صُلح الثعالب مع الحجل !!
خاص ألف
2014-03-19
في كفّه السكين وراء ظهره..
ويصافح الضحية بأخرى، ملطخة بدم ضحيةٍ أخرى !...
هكذا عهدناه.. لم يتوانَ النظام السوري عن تجميل مظهره أمام العالم الذي بات يعرف كل خفاياه وإجرامه ومخططاته الشيطانية!. رغم ذلك يضع العالم كفّـه على عين، ليرى بالعين الأخرى ما يشاء وما ينوي مشاهدته تماشياً مع مصالحه ومصالح حلفائهِ!.
تتسابقُ خيول الحربِ بين بعضها ليداس بين حوافرها كالعشب أبرياء لم يعرفوا حتى بعد موتهم ما معنى أن تموت مجّاناً! لمجرد أنّك طلبتَ أبسط حقوقكَ !. وما معنى أن يجلسُ قاتلك على هضبة فوق كرسيه يقهقه وينال الأوسمة تلو الأوسمة من قتلةٍ يتظاهرون بنظافةِ كفوفهم من دماء ضحايا مثلك!.
تلك هي قوانين الحروب الرديفة لقوانين السماء الآن تجاه الدم الرخيص ...!
بعد كل هذا الدمار الذي أحدثته آله الحرب التي اتخذها النظام وحلفاؤه الفاشستيون وأسياده وأذياله الطائفيون من فرق الموت إلى مرتزقة الحروب، جاء النظام لابساً قناع " الوداعة " ليصول ويجول بين المواطنين المجبورين أن يقفوا أمام كاميرات إعلامه كي يرددوا مقولاته المشروخة التي لم تعد تقنع حتى الأطفال الرضّـع!؛ وكأنّه يعيش قبل أعوام من الثورة، وكأن شيئاً لم يكن من دمار وقتل وتهجير واغتصاب ونهب وغير ذلك من ويلات الحروب التي لم تعهدها البشرية والتي سكبها على رؤوس السوريين وغيرهم من دول الجوار.
عمد إلى إصدار قوانين ومراسيم تخص المساعدات التي كان مصدرها ( طهران ) في مجال الدعم الإنساني وكأنه يعرف الإنسانية كما أسياده في " قم ". وراح يقابل شريحة من المواطنين المواليين له ( العبيد )، في فترات، وفي فترات أخرى داخل مناطق يتوجّب عليه أن يتواجد فيها زاعماً انتصاراته، رغم أن جميع سكان تلك المناطق من المناهضين له ومن أشد المعارضين لحكمه المستبد. إلا أن الرصاصة التي تقف وراء الكاميرا كفيلة بجعل كل من يخرج على شاشاته أن يقول ما تردده ببغاوات إعلامه!.
طبعاً، عداك عن التهديد بالاعتقال وكلنا يعرف أساليب الأجهزة الأمنية التابعة له، وكيف تتصرف مع كل من يقول " لا " !!.
ومن المضحكات المبكيات في سورية أيضاً، استخدام النظام شوارع الوطن والمناطق التي تقبع تحت سيطرته قسراً أم من خلال بنيتها الاجتماعية، إعلانات عن المصالحة وملصقات تحتوي على نداءات للتبرّع والمشاركة في بناء المدارس والأبنية التي قام بتدميرها بذريعة الإرهاب والإرهابيين والعصابات المسلحة!. وقام كذلك على عقد مؤتمرات وندوات شبابية حزبية وغيرها أطلق عليها عنواوين عدة منها المصالحة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد!
وعاضدته في ذلك وسائل إعلام خارجية تدور في فلكه وفي ذات المصلحة التي تناسبه وتناسب الدول التي تتبع لها.
على مدى أربعين سنة ادّخر النظام كل قواه وكل تحالفاته العلنية والسرية الخبيثة مع أعداء الأمة، لهكذا يوم يقوم الشعب في وجهه ويقول له ــ كفى ــ كفى ظلماً وجوراً وقهراً وقتل!
وها هو يحصد ما خطط له من قبل الأب، ويحصد الشعب السوري ثمن حريته بأصابع مبتورة وأيدي كليمة وأجساد عارية تقف أمام كل هذا الموت المتنوّع، وتقف أمام العالم قاطبةً لتقول له:
( نحن جثثُ اليوم .. سلالمٌ للأجيال القادمة ! لسورية حرة من الطغيان والعبودية )!
وهاهو صُلح الثعالب ... بنات آوى مع الحجل لا ولن يجدي نفعاً ...
فالضحية صارت تميّز رائحة الخديعة عن بعد آلاف الأمتار وعلى مدى سنين طوال !!
ولم يكن الشعب السوري كالحجل إلا بوداعته وبراءته وجماله...
لكنّـه دمه اليوم صار مخلباً يضرب كل من يمسّــه بأذى
وكل من يُبيّتَ له الظغينة !.
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |