نقد / الاب الضال للسوريالية العربية (شوقي ابي شقرا)
2006-04-23
والى حد لم ارى نفسي يوما ضمن هذه الهلوسة و انا ألوث البياض الذي امامي متمنيا المضي في هذا الجنون بخفة الساحر الذي يقلّب قبعته السوداء فتنهمر ارانب الشعر قصيدة تلو قصيدة , في نص يجتاحه حنين ما الى اللاشئ الى الفوضى المرتبة على رفوف الكون الذي يخلقه الشاعر و ينظمه فيما بعد في لعبة لغوية منظمة و مهندسة الى ابعد من الخيال , الى ذلك الابتذال ( المشوّق ) المصنوع من الصرامة المفتعلة و الى ذلك التيه الساكن في كل كلمة و كل مفردة , ليخلق جوقة من الحضور الابدي في مكامن اللغة الخالدة .
قراءة شوقي ابي شقرا مربكة و مضحكة و مهزوزة و صارمة رغم الكوميديا المفتعلة و المصنوعة من لحم و دم و اشياء هامة لا يستطيع سوى الشاعر نفسه خلقها و برمجتها ضمن وحدة لغوية غير قابلة الى فك أو تركيب الا بمهارة الشاعر و الرجوع اليه في كل كلمة و في كل فاصلة , مع ان الرجوع دائما الى الشاعر محفوف بقراءة ثانية و ثالثة في لعبة دراماتيكة مع ذات الشاعر التي تكون في النص غائبة و ملوية على نفسها , تعيش ضمن هلوستها و مرضها التاريخي المزمن , و في القراءة ( الشعرية ) مع نص ( ماء الى حصان العائلة ) اختلاف و خلاف مع نص ( فتى الهيكل ) بأعتبار ان القراءة الشعرية هي قراءة مرحلية قابلة الى اليقظة و الخلود وفق المزاجية المصحوبة عادة مع قدسية القراءة و ربما التمايز و الخلاف بين القرائتين تكمن في غياب شوقي عن نصوصه التي كتبها في مراحله الاخيرة مع وجود ( ذات ) شوقي في نصوصه الاولى ( سنجاب يقع من البرج ) و ( يتبع الساحر و يكسر السنابل راكضا ) و في كل هذه النصوص التي وجد فيها شوقي ثمة صرامة و ألتزام غير مصدق مع موجوداته ووجوده كأنه بدأ يعد حسابات قديمة مع اشياءه التي فقدها و يحسب مدى القيمية الابداعية الموجودة في هذه الاشياء المهملة و المبتورة , و لليقين الكامن في وراءها .
السيدة كلما أزهر الصباح
مستديرة نقية، فلا براعم في الرمال
ولا تنتمي الى بستان الفاكهة.
وصفراء الاصفرار وأغلى الذهب
ودينار من الخليفة
وشرهة تظل تشعل الموقدة
أول ما يشعره القارئ و هو يلتقي شوقي في (يتبع الساحر و يكسر السنابل راكضا ) هو هذا الافراط بكل ما هو قيمي و اخلاقي و بابوي و حتى الديني بمعناه التقديسي المخيف و الإفراط بقيمية النص ان يكون خارج عن كل ما هو مقدس فنيا و ابداعيا فلا يوجد قدسية للغة و هي تجر مفرداتها فرادى فرادى نحو اللامعنى و لا يوجد ما هو مقدس بالنسبة للحدث الشعري او ذلك السرد الممل للتفاصيل اليومية و الحياتية دون لغة عالية كما يصنعها أو يتصنعها شوقي بذلك الحجم المخيف من صبر و اناة للحفر في حجر اللغة الصلدة التي لا تلين الا بمطرقة حية مصنوعة من الماس مخيلة مبدع كشوقي ابي شقرا .
08-أيار-2021
16-كانون الثاني-2021 | |
09-كانون الثاني-2021 | |
27-أيار-2020 | |
02-أيار-2020 | |
30-تشرين الثاني-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |