الحرب الخليجية الباردة
خاص ألف
2014-03-10
جاء القرارالسعودي المفاجئ في وضع الأخوان المسلمين والفصائل المقاتلة كـ" داعش وجبهة النصرة وحزب الله السعودي والحوثيين" على قائمة المنظمات الإرهابية كصفعة مدوية لهذه الفصائل والأحزاب المتشددة، وكان أيضاً كورقة ضغط على الغرب وخاصةً الإدارة الأمريكية التي ترى في هذه المجموعات خطراً على المنطقة والأمن الدولي من خلال أغلبية في الكونغرس تأيّد هكذا قرارات تجاه كل من يمس بأمن أمريكا القومي.
وكانت ورقة الضغط هذه (القرار) 1 ـ لاستمالة الإدارة الأمريكية أكثر كي تهتم بالملف السوري وخاصة العسكري منه في تسليح المعارضة المعتدلة كما يريد الجميع، بعد انصراف أمريكا إلى الشأن الإيراني أكثر في الفترة الأخيرة بخصوص ملفها النووي ومفاوضاته التي تربطه طهران ربطاً عميقاً بالمسألة السورية لكسب نقاط أكثر لصالحها ولصالح " ذراعها في المنطقة النظام السوري". 2 ــ القول للعالم العربي والغربي بأنّ المملكة العربية السعودية ليست المشجّعة والمصدرة للأفراد الذين ينتمون لتنظيم القاعدة منذ تأسيس الأخيرة . 3 ــ الوقوف أمام هذه الحركات والتنظيمات والأحزاب وقفة صدّ شرسة كيلا تصل بأفكارها وتنظيماتها إلى الداخل السعودي، رغم وجود هذه التنظيمات الرديكالية بنسبة لا بأس بها في الخليج وخاصةً المملكة.
فبعد الخلاف الذي حصل بين بعض الدول الخليجية وقطر، وسحب السفراء من الأخيرة، ظهرت المملكة العربية السعودية من جديد على الساحة السياسة بقوة، بينما كانت الأضواء في الفترة المنصرمة في إدارة بعض الملفات الخارجية لــ" قطر "! وهذا ما أثار امتعاض تلك الدول وعلى رأسها السعودية، وخاصةً بسبب تدخل قطر في شؤون دول الخليج ودعم الحركات المتشددة الأصولية سياسياً ومالياً داخل الخليج.
فالاتهامات المتبادلة بين الطرفين، كانت كفيلة لأحداث صدع في العلاقات الدبلوماسية لكلا البلدين.
السعودية تتهم قطر كما ذكرنا آنفاً بدعم الحركات المتشددة، وقطر تنفي تورطها وضلوعها بكهذا موضوع!!
فإن أتينا إلى الموضوعية والصواب، الكل يعرف أن السعودية كانت من أولى الدول التي تدعم الحركات الدينية ( السنيّة ) خاصةً في مواجهة المد ـ الشيعي ـ الإيراني في الوطن العربي.
فالسياسات تتغير كل لحظة على حسب المصالح والتغيرات العالمية؛ وإعطاء مهلة للمقاتلين السعوديين مدة 15 يوماً للعودة إلى المملكة والتي بالتالي وصفت بعضهم بالمغرر بهم والبعض أصحاب أجندات وأفكار متزمتة، لم تكن سوى تبيض صفحتها أمام الغرب أولاً على أنها دولة تضرب الإرهاب مثل باقي الدول وترفضه أينما كان!
فالعائدون إلى " حضن المملكة " كما صرّح وزير العدل السعودي، سوف يخضعون لدورات توجيهية مما يصنّف سلوكياتهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم الأيديلوجية، وأيضاً سوف يتم التحقيق معهم للنظر بالمكتسبات الفكرية التي عادوا بها من الحرب داخل تلك التنظيمات في شتى أنحاء العالم وخاصةً الحرب في سورية.
فإيران بنظر السعودية، الخطر الأول الذي يجب مواجهته وخاصةً في دول التعاون الخليجي.. منها البحرين على وجه الخصوص في مسألة تأليب ( الشيعة ) ضد الحكم الملكي البحريني مما يهدد الخليج والمملكة خاصةً، وغير ذلك دعم الحوثيين في اليمن التي لديها حدود مع السعودية تهدد أيضاً أمن المملكة. فمن هنا جاءت الخلافات الأولى بين السعودية وقطر بسبب توجّه قطر إلى دعم ذات الجماعات التي تدعمها إيران مالياً وسياسياً، لكن كل طرف له غاية بعيدة عن غاية الطرف الآخر، وبعد ذلك أتى القرار السعودي الذي وضع تلك التنظيمات على قائمة الإرهاب، لتكسب السعودية أمناً مستقبلياً ونظرة عالمية تجاهها على أنها تساعد في تقليص الإرهاب كما ذُكر وملاحقته.
فهل سوف نرى في الأيام القادمة حرباً باردة بين السعودية وقطر وبعض دول الخليج ؟
أم أنها كبوة عادية ومن بعدها تعود العلاقات لتنهض بين البلدين كما الأول ...؟
هذا إن لم تستغل إيران الوضع الحرج في العلاقات بين دول الخليج وتلعب لعبتها لاستبعاد السعودية خاصةً عن الساحة السورية بعد رفع قطر يدها بأمر غربي أمريكي عن سوريا بخصوص دعم الجيش الحر والائتلاف السوري المعارض!
الأيام القريبة سوف تحدد هذا .. وعلى وجه التحديد بعد انعقاد اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب ويليه القمة العربية في الكويت.
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |