سورية لا تشبه إلا السوريين
2014-04-12
يخشى العالم المتحضر أن يحدث في سورية ما يحدث في دول الربيع العربي من انقسامات طائفية وعرقية ومناطقية في الدول التي سبقتها كتونس التي لم تستقر بعد رغم الفترة الزمنية التي مرت بها حتى الآن، والعراق المهددة بحرب طائفية بين الشيعة والسنة ولم يستطع حكامها الشيعة إشاعة الامن والاستقرار في ربوعها وبين شركائهم السنة وحتى بين شركائهم الشيعة المنقسمين على أنفسهم" المالكي ، الصدر" ونأتي إلى ليبيا التي ليس فيها طوائف فوجدت الانقسامات المناطقية إليها سبيلا فكان ما جرى ويجري إلى الآن من انقسامات مناطقية ذات طبيعة تآمرية برغبة في الحكم والاستئثار به مما يجعلها دولة غير مستقرة حتى الآن.
إن أي مراقب لما يجري في دول الربيع العربي يبدو متأكدا من أن سورية بعد انتهاء ثورتها والقضاء على حكم الأسد لن تكون أفضل بكثير مما يجري في دول الربيع العربي آنفة الذكر خصوصا بعد متابعته لما يجري على الأرض السورية من ظهور واضح لنوع من الإسلام السني المستورد من دول إسلامية لاعلاقة لها بالاسلام لا من قريب أو من بعيد وإنما هو تكريس لحالة من التخلف واستبداد الفكر المستورد على الطبيعة السمحة للشعب السوري، الذي لم يفكر يوما بالطريقة المتخلفة التي يفكر فيها متأسلموا اليوم من تشدد ديني وتلاعب بحقيقة هذا الدين وتحويله إلى دين يفكر في عضوه التناسلي أكثر ما يفكر بالله خالقه. وبسبب العقل الإجرامي الذي يحمله المتأسلمون أؤلاء راحوا يجدون وسائل للقتل والتدمير وإشاعة الخوف بين السوريين، وفي العالم المتحضر.
هي رسالة للغرب من النظام السوري الذي يريد أن يشوه مدنية الثورة السورية التي تريد دولة المواطنة والعدل. هذه الرسالة مفادها أن نجاح الثورة السورية يعني ارتمائها في أحضان دين لا يهمه سوى القتل والترهيب والتفكير في عضوه التناسلي فابتكر زواج المتعة ونكاح الرضيعات والزواج من قاصرات حيث يحقق له ذلك ما يريده النظام السوري من هذه الرسالة هي أن يبدو النظام أكثر مدنية وحضارة من الثوار الهمجيون المنتمون إلى ما قبل التاريخ وما قبل الحضارة.
المتابع السوري الذي يتابع مجريات الأمور لا يخشى على سورية أن تسير على الدرب الذي سارت عليه أخواتها في دول الربيع فقد اعتادت سورية أن تكون مختلفة في سلوكها عن باقي الدول العربية التي مر عليها الربيع العربي زائرا ففي تاريخها الحديث والقديم ما يقول أنها مختلفة وأنها اعتادت على العيش المشترك بين طوائفها جميعا.
وأبلغ مثال على هذا العيش المشترك بين طوائفها كان في استلام فارس الخوري
رئاسة الوزراء وهو مسيحي بروتستانتي فجاء استلامه للوزارة سابقة في تاريخ سورية الحديث حيث أسندت السلطة التنفيذية إلى رجل غير مسلم، مما يدل على ما بلغته سورية من النضوج المدني، كما أنه يدل على ما اتصف به رئيس الدولة من حكمة وجدارة. وقد أعاد فارس الخوري تشكيل وزارته ثلاث مرات في ظل تولي شكري القوتلي رئاسة الجمهورية السورية.
الحادثة الأبرز في حياة فارس الخوري كانت يوم أبلغه الجنرال غورو أن فرنسا جاءت إلى سورية لحماية مسيحيي الشرق، فما كان منه إلا أن قصد الجامع الأموي في يوم جمعة وصعد إلى منبره وقال: إذا كانت فرنسا تدعي أنها احتلت سورية لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين، فأنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله …فأقبل عليه مصلو الجامع الأموي وحملوه على الأكتاف وخرجوا به إلى أحياء دمشق القديمة في مشهد وطني تذكرته دمشق طويلا وخرج أهالي دمشق المسيحيين يومها في مظاهرات حاشدة ملأت دمشق وهم يهتفون لا إله إلا الله.
حادثة تدل دلالة واضحة على مدى نمور الشعور المدني في سورية على حساب الشعور الديني، وتدل بوضوح إلى أن السوريين لم يفكروا يوما بشكل طائفي وإنما كانت سوريتهم أعلى من أي طائفة وأعلى من أي دين.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |