نتعرّى. تمر السماء من فوق رؤوسنا. يتقلّص جزؤنا الغامق الملقى على الأرض. صورتنا في المستوى المساحي. بلا ارتفاع. بلا ملامح. هذا نحن قبل الاكتمال؟ قبل الحب؟ بعد الموت؟ أثناء قطف التوت من قلم أحمر؟ ظلّ!! أتراجع بحجمي الفراغيّ. تتقلص الصورة.

المرآة المشوّهة!! تقلل إيماني بي. أمدّ يدي للملمته. يختفي. يراودني من الطلاء. أبتعد. أتباعد. ينفرد. يستطيل. يستطيل عني. فوق مني. ما زال بالأرض. تصله السماء.. وأنا بمكاني ثلاثية لا أتفكك. أتفرج عليّ في الأنحاء الغامضة. يصعب علينا الاستطالة أو الاستعراض. أصغُر أمامه. أتصاغر أمامه. أبدو كنقطة. لا أبدو شيئًا.

فوق ورقة كالظل. الكتابة حزينة. والنصوص مذنبة. أكتب (اسمي). هو هو منذ الأزل بنفس الجمود والركود في الحبر لا يتغير. الحبر لا يروي فلا يثمر. واحد ووحيد منذ الجيم للنون. (جـــــ.....ن....),, "جننت".....!! لا يتخلله المعنى.

أكتبُ: "ولد جميل" إلى جانبه.. يكبر ويهمل حدود جدران المدرسة.
أكتبُ: "شجرة". فوق ظلّه.. تخترق الورقة ثم تذبل. الحبر أسود.
أكتب: "قلبي" بملكيته على ورقة نقدية وأحتفظ به في الذكرى. ما عاد لعملته قيمة. بعته بكراسة جديدة. عدت لأكتب فيها..
كتبتُ: "عصفور".. وأفرطتُ الحب في الحبر.
ابتلّ من حبري معطفه الريشيّ. تململ في جزء من سنتيمتر وحيد. الوحيد الذي أصابه المعنى!!! أحاول نفضه بالقلم.. لكنه لا يفيق..

عصفـــــــــــور.. لكن!! ثقيل بالريش والحبـــ/ ر


تمر السماء الورقية مرة أخرى. فوق رأسي, فتمطرني بك. بينما أبكي بشدة على العصفور.
والظلّ جاف في البعيد.. يستطيل.. يتفاقم في المستوى..

تتأرجح الريح على الأغلب. فأرى ارتعاشتنا. الورقة تتقلص.. تستحيل قصاصة. كان السُمك مليمترا واحدا. ببقعة حبر ثقيلة. أضاعت اسمك. بكيتُكَ. فوق القصاصة.. فسال الحبر من الحدود..

قرأتكَ نهاية مفتوحة!.


وفي الأمد.. كانت السماء ترحل وحيدة. والظل يجفف العصفور. وأنا أبكي في القصاصة وأرتعش. أسرد النهاية وأنغلق في حجمي. تتسلى الريح بنا نحن القصاصات..

الكتابة حزينة. والنصوص مذنبة.. نفضتُ العصفور القديم بسني الرصاص..
قتلته دون أن أدري!
في نهاية أخرى.. انتعش.. لكن السماء كانت قد رحلت.




19/ مــــاي.. على شاهد عصفور