على كرسيك َّ تجلس ُ هادئا ً
لست َ البركان الخامد ولا النبع الخائف
لا الريح ُ ولا البلبل ُ والصحراء ُ تمشي في عروقك َ .
عيناك َ اللتان ِ تنعمان ِ بالأحلام ِ وورد الشرفات ِ
تحدقان ِ بك َ وأنت َ تـُصغي إلى أنين الذكريات ِ
ترفرف ُ فوق رأسك َ رايات ٌ بألوان ٍ حائلة ٍ
وتنكسر ُ أشرعة ُ القوارب ِ التي يدفعها اليم ُ نحو السراب .
كانت ْ تـُقِلُّك َ من مخدعك َ السري إلى النوم ِ
هوادج ٌ تحملها مواكب َ صامتة ً
وأنت َ تجتر ُ طوال الوقت ِ أحلامك َ
حيث ُ تفز ُ الرغبات ُ مهتاجة ً .
من النافذة تبصر ُ غابات ٍ وأثداء ً مدلاة ً من الغصون
وعلى النسيم تسير ُ النساء ُ عاريات ٍ
على أجسامهن تتبرج ُ بحيرات وكنائس ُ عائمة ٌ فوق الماء
وتنبت ُ تحت أقدامهن الكروم ُ .
ترمي إلى النسيان دموعا ً من فضة ٍ
فالغزالة ُ لم ْ تعد كما عهدتها وديعة ً
ولا البساتين ُ تخبىء تحت ثوبك َ الفضفاض أحلى الثمار
تأبط تحت جنحيك َ موتك َ
ودع ْ الأيام تلتهمك َ على مهلها
فلا يرتسم على وجهك َ القلق ُ .
الأسماك ُ التي تسبح ُ في صدرك َ
في المياه التي تهبط ُ وتصعد ُ
والنار ُ تصطك ُ تحت الأسنان ِ تتبرعم ُ في البشرة الرقيقة
تحت الجلد ِ وفي الشعور
ليت َ الحشرات ِ تأكل ُ ما تبقى من العصافير النائمة ِ في دمك َ .
السماء ُ التي تبدو أمام عينيك َ محدبة ً حينا ً
وحينا ً تصير ُ مثل هاوية ٍ
الشمس ُ غيمة ٌ سوداء أو جمجمة
والسرير ُ يأخذ ُ شكل َ امرأة ٍ مبعثرة ٍ ومرمية ٍ في المدى .
النهار ُ والليل ُ ينامان َ تحت لحافك َ مرتجفين ِ من البرد ِ
وأنت َ ترش َ الماء َ فوق َ المرآة ِ ليستفيق َ النعاس ُ في عينيك َ .
تنهض ُ وترقص ُ الجدران ُ
وتنتقل ُ اللوحة ُ من مكانها عدة َ مرات ٍ في الدقيقة نفسها
حيث القطة تلحس لك َ وجهك َ والقصيدة .
شاعر من العراق يعيش في كاليفورنيا
[email protected]