انتخابات الأسد وإدعاء الديمقراطية
خاص ألف
2014-04-26
يتصادف أن تتزامن الانتخابات الرئآسية في لبنان وسورية في فترة متقاربة تكاد تكون متزامنة. هذه المصادفة تدفع المتابع لشيء من المقارنة بين الديمقراطية في سورية والديمقراطية في لبنان. لبنان الذي احتل من قبل حافظ الأسد لسنوات طوال وعجاف كان فيها حافظ الأسد ونظامه المخابراتي هو الذي يختار الرئيس، وكان مسؤول المخابرات السوري هو الحاكم الفعلي للبنان في خلال الحرب الأهلية اللبنانية وبعدها لسنوات طويلة. الطبيعة الخاصة للتوزع الطائفي في لبنان لم تترك مجالا للأسد ليحول الجمهورية اللبنانية إلى دولة دكتاتورية يحكمها حاكم فرد يشبهه وهذا ساعد لبنان على أن تحافظ على نظامها الديمقراطي استفادت منه بعد أن خرج الاستعمار الأسدي من أراضيها لتابع حياتها الطبيعية في ظل حكم برلماني قل شبيهه.
قلت يتصادف أن تتزامن بفارق بسيط الانتخابات الرئاسية السورية واللبنانية في هذه الفترة الحاسمة من تاريخ سورية والثورة السورية وهذا ما جعل المراقبين يكتشفون مزايا الديمقراطية الحقيقية بمقارنتها بما يجري في سوريا من مسرحيات كوميدية لا يستطيع المتابع لها إلا متابعتها على أساس كوميديتها ليضحك وهو يتابع المسخرة التي يتعامل بها بشار الأسد مع الانتخابات في سورية والجدية التي يتعامل فيها اللبنايون مع موضوع انتخبات الرئاسة.
لن نقول أن الانتخابات اللبنانية هي مثال للديمقراطية الغربية بسبب تحكم الحالة الطائفية والحزبية فيها ولكن لا يمكن لأي ممتبع للانتخابات الجارية اليوم إلا أن يشهد بكفاءتها الديقراطية وتعاملها الراقي. وتقارب العمليتين الانتخابيتين تدفع المراقب للمقارنة بين ما يجري في لبنان وما يجري في سورية.
في لبنان يفاجؤك التحضر والمدنية التي يتعامل فيها نواب البرلمان بكتله المتعددة التي تعبر عن لسان طوائفه المتعددة وتشعر كم فيها من مدنية وتحضر وحرية.
في سورية مجلس شعب( البرلمان) ذو لون واحد وطبيعة تكاد تكون متطابقة ليس فيه ما ينم عن الديمقراطية من شيء، وليس فيه نائب يستطيع أن يرفض ما يملى عليه من أوامر. ومن تابع المتحدثين الذين تحدثوا في مجلس الشعب السوري لشعر بالتقزز من حالة التماثل في كلماتهم ورضوخهم التام لدكتاتورهم الذي أوصلهم إلى هذا المنصب الذي يدر عليهم ذهبا وفضة وعمولات عن طريق استخدام نفوذهم لتقديم الخدمات لمن هم بحاجة لها.
في لبنان بدأت معركة الانتخابات بمرشحين ويكون لدى جميع أعضائه انطباع أن أحدا من المرشحين لن يفوز وإن الانتقال إلى المرحلة الثانية مؤكد. وهذا نابع من الطبيعة الطائفية التي تتحكم بلبنان كبلد قبل الديمقراطية حاكما لحياته دون أن يكون قادرا على تجاوزها.
في سورية يتقرر سلفا الرئيس وطبعا هو بشار الأسد وتتم الانتخابات بشكل وهمي فمن المؤكد سلفا نجاح بشار الأسد في الانتخابات وقد تم ترتيب ذلك مسبقا وباعتبار أن هذا النوع من الانتخابات قد غاب عن سورية لفترة طويلة جدا، فقد كان الاستفتاء على الرئيس هو السائد في ايام الأسد الأب وبدايات الأسد الابن. وحين قرر الأسد الإبن أن يتم اختيار الرئيس في سورية عن طريق الانتخابات العامة رتب الأمور بحيث تكون صناديق الاقتراع وهمية ويتحكم هو بعدد الناخبين وعدد الأصوات التي فاز بها.
ولأنه منع أي من السوريين الذين غادروا سورية من الترشح فقد حكم على جميع أطياف المعارضة بالخروج من هذه الانتخابات وبسبب عدم وجود معارضة في الداخل فلا بد أن يخترعوا مرشحين لمواجهة بشار لتكون الانتخابات انتخابات فكان عليهم اقناع بعض أعوانهم بالترشح لتبدو الانتخابات ديمقراطية. في وقت تم الجزم فيه للفائز الذي سيحصل كما كان يحصل في ايام الاستفتاء ب 99 بالمائة من الناخبين أو المستفتين سابقا. لا شيء تغير سوى على الورق وسيظل كل شيء كما كان ايام الاستفتاء وسينال بشار الأسد كرسي الرئاسة ب 99 بالمئة وربما تنازل قليلا ليبدو مقنعا فيقبل بما دون التسعين.
هذه هي سورية بعد مرور ما يزيد عن الثلاث سنوات من الثورة، التي تعمد الأسد وأعوانه تحويلها إلى ثورة فاشلة باختراع فصائل ثورية إرهابية تأتمر بأمرهم وتقوم باسم الإسلام بقتل وترهيب المواطنين في الأمكان التي تسيطر عليها.
هذه هي سورية التي ستذهب لانتخابات رئيس للجمهورية الفائز الوحيد وبنسبة عالية هو الرئيس بشار وما بقية المرشحين سوى دمى يحركها بشار كما يريد.
كل هذا يتم تحت سمع العالم وبصره.. دون أن يحرك هذا العالم ساكنا فبشار محمي بقوة الصهيونية العالمية التي تحكم العالم من خلف الطاولة.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |