القدر الصامت....
خاص ألف
2014-02-02
اعتدتُ أن أكون لك قمرًا نهاريًّا فقط, لا يساهم مع الشمس بشيء, إنما استأجر له اللجوء
براحًا إليها, فأرجأه إلى جوارها, كقطعة منسية, ككقدر الصمت....
هل عرّفتُكَ قبلًا بقدَر الصمت؟
ذاك قدر القمر السيد, أغرته الشمس بمددها, وتوّجته على الليل,, فاقترب بلا حذر.. اقترب.. اقترب.. حتى انطفأ.
ذلك قدر المحبين المتعانقين, المتعانقين الغربـاء!!
"
فريد,, هذا نحنُ,, بقدرنا: الذي يوظّف الأعمال المهملة في حياتنا الثانوية,, ويحتال على الإعاقة العطائية بالمسميات الوظيفية, وتدرجات ما بعد سنّ المعاش.., يهبك الجوائز الشرفية, والمنحات الفخرية.. لأنك مصاب كتمثال, لا يمل من الوقوف بمكانه.
بصمتنا: الذي يصيب إنسان الخزانات, من يعيش ليستقبل استعمال الآخرين له, ويستسلم في "صمت", وقت إفراغهم حاجياتهم, وفراغهم منه.
اعتدتُ أن يكون لي بيتٌ من عراء, كتلك السماء المفضضة, تُسقّف الأرض, وتظلل السائرين والعابرين, والماكثين بلا حلم ومأوى,,
وتعجز عن إقامة عامود واحد لها أو بيت من قشّ..
تستقبل عيون الأرضيين اللاجئين إليها بعد ضيق التراب بهم, وتستضيفهم في جميع حالاتها
بحيث لا يعدّون الظلام في وجههم عبسًا.
~*~*~*~
الآن إليكَ فريــد,,,
الطفل بغاية السهولة يا فريد, يستطيع أن يحقق أحلامه الصعبة,, يستطيع أن يغدو قطارًا بمجرد أن يحرك ساعديه بشكل دائريّ, وهو يقول: تج ج ج ج جججججـ.. توت توت,,
فخمسة من الأطفال يستطيعون أن يحلوا أزمة المواصلات في مكان ما.
ليتنا ذاك الطفل المشذّب من كل وسيلة, المهتم بالعالم في مكعّبات, يبنيه؛ فيفرح.. ويهدمه؛ فلا يتأثر..
بل باستطاعته أن يضيّعه في ركن مهمل من هزله.
اتفقتَ مع رحلة جديدة على البحث عني يا فريد, فشرعتَ الخرائط والوقت في عطلة من عقلك, واستحضرت الرغبة, ومربعًا الكترونيا يساعدك في رسم الأشكال الصغيرة المعبّرة.. لا يكلفك طابعا ولا مسافة في الحب!
أنا لست السفر الذي تقصد يا فريد,, أنا في ذاك المربع, كوّة الروح.. أنا الطريق المؤدية إليه, والمتاجر المهمة على جانبيه, واستراحات الظلال, وتذكرة الإقلاع,,
أنا الوقود الذي يملؤك لتعبر عالم,, أنا أنت,, القائدة والمنقادة والمنهكة تحت شجرة من سرعة سيرك فيك للحياة.
أنا المجهولة التي تنساها عندما تراجع صورك التذكارية التي التقطتْ "وحدَكَ" في المكان.
,,!!!!
كيف أستطيع أن أعبّر لك عن مشاعري بطريقة أخرى غير الكتابة؟!
كأن يتوهج مصباح غرفتك ليلًا بعدد كلماتي, ويتذبذب بتوتري وتصاعدي وانخفاضي, فتعلم أني حينها أتنهد الضوء.
أو كأن تجيد آلتك الموسيقيةُ العربيةَ في الحب, وفي لحظة ما.. تستبدل أصابع البيانو عناوينها النغمية المعهودة بأبجدية الشعر!
أو كأن آتيك على قطرات, على فقرات, فأدفع بصندوقك الخارجي رسالة, أترك بها يدي..
تصف "وحدها" داخل الصندوق, ثم مساء أضع لك قلبًا مغلفًا أمام باب شقتك الصغيرة, بعد أن يدق؛ فيدق الجرس..
وفي الصباح التالي آتيك بذاتي كي أتمّ كتابة العبارة الأمسية في الصندوق...
لحظة!!.. افتح القلب أولًا, واتخذ إجراءاتك التقليدية الكافية لفتح مغلَّف من مجهول, أعرفُ أن قلبي يدق بين يديك رغم الحب أو الخوف أو الاضطراب... بذات الإيقاع الموحّد..
ما يختلف باختلافهم هو عدد النبضات المتواتر فقط, دفقاتها, فقط,....
وسرعة هرولتها بلا حذر..
تلك السرعة التي تتناسب مع نزيف المسافة القلبية بين صدرينا,,
اعلمْ الآن أنني أنبضُ بقدرٍ يُغرق قلبك ويكتب جميع أنواع الشعر معزوفة, وأتذبذب بقدرٍ يستطيع إطفاء المصباح في الغرفة!!
08-أيار-2021
09-تشرين الثاني-2014 | |
01-تشرين الثاني-2014 | |
26-تشرين الأول-2014 | |
19-تشرين الأول-2014 | |
08-تشرين الأول-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |