كن وقحا وأزعر وافعل ما شئت
خاص ألف
2014-01-25
الدرس الذي لقنه بشار الأسد لوفد سوريا للمباحثات كان من جملة واحدة تقول كن وقحا وأزعر وافعل ماشئت. وفي شرح مسهب لهذا القول المأثور قال لهم على بوابة القصر الجمهوري: "علمني أبي رحمة الله عليه وآله أن الوقاحة أعيت من يداويها لذلك عليكم أن تكونوا وقحين يعني بالعامية "عينكم جئرة"، فلا تتركون لأحد مجالا ليقول لكم ماذا أنتم فاعلون. ويصير همهم أن تكفوا شرّكم عنهم. وكما تعلمون، فإن البريستيج مهم في المجتمع الدولي المخملي، ولن يواجه أحد وقاحتكم بوقاحة مثلها. على العكس ستسعدهم وقاحتكم لأنكم ستتلقون لوم اللائمين بينما تعبرون صراحة عما يريدون هم قوله مداورة."
يصمت وينظر إليهم مبتسما ويقول: "ماهيك؟" ثم يضحك ضحكته المتشردقة ويضحكون خلفه ككومبارس مؤيدين أقواله المأثورة. هنا تخيل الضحكة سيفيد الفكرة رجاء تخيلوا.
حين وافق بشار على الذهاب إلى جينيف كان قد عقد العزم على أن يستغل وقاحته التي سيحملها عنه الوفد إلى الاجتماع وأنه سيكسب بهذه الطريقة . وفعلا ما أن بدأ المعلم بالكلام وسرح وأسهب وكرر وعفَّس حتى شعر المجتمع الدولي بوقاحته تلك. وبكل تهذيب نبهه الأمين العام مرتين ولكنه لم يعبأ بكلام الأمين العام واستمر بكلامه غير المنطقي والوقح الذي يعتبر أن الثوار ليسو سوى إرهابيين يقتلون الشعب السوري ويسيلون أنهر الدماء، وقتالهم فرض كفاية على جميع السوريين، فكيف الأمر مع الرئيس الأسد، هذا ما قاله المعلم. وبدا بشار في قصره وهو يتفرج على شاشة التلفزيون راضيا وسعيدا من فهم المعلم وشطارته وكان يردد بينه وبين نفسه سأعلي شأن هذا الرجل فهو يستاهل دائما كنت أعتقده غبيا وأنا أحب الأغبياء.. ولكنه أثبت اليوم أنه ذكي ويستحق أن يكون نائبا للرئيس بجدارة.
بهذه العقلية تحكم سورية، بحاكم ديكتاتور لأنه لم يتعلم الديموقراطية، في البيت لم يعلمه أبوه شيئا لأنه كان يعتقد أن باسل "المرحوم" لن يحتاجه ويجب أن لا يكون بين الأخوة أقوياء حتى لا يختلفوا فتركه على غبائه وطبعا لم يكن لديه الوقت الكافي بعد موت باسل المفاجئ واللغز ليعيد تأهيله وكان عليه أن يستفيد من غبائه ليحوله إلى مصدر قوة لا ضعف وهذا ما حصل فأحاطه بمجموعة من الأغبياء ونجحت الفكرة واستمر الحكم.
لم يخلُ التاريخ العربي من حكام أغبياء وجهلة وبلهاء ويحكي التاريخ الكثير من الخلفاء الذين استلموا الخلافة بسبب عدم وجود غيرهم وكانوا السبب في وهن الخلافة أموية كانت أم عباسية أم فاطمية أم.......لا غرابة أن يستلم بشار السلطة لأن عليه مسؤوليات جسيمة أمام الدولة الجارة إسرائيل، عليه أن يتابع ما بدأه أبوه في ثمانينات القرن الماضي من قتل ونهب ودمار لمدينة حماه التي ثارت تريد الخلاص من حكم حافظ ولكنه فعل تماما ما نرى ابنه يفعله اليوم ولكن على شكل مصغر وكما ساد الصمت حينها تمت التعمية بشكل غير مسبوق على أحداث حماه وكان المجتمع الدولي قد اتخذ قرارا مؤيدا للأسد الأب بقتل أهالي حماه صمتا مقابل مزيد من الخدمات التي عليه القيام بها للجارة هذا ما حدث.
بلوتنا نحن السوريين هو في جيرتنا لإسرائيل فالمجتمع الدولي مجمع على أن هذه الجارة يجب أن لا تمس، والسوريون معروفون بنزاهتهم ووطنيتهم وحسهم العالي بكرامتهم. ما فعله بشار في السنين الثلاثة الماضية هو أنه داس على كرامتهم وأغرقها بالوحل وعلمهم أن النزاهة والوطنية لا تنفعان وإن من يريد أن يحكم سورية عليه أن يلتزم ببعض الشروط الصغيرة تجاه العزيزة إسرائيل أو أن القتل سيستمر إلى ما شاء الله.
قلت دائما وأكرر اليوم إن حافظ الأسد كان يردد دائما أمام بشار حين لم يعد من مفر أمامه لتسليمه السلطة، وهو الأدرى بغباء ابنه، إذا أردت الاستمرار بالحكم عليك أن تنفذ كل ما تطلبة جارتنا إسرائيل. أي اختلاف معها بالرأي هو مسمار في نعشك. وكان بشار ذكيا في التزامه بتعليمات الأب فقط، وكانت إسرائيل سعيدة بالتعامل مع رجل ضعيف مثله فلم يكن من داع لتكرار الأمر مرتين لأنه سخر كل ذكائه في اتجاه اتقان ما تطلبه الجارة ونجح. وإلى أن يأتي نظام قوي يحكم سوريا ويستمد قوته من ديمقراطيته لا من دكتاتوريته سيظل أمثال بشار في مكانهم. ولكن – بعد هذه الانتفاضة العظيمة – لا مجال للشك أن الأمور تتجه نحو تغيير مؤكد.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |