الخبز، ولا إداما يأكلونه، حتى يصرخوا طالبين النجاة من هذا المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه. لنجعلهم وحوشا يقتتلون فيما بينهم، دولة دولة، ومدينة مدينة، كل من قام تحت راية الربيع العربي يجب أن يذل حيث لا ربيع إلا تحت مظلتنا.. ولا حرية إلا ما نمن عليهم بها, لتكون كل دول العالم الحر ضد هذه الثورات السمجة التي خربت علينا سنوات من عمرنا، يجب أن يوضع حد لذلك.
مهمتنا إذكاء نار الفتنة ، ليقتتلوا فيما بينهم ، هيئوا لهم ما شاؤوا من أسلحة القتل والتدمير، من نجح وتخلص من طاغيته ليقوم طاغية آخر بديلا عنه، من الشعب يأتي الطغاة، ومن أبنائهم ينالون المقتل. لن ترتاح المنطقة إلا بعد عودتهم جميعا إلى حظيرتنا. ليكون اقتتال في مصر، وتفجيرات وانقسامات في ليبيا، وعدم استقرار في تونس، وليأكلوا لحوم بعضهم في أفريقيا من السودان إلى أقصى أقاصي أفريقيا.. وفي آسيا يجب أن يستمر الاقتتال في سوريا ، والدمار في العراق.. ليعرفوا لاحقا أنه من الأفضل لهم لو أنهم حافظوا على نعمة الدكتاتورية التي حكمتهم عقودا من الزمن، تعطيهم كفاف يومهم وتسرق ما تلا ..
ولتبق طفلتنا المدللة إسرائيل بمنأى عن كل ذلك، لا ندخلها في هذه الحرب، ستضعفهم الحرب، فيما إسرائيل تظل قوية .. صحيح أننا أصابنا العمى بعد أول تحرك لهم في تونس، ولكننا اليوم عدنا نمسك زمام الأمور. ولن ينتهي الأمر حتى تعود سوريا خاضعة لنا، سوريا خطيرة لو نالت حريتها وباتت تنعم بحكم ديموقراطي، اصمتوا، أديروا وجوهكم، أغلقوا عيونكم عن كل فعل يقوم به الأسد، فسوريا أصعب المراحل التي نواجهها، لأنه لو نجحت سوريا سينجحون جميعا في لملمة جراحاتهم، وفي الوصول إلى دول ديمقراطية. صمت الحاخام الصهيوني ونظر إلى الجالسين في ديموقراطية تلك الدول المارقة مقتلنا، سمينعون عنكم مواردهم، وسيتحكون بمصائرهم وستخسرون الكثير .. والكثير جدا. حولوا ربيعهم إلى خريف.. ولننتهي من هذه المهزلة.
صمت طويلا.. طويلا صمت.. وقال بعد أن بدا التحفز على الموجودين:
يجب أن تكونوا على يقين من أن عقدة كل ما جرى يكمن في سوريا، إذا انتصرت سوريا عاد الأمل إلى تلك الدول التي سبقتها في الثورة وستكتشف أنه بالإمكان أن نصل إلى غايتنا في العدالة واليموقراطية.. وستستعيد تلك الثورات ألقها ورغبتها في تأسيس دولها الحرة والديمقراطي. تستعيد رغبتها بأن تحكم نفسها بعيدا عن تدخلنا واستفزازاتنا المستمرة.
صمت تلفت في وجوه الحاضرين.. ببطء ينظر وبصرامة يدقق النظر في الوجوه ويتابع أفسحوا في المجال لابننا واين ابننا المدللبشار ابن أنيسة ، وابن ابننا حافظ ابن ناعسة أن ينهي بنفسه كل ما يزعجنا، هو القادر للوقوف بوجه هذا المد السمج.. اتركوه يفعل ما يريد لأنه لو لم يفعل سنجد أنفسنا وقد خسرنا معكتنا إلى الأبد.
اعطوه مايريد من سلاح وذخيرة ودعوه يستخدم ما شاء مما بين يديه وما تمولوه به من أسلحة وبراميل تأتي على الأخضر واليابس فنحن لا نريد من سوريا حضرتها فدعوه يدمرها.. الحضارة السورية ستكون شاهدا على أننا بلا حضارة، وحينما تزول نستطيع اختراع حضارة لنا ونستطيع ابتكار تاريخ مشرف لنا ندرسه لأجيالنا الصهيوزنية القادمة.
نريد لسورية أن تكون أرضا خرابا لا دليل على حضارتها ولا وجود لشعبها. نريدها أرضا بلا تاريخ.. وهذا الذي لا يعجبكم، بشار، قادر على فعل الأعاجيب فلا رادع يردعه فقط ضاجعت أمه الشيطان حين حلمت به .. وكان أبوه في أجتماع سري معنا.. اعطوه الفرصة لينهي ما يمكن أن يكلفنا أنهاؤه المزيد من من دماء أبنائنا. في حرب لسنا مضطرين إلى خوضها مادام قادرا على أن يسلمنا إياها وإيدينا نظيفة.
يرفع يديه وهو يعلن علة أن يديه نظيفة فيما يعلو التصفيق والهتاف تأيدا لما قاله.. وتستمر سوريا تحت قصف بشار الأسد والعصابات المتأسلمة المتشددة وبرضى وموافقة العالم.. حين سيتوقف ذلك القصف سيسلم العالم سورية لأسرائيل لقمة سائغة وأرضا ممهدة لبناء حضارتها ولم لا فلا شيء يستطيع أن يثبت أن حضارة كانت هنا.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |