عزيزتي آ. رقايق:
خاص ألف
2014-04-13
لقد أُشيع بجسدي عنكِ أنكِ أنا, وأنه منذ أن طرأت وقائعُ على حياتيْنا متشابهة, كأنْ أصبحنا موظفتين تقليديتين, وصار يقاتلنا الملل في رُتب اليوميات الأبدية, صرنا نرمي بالقبلات لبعضنا في حوض كونيّ دائريّ متّسع, وكأننا نرجم لعنات البعد والعجز, وندري أننا تسقط في الفراغ.
سمعتُ أصوات أكبر عدد من قبلاتك الوردية الباهتة مع السقوط, وكنتُ أمد يدي قدر حبي وعجزي؛ لتقبض على ما يسعها..
لكني خسرت رهائن قدرتي التي ساهمتُ بها مؤخرا, جميعها كان أضعف من معجزة, وأقصر من يد يا آمال.
حياتي الغريبة أيتها الموظفة البارعة في الرتابة الآن, لا تعني لي شيئا سوى ما أدريه عنها وهو اللا شيء. أنزل منها منزلة مجهولة, أعرفني فقط. تلك هذه أنا الجالسة تكتب لك الآن, وفقط. الأيام في مفكّرتي لا تترتب وفق التواريخ إذ لا يحدث كل يوم شيءٌ. إذ لا يحدث أبدا. ومكان الزمان مطموس من فيضان دمع حمضيّ حارق.
وها الوقت يمضي جدرانًا هشة؛ تُبنى لتسقط؛ لنسقط, ونضيع في المفكرات الممحية.
صديقتي الحبيبة, لا أحبّذ شيئا طيلة الوقت بيننا, إلا أن تحافظي على أثمان الأحبار الزهيدة التي أكتب إليك بها. وهذا يعني لي أنك ستقدّرين جسدي المفرّغ حينما يصبح أشبه بأنبوبة أفرغها الشوق والكتابة.
أحتاج إلى إجازة رسمية من العالم يا آمال. إلى أين سأذهب؟ لا أريد البقاء ولا الإبقاء على نسمة قريبة حولي.
حياتنا الرتيبة لا تليق بنا كعصفورتين حزينتين, تبحثان دوما عن اللا موجود؛ لتظلا طائريتن.
آمال, أحبك قدر استطاعتي.
25-8-2013
2:08 AM
___
08-أيار-2021
09-تشرين الثاني-2014 | |
01-تشرين الثاني-2014 | |
26-تشرين الأول-2014 | |
19-تشرين الأول-2014 | |
08-تشرين الأول-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |