ساقية الحانة فنانة ملهمة / قصة كونال س. مودي ترجمة:
خاص ألف
2014-02-23
نظرت بيللا من خلف الطاولة الزجاجية بينما كان يوري ينتهي من كوب شراب طيب المذاق و هو يجلس على البار. لم يكن يوري حزينا لهذه الدرجة، هكذا خطر في ذهن بيللا، إنه ينم عن حزن عميق. ثم قام بأدائه المحسوب حسابه أمام الحضور القليلي العدد، و قال لبيللا بصوت مرتفع بلهجته الأمريكية المتميزة: " يا حلوتي" بحيث يسمعه الجميع. و هذا تسبب بقهقهات توزعت بين الحشد المتجمهر. لقد كان بنظرهم مثل إله. و لكن بنظر بيللا لم يكن أكثر من مهرج.
مال على البار، كما لو أنه يزمع على زراعة قبلة على وجنتها، و قال:" هل بمقدورك أن تصبي لي أربعة فودكا و نصف جعة يا حلوتي".
ردت بيللا بقولها:" هل تطلب نصف مكيال بيرة على شرف عضوك التناسلي الذي بلغ نصف حجمه يا بيلليرينو؟". و سحبت من أعماقها هديرا مرتفعا لضحكة خرجت من أعماق صدرها.
في تلك الأمسية حينما وصل يوري إلى البيت، كانت ضحكتها قد أصابته كالطاعون، كان ثملا و يأكل نفسه بعصبية، ولذلك قرر أن يعود إلى المدينة لينتقم من بيللا. و في الحانة، وجد يوري بيللا وحدها في الصالة.
قالت بيللا:" لماذا عليك أن تكون خنزيرا هكذا يا باليرينو؟. ترقص مثل لسان لهب جديد، و لكنك تتصرف مثل أحمق عجوز". كانت تجفف الكؤوس بقطعة قماشية بيضاء. كانت صراحة عبارتها قد خلصت يوري من غضبه. فقال:" آسف. كنت أحاول تسلية ضيوفي".
قالت بيللا للمغني بنبرة مترنمة : " يمكنك تسلية أولئك البلهاء بتكثيف الضباب على نظاراتهم بأنفاسك المشبعة بالبيرة. أضف لذلك، عليك أن تأخذ بعين الاعتبار مشاعرهم. و الآن، اسمح لي بتهيئة إبريق من الشاي لتساعدك على الانتظار".
و حينما صبت بيللا الشاي ليوري في كوبها المفضل، تساءل بصوت مرتفع ما هو وجه افتتانها بالزجاج المعشق. فقالت :" انظر بتمعن، لو حدقت من خلف السطح نحو الضوء، يمكنك أن ترى عدة أزواج من الجن يرقصون ".
و لكن يوري البسيط و غير الخبير بذلك لم يفهم الفكرة الواضحة - أنه يمكن للمرء ربط حركة الضوء بحركة الجن، كما لو أن بركة باليرينا قد فاضت على زهور الحوذان التي تطفو في الجو - و لكن بيللا قررت أن تشرح له ما تقول.
قالت و هي تجلس في زاوية من البار لم يكن يوري يراها من قبل:" انظر سأوضح لك بكوبي". رفعت كأسها قبالة وجهه و بدأت تدور به بتأن. فشعر يوري بالنعاس من جراء الحركة.
قالت بتعجب و هي تسحب الإناء من أمامه بعد أن ثبتت حالته:' هل ترى. إنها مثل عدة جنيات راقصات".
التقط يوري كأسه - كانت نصف مملوءة بشاي أحمر حار - و بدأ يدور بها بشكل عبثي. و قال بصوت متوتر:" أنت على حق. هذا شيء جميل. جنيات كالملائكة تؤدين رقصات مثالية".
اقتربت بيللا منه بوجهها. و معا راقبا الضوء يرقص بتلقائية من وراء الزجاج الذي يندلع منه البخار. كان يعكس و يضاعف الأشكال، و ما أن تندثر حتى تبدأ بالتشكل من جديد.
كونال س. موديKunal S. Modi : كاتب أمريكي معاصر من سان فرانسيسكو.
الترجمة من مجلة إيفري رايتير ( كل الكتاب ). عدد تشرين الأول 2013.
08-أيار-2021
مقتطفات من : كافكا في المحاكمة الأخرى بقلم : إلياس كانيتي ترجمة : |
17-نيسان-2021 |
03-تشرين الأول-2020 | |
12-أيلول-2020 | |
22-آب-2020 | |
20-حزيران-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |