حين تكلمتُ عن الفاكهةِ القديمةِ في إناءٍ مرتبكٍ على طاولةٍ قديمةٍ حين تكلمتُ وسكّرتُ الغبارَ على مصراعيهِ في الفندقِ ذاك. حين حطمَّوني بالقربِ من القصيدةِ فصارتْ ليَّ العتّمةُ نافذةً وقبرْ. حينَ أحيَّا للفتاةِ القرمزيةِ، ما يجبُ تهيّئتهُ منذُ ألفِ سنةٍ، من جواهرٍ وغيومٍ ووردْ. حينَ نجوتُ من يدَّي فقَطفتني الأزهارُ، إصبعًا تلو إصبعٍ وصرتُ ضبابًا تسكنهُ أشباحٍ من القرنِ الثالثِ أو قبلهُ. حينَ اتهموني بأني غنيتُ لكِ في ليلةٍ كنتِ غير موجودةٍ فيها فقطعوا الهواءَ عني ورمُوني في شعرٍ أجنبّي ذي طعمٍ مقرفٍ. حينُ قلتُ لكِ: أنكِ ليَّ حينَ سمعتُ أنكِ مريضةٌ وبحاجةٍ إلى صدري حينَ تسلقتُ الخريفَ في غرقتهِ الشهوانيةِ، وتكلمتُ عنكِ طويلًا هناكَ وسرّرتُ بوجودكِ في أساسِ روحهِ وأنا لا أدري شيئًا حينُ طرتُ بأجنحةٍ فولاذية على مقطعٍ صغيرٍ من الماءِ، بالقربِ من البريةِ حيثُ الناسُ والملائكةُ يشربونَ نخبَ الكتابةِ. حينَ مّتُ دونَ أنْ أعرفَ بأيَّ سكينٍ من يديكِ بأيةِ زهرةٍ من شعركِ الآزوتي. حينُ ألقيتُ نفسي من القصيدةِ فتحّطمتُ كلمة كلمة حينُ لم يكنْ ليَّ تاريخٌ وزمنٌ للقتلِ حينَ قرأتُ أسمي بيدّي على لوحٍ وهمّي بلا شكلٍ أو روحٍ. حينُ تشكّلتِ من رسمي، ووصفتني بالريحِ الشفافةِ على قرب من قصيدةٍ مهجورةٍ. حينَ كنتِ في أرضٍ قديمةٍ تطلقُ البراري، تخطو إلى الماءِ المنفلتِ من الطوفانِ نحو السعادة الأبدية. حينَ قلتُ أنكِ ملكةٌ وأنَ العصفورَ الذي على شعركِ أميرٌ وشاعرٌ. حينَ نظرتُ من عينيّ الصامتتين، عينيّ اللتين لا تشاركانني الحياةَ سوداءٌ وطفوليةٌ، نفسي الصامتة السوداء!
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...